بايدن يختتم "قمة الديمقراطية" وسط انتقادات روسية وصينية

الرئيس الأميركي جو بايدن يغادر قاعة المحكمة الجنوبية في البيت الأبيض بعد اختتام "قمة الديمقراطية"- 10 ديسمبر 2021 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن يغادر قاعة المحكمة الجنوبية في البيت الأبيض بعد اختتام "قمة الديمقراطية"- 10 ديسمبر 2021 - REUTERS
دبي-أ ف ب

اختتم الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، قمة افتراضية نظمها حول الديمقراطية، وسط انتقادات حادة من الصين وروسيا، فضلاً عن البعض في الولايات المتحدة. 

وقال بايدن للمشاركين، عبر الفيديو، إن الديمقراطية "لا تعرف حدوداً. هي تتحدث كل اللغات. هي تحيا بين الناشطين المناهضين للفساد، وبين المدافعين عن حقوق الإنسان، وبين الصحافيين". 

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب من "يسمحون لشعوبهم بالتنفس بحرّية ولا يخنقون شعبهم بقبضة حديد". 

وتعهد بايدن في اليوم الأول من القمة بمبلغ 424 مليون دولار لدعم حرية الصحافة والانتخابات الحرة وحملات مكافحة الفساد. وقال إن "الديمقراطية تحتاج إلى أبطال"، علماً أنه أكد في مناسبات سابقة أن العالم وصل إلى "نقطة تحول" في المواجهة بين الأنظمة الاستبدادية والديمقراطيات المهددة. 

لكن محاولته لإعادة تأكيد دور الولايات المتحدة كمرجع ديمقراطي قوبِلَت بانتقادات كثيرة، أبرزها من الصين وروسيا اللتين استُبعدتا من المشاركة. 

انتقادات روسيا والصين 

ووصفت بكين، السبت، الديمقراطية الأميركية بأنها "سلاح دمار شامل".

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، في بيان نُشر على الإنترنت، إن "الديمقراطية أصبحت منذ فترة طويلة سلاح دمار شامل تستخدمه الولايات المتحدة للتدخل في الدول الأخرى"، متهماً أيضاً واشنطن بـ"إثارة ثورات ملونة في الخارج".

واستُبعدت الصين إلى جانب دول أخرى مثل روسيا والمجر، من القمة الافتراضية التي استمرت يومين، والتي نظمها الرئيس الأميركي للتقريب بين "الدول التي تتشارك القيم نفسها في مواجهة الأنظمة الاستبدادية".

وأثارت لائحة الضيوف التي تضم قرابة مئة حكومة ومنظمة غير حكومية وشركة وجمعية خيرية، غضب البلدان المستبعدة من القمة. 

وجاء في مقالة مشتركة نشرها سفيرا روسيا والصين لدى واشنطن في نوفمبر الماضي، أن عقد هذه القمة سيثير "مواجهة أيديولوجية تتناقض مع مقاييس تطور العالم المعاصر". 

وكتب السفيران أن "هذا المنتج الواضح لعقلية الحرب الباردة سيؤدي إلى مواجهة أيديولوجية وانقسام في العالم، ما يخلق خطوطاً فاصلة جديدة. ويتعارض هذا الاتجاه مع تطور العالم الحديث". 

كما دعا السفيران الدول الأخرى إلى "التركيز على القيام بعملها بشكل جيد، بدلاً من انتقاد الآخرين باستخفاف".

وحققت بكين، التي كانت غاضبة جراء دعوة تايوان إلى القمة رغم اعتبارها مقاطعة صينية، انتصاراً في منتصف القمة، إذ أعلنت نيكاراجوا الخميس أنها قطعت العلاقات الدبلوماسية مع تايبيه واعترفت بالصين الشعبية كـ"حكومة شرعية وحيدة تمثّل الصين بأسرها، وتايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية". 

انتقادات الداخل الأميركي

وتعرض بايدن أيضاً لانتقادات في الولايات المتحدة. فمن جهة، ينتقده الجمهوريون لأنه ليس أكثر تشدداً مع الصين. ومن جهة أخرى، وجّه المحلل العسكري السابق دانيال إلسبيرج، الذي سرّب معلومات عن حرب فيتنام، انتقادات لإدارته بسبب سعيها إلى تسليم مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج، الملاحَق في الولايات المتحدة لكشفه النقاب عن معلومات حول حربي أفغانستان والعراق. 

وكتب إلسبيرج على "تويتر"، الخميس: "كيف يجرؤ بايدن على إعطاء درس خلال قمته حول الديمقراطية اليوم، بينما يرفض في الوقت نفسه العفو" عن مؤسس "ويكيليكس". وأضاف أن بايدن "يغتال حرية الصحافة باسم الأمن القومي". 

تراجع ديمقراطي

وأظهر استطلاع أجراه مركز "بيو" للأبحاث في ربيع عام 2021، أن 17% فقط من المستطلعة آراؤهم في 16 دولة متقدمة "يعتبرون الديمقراطية الأميركية نموذجاً يُحتذى به". في المقابل، يعتقد 57% "أنها كانت مثالاً جيداً في السابق، لكنها لم تكن كذلك في السنوات الأخيرة". 

اقرأ أيضاً: