تواجد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الجمعة، على خط الجبهة الأمامي مع الجيش الذي يقاتل قوات تيجراي في منطقة عفر شمال شرقي البلاد، حسبما ذكرت محطة "فانا" التلفزيونية المرتبطة بالدولة، في حين أصدرت إثيوبيا مرسوماً يمنع مشاركة المعلومات عن الحرب، أو المطالبة بحكومة انتقالية.
وأضافت المحطة أن آبي أحمد يرتدي زياً عسكرياً ويتحدث للتلفزيون بلغتي أوروميا وأمهرة المحليتين. ولم يتسن لوكالة "رويترز" التحقق بشكل مستقل من الموقع المحدد لتصوير تلك اللقطات.
وقال آبي أحمد مرتدياً قبعة ونظارات شمسية، في مقطع فيديو، نشره عبر حسابه الخاص على موقع تويتر: "ما ترونه هناك هو جبل سيطر عليه العدو حتى أمس، والآن تمكنا من السيطرة عليه بالكامل"، ولفت إلى أن "معنويات الجيش مرتفعة للغاية".
وتعهد رئيس الوزراء الإثيوبي بفرض السيطرة على مدينة تشيفرا على الحدود بين إقليمي تيجراي وعفر، الجمعة.
وتابع: "لن نتزحزح حتى ندفن العدو ونضمن حرية إثيوبيا. ما نريد أن نراه هو إثيوبيا تقف مستقلة وسنموت دون ذلك".
منع المعلومات
وأعلنت إثيوبيا مساء الخميس، عن قواعد جديدة تمنع مشاركة المعلومات بشأن مجريات الحرب ضد قوات تيجراي، في خطوة قد تحمل عقوبات في حق الصحافيين، بحسب "فرانس برس".
وأعلنت حكومة آبي أحمد، في وقت سابق هذا الشهر، حالة الطوارئ على مستوى البلاد، مع تقدم مقاتلي جبهة تحرير شعب تيجراي من العاصمة، في تطور جديد للنزاع الدامي المستمر منذ عام.
ويزداد القلق الدولي إزاء تفاقم الحرب في ثاني الدول الإفريقية تعداداً للسكان، فيما تحض حكومات أجنبية رعاياها على المغادرة.
وينص المرسوم الجديد الذي صدر في ساعة متأخرة الخميس، على أنه "يُمنع في أي منظومة اتصال نشر أي مستجدات عن المجريات العسكرية أو ساحة المعركة".
وتضمن أنه "سوف تتخذ القوات الأمنية كل التدابير الضرورية بحق من يُعتبر أنه خالف الأوامر"، وذلك في تحذير محتمل إلى وسائل إعلام، وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، أوردت ما أعلنه المتمردون عن تحقيق مكاسب على الأرض.
ومنعت الحكومة أيضاً المواطنين من استخدام مختلف أنواع منصات وسائل الإعلام "لدعم المجموعة الإرهابية بشكل مباشر أو غير مباشر" في إشارة منها إلى جيش تحرير شعب تيجراي، كما حذرت كل من يتجاهل المرسوم، بعواقب لم تحددها.
وحالة الطوارئ التي فرضت في نوفمبر الماضي، تتيح للسلطات تجنيد "كل المواطنين الذين يمتلكون السلاح وهم في سن تسمح لهم بالقتال" وبتعليق صدور كل وسيلة إعلامية يُشتبه بأنها تقدّم "دعماً معنوياً مباشراً أو غير مباشر" لجبهة تحرير شعب تيجراي.
رفض مطالب حكومة انتقالية
ويحظر المرسوم الأخير على أي شخص المطالبة "بحكومة انتقالية"، وذلك بعد أيام على بيان لحزب معارض بارز هو "مؤتمر الأورومو الفيدرالي" دعا فيه إلى وضع حد للقتال، وتشكيل إدارة انتقالية لتسهيل الحوار.
وجاء في بيان الحزب الصادر الأربعاء، أنه "خلال مهمة الإدارة المؤقتة، تبدأ جميع الأطراف مفاوضات لتشكيل حكومة انتقالية شاملة لفترة 18 شهراً. ولن يتم استبعاد أي طرف معني رئيسي من هذه المفاوضات".
واندلعت الحرب في نوفمبر 2020، حين أرسل آبي أحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019، قوات حكومية إلى تيجراي للإطاحة بسلطات الإقليم المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي بعدما اتّهمهم بمهاجمة مواقع للجيش الاتحادي.
وفي أعقاب معارك طاحنة أعلن آبي أحمد النصر في 28 نوفمبر، لكنّ مقاتلي الجبهة ما لبثوا أن استعادوا في يونيو السيطرة على القسم الأكبر من تيجراي قبل أن يتقدّموا نحو منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين، وأعلنوا هذا الأسبوع سيطرتهم على بلدة تبعد 220 كلم عن أديس أبابا.
وأعلنت وسائل إعلام حكومية، الأربعاء، أن آبي أحمد، وهو لفتنانت كولونيل سابق في الجيش، وصل إلى خطوط الجبهة لقيادة هجوم مضاد، بعدما كلف نائبه بمهام رئيس الوزراء.
وأودى النزاع بآلاف الأشخاص ودفع بمئات الآلاف إلى حافة المجاعة، بحسب تقديرات للأمم المتحدة.