في مقال مشترك.. روسيا والصين تنددان بـ"قمة بايدن للديمقراطية"

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال كلمة في البيت الأبيض - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال كلمة في البيت الأبيض - REUTERS
واشنطن - أ ف ب

ندد سفيرا الصين وروسيا في واشنطن بشدة بخطط الرئيس الأميركي جو بايدن عقد قمة عبر الإنترنت للدول الديمقراطية، استُبعدت بكين وموسكو منها، وذلك في مقال مشترك نادر من نوعه.

ووصف السفيران الروسي أناتولي أنتونوف والصيني تشين جانج الخطوة الأميركية بأنها "نتاج واضح لعقلية الحرب الباردة"، وأشارا إلى أن القمة المرتقبة في التاسع والعاشر من ديسمبر المقبل "ستثير مواجهة إيديولوجية وانقساماً في العالم، لترسم (خطوط انقسام) جديدة". 

وتهدف القمة للإيفاء بأحد وعود بايدن الانتخابية المتمثّل بدعم نظم الديمقراطية العالمية في ظل صعود حكومات استبدادية.

لكن عندما نشرت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، قائمة تضم نحو 110 دول مدعوّة، لم تتضمن روسيا والصين، أثار الأمر حفيظة البلدين. وغضبت بكين خصوصاً بسبب توجيه دعوة إلى تايوان، التي تعتبرها جزءاً من أراضيها.

وفي مقال نشر بموقع مجلة "ناشيونال إنتريست"، كتب السفيران الروسي والصيني لدى الولايات المتحدة، أنه يمكن "تحقيق (الديمقراطية) بطرق عدة، لا يوجد نموذج مناسب لجميع البلدان"، وأضافا أنه "لا يحق لأي بلد الحكم على المشهد السياسي والمتنوع للعالم بمقياس واحد".

"ديمقراطية اشتراكية"

وأشار المقال إلى أن لدى الصين الشيوعية "ديمقراطية اشتراكية واسعة قائمة على عملية كاملة تعكس رغبة الناس وتناسب الحقائق في البلاد وتحظى بدعم قوي من الناس".

وأضاف: "ثبت أن الديوقراطية القائمة على عملية كاملة مجدية في الصين وتعمل بشكل جيد جداً". ولم يأت المقال على ذكر تايوان.

وجاء في المقال أن روسيا، حيث وقع الرئيس فلاديمير بوتين في أبريل الماضي قانوناً يتيح له البقاء في السلطة حتى عام 2036، "دولة ديمقراطية فيدرالية مع حكم جمهوري" وتقاليد برلمانية عمرها قرن.

وفي حين لم يسم السفيران الولايات المتحدة تحديداً، لفتا إلى أن الحروب والنزاعات التي تشن باسم نشر الديمقراطية "تقوّض بشدة السلم الإقليمي والدولي والأمن والاستقرار".

وكتبا أن "قصف يوغوسلافيا والتدخل العسكري في العراق وأفغانستان وليبيا و(التحوّل الديمقراطي) لم يؤد إلا إلى أضرار".

وتابعا: "على الدول أن تركّز على إدارة شؤونها بشكل جيّد بدلاً من التعالي وانتقاد الآخرين". وخلصا إلى أن على الدول أن تتبادل الاحترام والتعاون.

وقالا إن التعاون من هذا النوع يجب أن يعتمد بشكل كبير على الأمم المتحدة، كما شددا على وجوب أن "تكون هناك حوكمة عالمية تشمل الجميع بشكل أكبر، وليس نهج قائم على أن (امتلاك القوة يعني أنك على حق)".

ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن نحو 110 دول وأقاليم، بينها أبرز حلفاء الولايات المتحدة الغربيين، إلى قمة افتراضية حول الديمقراطية تعقد في 9 و10 ديسمبر، بحسب قائمة المدعوين التي أعلنتها وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء. 

وبحسب وكالة "فرانس برس"، دعيت إلى القمة دول تبدو فيها الديموقراطية هشة أو تعرّضت لانتكاسات أو ظهرت بها اتجاهات للاستبداد، وتشمل قائمة المدعوين البرازيل والهند وباكستان وغابت عنها المجر وتركيا.

"أنظمة استبدادية"

وغاب عن لائحة المدعوين كل من روسيا والصين، التي لم يُخفِ الرئيس الأميركي منذ دخوله البيت الأبيض أنه يعتبرهما "أنظمة استبدادية" يجب أن تقف الديمقراطيات ضدها. 

وإلى جانب حلفاء الولايات المتحدة الغربيين، ضمت القائمة من أوروبا، بولندا، التي يتهمها الاتحاد الأوروبي بعدم احترام دولة القانون، لكن المجر التي يقودها رئيس الوزراء المثير للجدل فيكتور أوربان استبعدت منها. 

كما ضمت دولاً مثل الهند وباكستان، لكن تركيا، العضو في حلف الناتو، استبعدت منها أيضاً. بالمقابل فقد دعا بايدن إلى القمة البرازيل، رغم أن الدولة الأميركية اللاتينية العملاقة يقودها رئيس يميني متشدد مثير للجدل هو جايير بولسونارو. 

وضمت القائمة دولاً من إفريقيا بينها جنوب إفريقيا والكونغو الديمقراطية ونيجيريا والنيجر، وضمت من الشرق الأوسط إسرائيل والعراق.

ودعيت تايوان التي لا تعترف بها الولايات المتحدة كدولة مستقلة، لكنها تعتبرها ديمقراطية مقارنة بالصين التي تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها، وذلك في خطوة غير متوقعة وفق "فرانس برس".

وأعربت بكين، الأربعاء، عن "معارضتها الشديدة" لدعوة تايوان. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تجاو ليجيان إنه "ليس لتايوان مكانة أخرى في القانون الدولي غير مكانتها كجزء لا يتجزأ من الصين".

وشكرت تايوان، الأربعاء، الرئيس الأميركي جو بايدن على دعوتها، معتبرة أن الحدث سيتيح للجزيرة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي بإظهار مؤهلاتها على المستوى الدولي.

وقال المتحدث باسم مكتب الرئاسة التايوانية كزافييه تشانج في تصريح للصحافيين: "من خلال هذه القمة، يمكن لتايوان أن تتشارك قصة نجاحها في الديمقراطية".

"تفريق الدول"

وانتقدت روسيا الخطوة قائلة إنها تهدف إلى "تفريق الدول". وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحافي إن "الولايات المتحدة تفضل خلق خطوط تقسيم جديدة، لتفريق الدول بين تلك الجيدة بحسب رأيها، وأخرى سيئة"، بعدما استثنت منها روسيا والصين.

وتقول تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي إنه ليس من حق بكين التحدث باسمها. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن الرئيس الصيني شي جين بينغ قوله إن الذين يسعون للاستقلال في تايوان وأنصارهم في الولايات المتحدة "يلعبون بالنار".

وستشارك في القمة الهند، التي وإن كانت تلقب بـ"أضخم ديمقراطية في العالم" فإن رئيس وزرائها الهندوسي القومي ناريندرا مودي موضع انتقادات شديدة من جانب منظمات تدافع عن حقوق الإنسان.

كما ستشارك في القمة باكستان رغم العلاقة المتقلبة التي تربط بينها وبين الولايات المتحدة.