ترأس ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأربعاء، الاجتماع السادس لمجلس التنسيق السعودي القطري، بعد ساعات من وصول ولي العهد إلى قطر قادماً من الإمارات في إطار جولته الخليجية التي بدأت من عُمان، وستشمل الكويت والبحرين.
وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في تغريدة على تويتر، إن علاقات الأخوة والتعاون بين قطر والسعودية تقوم على أسس راسخة من التاريخ والمصير المشتركين.
وأضاف أنه ناقش مع الأمير محمد بن سلمان سبل تعزيز التعاون بين البلدين، كما أكدا الحرص المشترك على دعم الأمن والاستقرار في المنطقة والإقليم.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية، أن الطرفين بحثا خلال اجتماع بالديوان الأميري في الدوحة مساء الأربعاء، "العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها لما فيه خيرهما ومصلحتهما المشتركة".
وأشارت الوكالة إلى أن الاجتماع بحث سبل دعم وتعزيز العمل الخليجي المشترك بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، إضافة إلى بحث أبرز المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
واستعرض مجلس التنسيق السعودي القطري خلال اجتماعه، "العلاقات الأخوية المتينة بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها في شتى المجالات إلى آفاق أرحب وبما يلبي تطلعات قيادة البلدين
ويحقق مصالح شعبيهما وخصوصاً في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاستثمارية وغيرها من المجالات الأخرى"، وفقاً لوكالة الأنباء القطرية.
وبحسب الوكالة تناول المجلس عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، "لا سيما آخر تطورات الأوضاع في المنطقة، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول كل ما من شأنه حماية الاستقرار والأمن في المنطقة".
وخلال الاجتماع أعرب الأمير محمد بن سلمان عن أمله بأن يحقق الاجتماع السادس لمجلس التنسيق السعودي القطري، نقلة نوعية في علاقات البلدين في كافة المجالات، مشيراً إلى الفرص الثنائية العديدة المتاحة للبلدين متأملا بتحقيقها في القريب العاجل وبما يعود بالمنفعة على البلدين والمنطقة بشكل عام.
وتأتي جولة ولي العهد السعودي الخليجية حرصاً على "التواصل مع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعزيزاً لروابط الأخوة لما فيه خدمة ومصلحة شعوب دول المجلس"، حسبما ذكر الديوان الملكي السعودي في بيان، الاثنين.
قمة الرياض
وتأتي الجولة الخليجية لولي العهد السعودي قبل أيام من قمة قادة دول مجلس التعاون الـ42 التي تستضيفها العاصمة الرياض في 14 ديسمبر الجاري، بعد نحو عام من القمة الـ41 التي عُقدت في محافظة العُلا السعودية في 5 يناير الماضي، وشهدت اتفاقاً على تجاوز الخلافات بعد التوقيع على "بيان العُلا".
وستكون زيارة الأمير محمد بن سلمان هي الأولى إلى الدوحة بعد توليه ولاية العهد، بعد أن التقى أمير قطر عدة مرات خلال العام الجاري في السعودية، أولها كان في يناير على هامش قمة العلا في لقاء ثنائي جرى خلاله "استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز العمل الخليجي المشترك".
وفي مايو، استقبل الأمير محمد بن سلمان الشيخ تميم بن حمد في قصر السلام في جدة، في زيارة شهدت استعراض العلاقات بين البلدين، وأوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات وسبل دعمه وتطويره، إلى جانب بحث التطورات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها.
وفي سبتمبر، جمع لقاء ودي جرى في البحر الأحمر بين ولي العهد السعودي، وأمير قطر، ومستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان.
"تصفير المشاكل"
وتأتي جولة ولي العهد الخليجية فيما تشهد المنطقة تحركات دبلوماسية متزامنة، خفضاً للتصعيد في أكثر من ملف، إذ يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قطر الاثنين ويلتقي أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بعد أقل من أسبوعين على زيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد إلى تركيا، في حين استضافت طهران، الاثنين، مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد الذي التقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.
وتسعى دول الخليج إلى تعزيز التنسيق بين سياساتها الخارجية، وصولاً إلى ما وصفته مصادر خليجية لـ"الشرق" بـ"تصفير المشاكل"، أي تجاوز التباينات في المواقف داخل البيت الخليجي، والتي أدت إلى خلافات على مدى الأعوام الخمسة الماضية، وصولاً إلى تطوير العلاقات الخليجية الإقليمية مع دول كتركيا وإيران.