واشنطن تجهز "بدائل" حال فشل المحادثات النووية.. وسوليفان يزور إسرائيل

مقر انعقاد المحادثات النووية مع إيران في العاصمة النمساوية فيينا  - Getty Images
مقر انعقاد المحادثات النووية مع إيران في العاصمة النمساوية فيينا - Getty Images
دبي-رويترزالشرق

اتهمت إيران، الثلاثاء، الأطراف الغربية في محادثات فيينا بـ"مواصلة لعبة إلقاء اللوم"، بعد تصريحات دبلوماسيين أوروبيين بأن اقتراحات طهران "غير بناءة، وتجعل الاتفاق النووي بلا معنى"، في وقت تبحث فيه واشنطن مع حلفائها، "الحلول البديلة" حال فشل المفاوضات.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تُحضّر بشكل "نشط" مع حلفائها "بدائل" للاتفاق النووي الإيراني، في حال فشلت مفاوضات فيينا.

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا: "قريباً يفوت الأوان، ولم تنخرط إيران بعد في مفاوضات حقيقية"، مردداً الملاحظات التي أبداها في اليوم السابق الأوروبيون المشاركون في المفاوضات مع طهران.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر في إندونيسيا. 14 ديسمبر 2021 - AFP
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر في إندونيسيا. 14 ديسمبر 2021 - AFP

وكان دبلوماسيون من بريطانيا وفرنسا وألمانيا مشاركون في المحادثات، قالوا إن القوى العظمى وإيران "لم تُجرِ حتى الآن مفاوضات حقيقية" في المحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وإنه ما لم يحدث تقدم سريع فإن الاتفاق سيصبح قريباً "بلا معنى".

وقال الدبلوماسيون إن إيران قدمت اقتراحات "لا تتماشى" مع اتفاق 2015، رغم أن "الخطوط العريضة لاتفاق عادل وشامل.. معروفة بوضوح منذ الصيف الماضي". 

في المقابل، تتهم إيران الأطراف الأوروبية بالوقوف وراء بطء المفاوضات عبر التقاعس عن تقديم أي اقتراح لحل الخلافات. وتقول إن "الأطماع الأوروبية فاقت الجانب الأميركي وأدّت إلى بطء المفاوضات".

وقال كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري، عبر "تويتر" الثلاثاء، إن "بعض الممثلين يستمرون في عادة إلقاء اللوم، بدلاً من انتهاج دبلوماسية حقيقية. اقترحنا أفكارنا في وقت مبكر، وعملنا بصورة بنّاءة ومرنة لتضييق الفجوات".

وأضاف: "الدبلوماسية طريق ذو اتجاهين. إذا كانت هناك إرادة حقيقية لعلاج خطأ الجاني، فستكون الطريق معبّدة لصفقة سريعة وجيّدة".

ولطالما وجهت إيران اتهامات التعطيل إلى الولايات المتحدة التي "لا تمتثل لشرط رفع العقوبات"، لكنها ما لبثت أخيراً أن أضافت الدول الأوروبية إلى دائرة الاتهام. 

سوليفان يزور إسرائيل

وأمام هذا الجمود، تلوّح الولايات المتحدة بإجراءات عقابية، اقتصادية أو عسكرية، إذا أخفقت الدبلوماسية في التوصل إلى اتفاق، ولكنها تقول إنها تفضل استنفاد السبل الدبلوماسية أولاً. 

وتقول تقارير إن الولايات المتحدة تدرس مع حليفتها إسرائيل إجراء تدريبات عسكرية استعداداً لسيناريو تدمير المنشآت النووية الإيرانية إذا أخفقت الدبلوماسية.

وقال موقع "أكسيوس" الأميركي، الثلاثاء، نقلاً عن 3 مسؤولين إسرائيليين كبار لم يسمّهم، إن من المتوقع أن يسافر مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إلى إسرائيل الأسبوع المقبل، لإجراء مناقشات بشأن إيران، وسط قلق إسرائيل من اتفاق ضعيف لا يحد من قدرات طهران النووية.

وقال الموقع إن سوليفان طرح مؤخراً على نظيره الإسرائيلي فكرة "اتفاق مؤقت" إذا ثبت أن العودة إلى اتفاق 2015 مستحيلة.

ووفق الموقع، من المتوقع أن يلتقي سوليفان برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، ووزير الخارجية يائير لَبيد، ووزير الدفاع بيني جانتس؛ كما من المتوقع أن يزور رام الله لعقد اجتماعات مع مسؤولين فلسطينيين.

اقتراحات إيرانية جديدة

وبدأت جولة جديدة من مفاوضات فيينا في 29 نوفمبر الماضي، بعدما توقفت شهوراً إثر تولي حكومة جديدة في إيران مهامها منذ منتصف الصيف. ودخلت طهران هذه الجولة باقتراحات جديدة تتضمن تغييرات في المسودات المقدمة في الجولة السابقة.

وتطالب إيران برفع العقوبات كافة، بما فيها التي كانت مفروضة قبل توقيع الاتفاق النووي عام 2015، وكذلك التي أضافتها الولايات المتحدة بعد الانسحاب من الاتفاق في عام 2018؛ كما تطالب بضمانات على أنه لن تتم إعادة فرض عقوبات في المستقبل، وهو ما اعتبرته فرنسا "لا يستند إلى أساس واقعي". 

وتشكل المطالبات الإيرانية قضايا خلافية لا تزال بلا حل. وقال كبير المفاوضين الإيرانيين، السبت، إن "القضايا الخلافية لا تزال موجودة، بعضها لقي قبولاً، بينما رُفض البعض الآخر".

"الفرصة الأخيرة"

والأحد، وجهت "مجموعة السبع"، التي تضم بين أعضائها 4 دول مشاركة في مفاوضات فيينا (بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة)، إلى إيران تحذيراً بأن "هذه فرصتها الأخيرة للجلوس إلى طاولة المفاوضات بحل جاد لهذه القضية".

وشددت المجموعة على أن الحل "يجب أن يتوافق مع شروط خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)" الذي وُقع في عام 2015. 

إسلامي: "كرج" لا تخضع لاتفاق التفتيش

في السياق ذاته، صرح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، الثلاثاء، بأن قضية منشأة كرج وغيرها التي تضمنها الاتفاق النووي لا تخضع لاتفاق الضمانات (التفتيش)، مؤكداً أن توجيه الاتهامات وشن ما سماها "الحرب النفسية" لن يعرقل برامج طهران النووية، وفق ما ذكرت وكالة أنباء "فارس".

ونقلت الوكالة عن إسلامي قوله إن العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية: "يجب أن تكون وفقاً لقوانين وأنظمة الوكالة واتفاق الضمانات ومعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية".

وأضاف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: "نتعامل مع الوكالة في إطار هذه القوانين، وهي تراقب أنشطتنا النووية وفقاً للقواعد والأنظمة"، مشيراً إلى جميع القضايا مترابطة وفي إطار حزمة واحدة ويجب حلها وتسويتها بالتزامن معاً.

وكان تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أفاد بأن إيران تمنع المفتشين الدوليين من الوصول إلى ورشة خاصة بمكونات أجهزة الطرد المركزي في منشأة كرج. وتنفي "الذرية الإيرانية" وجود مواد نووية في كرج وتقول إن المنشأة "لا تخضع لاتفاق الضمانات لأنها لا تضم مواد نووية"، بحسب وكالة الأنباء "إرنا".

اقرأ أيضاً: