قال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، تور وينيسلاند في جلسة لمجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، إنه دون اتخاذ "إجراء سريع وحاسم" لمعالجة الدوافع الرئيسية للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، فإن المنطقة تخاطر بالانزلاق إلى "تصعيد مميت آخر للعنف".
وأضاف في بيان أورده موقع الأمم المتحدة، "التطورات الأخيرة على الأرض تبعث على القلق"، مشيراً إلى الوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة والتحديات التي تواجه السلطة الفلسطينية، لافتاً إلى "أزمة اقتصادية حادة تهدد استقرار المؤسسات الفلسطينية في الضفة الغربية".
وتابع: "العنف المستمر والخطوات أحادية الجانب، بما في ذلك توسيع بناء المستوطنات الإسرائيلية وعمليات الهدم، تواصل إثارة التوترات وتغذي اليأس، وتقوض مكانة السلطة الفلسطينية وتقلص احتمالية العودة إلى مفاوضات ذات مغزى".
أوضاع إنسانية مقلقة في غزة
وتطرق وينيسلاند إلى غزة، قائلاً إن "العمليات الإنسانية وإعادة إعمار القطاع مستمرة، إلى جانب خطوات أخرى لتحقيق الاستقرار على الأرض".
وأضاف: "هناك حاجة إلى مزيد من الخطوات من قبل جميع الأطراف لضمان حل مستدام يمكّن في نهاية المطاف من عودة مؤسسات الحكومة الفلسطينية الشرعية إلى القطاع".
ووصف التخفيف التدريجي للقيود المفروضة على دخول البضائع والأشخاص بأنه "مشجع"، لكنه قال إن الوضع الاقتصادي والأمني والإنساني "لا يزال مصدر قلق بالغ".
كما أشار إلى الوضع المالي غير المستقر لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، والتي لا تزال تفتقر إلى 60 مليون دولار لاستمرار الخدمات الأساسية هذا العام.
وقال: "لم تدفع الوكالة بعد رواتب شهر نوفمبر الماضي لأكثر من 28 ألف من موظفي الأمم المتحدة، بما في ذلك المعلمون والأطباء والممرضات وعمال الصرف الصحي، والعديد منهم يدعمون عائلاتهم، لا سيما في قطاع غزة، حيث ترتفع معدلات البطالة".
عنف المستوطنين
وفي السياق، قال المبعوث الأممي إن "العنف المرتبط بالمستوطنين لا يزال عند مستويات عالية بشكل ينذر بالخطر".
وأشار إلى ارتكاب المستوطنين وغيرهم من المدنيين الإسرائيليين في الضفة الغربية نحو 54 هجوماً ضد الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة 26 شخصاً، لافتاً إلى أن فلسطينيين شنوا 41 هجوماً على مستوطنين إسرائيليين، ما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة 9 آخرين بجروح.
وسلط وينسلاند الضوء على بعض الإعلانات عن الوحدات السكنية في المستوطنات، مؤكداً أن "جميع المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتظل عقبة كبيرة أمام تحقيق السلام".
ورحب المبعوث الأممي بتقديم السلطات الإسرائيلية، خططاً لبناء نحو 6 آلاف وحدة سكنية للفلسطينيين في حي العيسوية بالقدس الشرقية، ونحو 1300 وحدة سكنية للفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة تصنيف "ج"، إحدى المناطق الإدارية في الضفة الغربية المتفق عليها بموجب اتفاق "أوسلو".
وحث إسرائيل على "تقديم المزيد من الخطط وإصدار تصاريح بناء لجميع المخططات المعتمدة مسبقاً للفلسطينيين في المنطقة (ج) والقدس الشرقية".