دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الإدارة الأميركية إلى "وقف اضطهاد المواطنين الروس الذين يحمل كثير منهم الجنسية الأميركية أو تصاريح إقامة، ويحافظون على ارتباطهم بوطنهم الأصلي"، حسبما نقلت وكالة أنباء "تاس" الروسية.
وقالت زاخاروفا، في بيان صحافي، إن بلدها لا ترغب "في اتخاذ موقف معادٍ، برغم الدعاية السائدة داخل الولايات المتحدة في الوقت الراهن".
وأوضحت أن الضغوط التي تتم ممارستها على الروس في الولايات المتحدة، تشمل "استدعاءات في مكتب التحقيقات الفيدرالي مقترنة بتهديدات بالمقاضاة الجنائية"، إضافة إلى وصف مجلس الجالية الروسية على أنه "يد موسكو".
"الرهاب الروسي"
واعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، أن ما يحدث يمكن مقارنته بـ"الذعر الأحمر"، الذي ساد بعد عام 1917، عندما كان جميع الروس مشتبه فيهم.
وأضافت أن هذا التمييز الذي يقترب من أن يكون " رهاباً روسياً صارخاً" يلقى تشجيعاً من جهات عليا، ويجب إدانته، ووصفته بأنه "يتعارض مع التسامح المعلن في الولايات المتحدة والقوانين الأميركية التي تحظر الكراهية القومية".
وكان مجلس الجالية الروسية في الولايات المتحدة أعلن في 18 نوفمبر، تعليق أعماله بصورة مؤقتة بسبب "التحقيق الذي أجرته وكالات الاستخبارات الأميركية".
ولفتت الوكالة الروسية إلى "تقارير خضوع ما لا يقل عن 300 مواطن روسي، بدايةً من الطلاب، ووصولاً إلى كبار السن، لإجراءات تحقيق وتحريات مكتب التحقيقات الفيدرالي".
ووفقاً لمجلس الجالية الروسية، استهدفت هذه التحقيقات بعض أعضائه، وممثلي الجالية الروسية، على خلفية اتهامات بانتهاك قانون تسجيل الوكلاء الأجانب.
تدهور مستمر
وتدهورت العلاقات الدبلوماسية الأميركية الروسية بسرعة، إثر تسلم جو بايدن الرئاسة في يناير الماضي، ويلقي الأخير باللوم على روسيا في عدد من الملفات، أبرزها سلسلة هجمات إلكترونية والتدخل في الانتخابات الأميركية، والقيام بـ"ممارسات استفزازية" ضد أوكرانيا.
ويتبادل الطرفان الروسي والأميركي طرد الدبلوماسيين والعقوبات، كما تراشقا الإدانات في سلسلة من التحركات التي تعود إلى طرد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما 35 دبلوماسياً روسياً، وإغلاق مجمعات روسية كانت تُستخدم في "أغراض ذات صلة بالاستخبارات"، حسبما قالت الولايات المتحدة في ذلك الوقت.
ولا تزال التوترات تعصف بالعلاقات الأميركية الروسية، على الرغم من القمة التي انعقدت بين الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين في يونيو الماضي.
وفي نهاية أكتوبر الماضي، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية لوكالة "بلومبرغ"، إن الولايات المتحدة خفضت عدد موظفيها الدبلوماسيين في روسيا بنحو 90%.
كما أغلقت واشنطن قنصليتيها في مدينتي يكاترينبورج وفلاديفوستوك الروسيتين، في حين أدَّى مرسوم روسي بمنع الولايات المتحدة من توظيف المواطنين الروس، إلى خسارة عشرات الموظفين.
ويبلغ عدد الموظفين الدبلوماسيين الأميركيين في روسيا حالياً نحو 120 شخصاً، بانخفاض كبير عن 1200 شخص في أوائل عام 2017، حسبما نقلت "بلومبرغ" عن المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته.
وأشار المسؤول إلى أنَّ هذه التخفيضات "فرضت على الولايات المتحدة تعليقاً شبه كلي لخدمات التأشيرات للمواطنين الروس، وفي بعض الحالات، لم يكن لديها سوى موظف فني أو اثنين فقط لإجراء الصيانة الأساسية للمباني والأجهزة التكنولوجية"، لافتاً إلى أن الوضع أصبح يمثل "مشكلة خطيرة".