يواصل الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، اختيار العديد من المسؤولين الذين عملوا في مناصب وإدارات رئاسية سابقة بإدارته، إذ عيّن، الجمعة، الدبلوماسي بريت ماكغورك مسؤولاً عن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي.
وعمل ماكغورك، وفق وسائل إعلام أميركية، مبعوثاً رئاسياً خاصاً للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2015، لكنه استقال من منصبه في عام 2018، احتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، سحب القوات الأميركية من سوريا.
ووفقاً لمنظمة "أميركا أبرود ميديا"، فإن ماكغورك خدم سابقاً في مناصب عليا بإدارتي الرئيسين السابقين جورج دبليو بوش وباراك أوباما، بما في ذلك منصب المساعد الخاص لبوش، ثم نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون العراق وإيران، والمبعوث الرئاسي الخاص في عهد أوباما لمكافحة تنظيم داعش.
قيادة تحالفات
وقاد ماكغورك، بعضاً من أكثر البعثات الدبلوماسية حساسية في الشرق الأوسط على مدى العقد الماضي، فيما شكلت مهمته الأخيرة واحدة من أكبر التحالفات في التاريخ لمكافحة "داعش"، إذ كان زائراً متكرراً لساحات القتال في العراق وسوريا، للمساعدة في دمج المكونات العسكرية والمدنية في خطة الحرب.
كما قاد محادثات مع روسيا بشأن الصراع في سوريا، وسهل تشكيل الحكومتين العراقيتين الأخيرتين بعد الانتخابات المتنازع عليها في العامين 2014 و2018، بحسب "أميركا أبرود ميديا".
وكان ماكغورك، انتقد أوامر ترمب التي نصّت على"سحب القوات الأميركية من سوريا"، والتوغل العسكري التركي ضد "وحدات حماية الشعب الكردية"، كما انتقد تركيا لـ"عدم تأمين حدودها الجنوبية الشرقية مع تدفق الأجانب إلى سوريا للانضمام إلى داعش، في وقت سابق من الصراع".
وفي تغريدة تعود إلى تاريخ 24 ديسمبر 2018، قال ترمب على حسابه في "تويتر": يتذكر جميع المتعاطفين مع بريت ماكغورك أنه كان الشخص الذي عينه أوباما وكان مسؤولاً عن تحميل الطائرات بـ1.8 مليار دولار نقداً وإرسالها إلى إيران كجزء من الصفقة النووية الإيرانية المروعة (التي تم إنهاؤها الآن)".
مفاوضات مع إيران
وبين العامين 2015 و2016، طلب وزير الخارجية آنذاك، جون كيري لأول مرة من ماكغورك قيادة مفاوضات سرية مع إيران، لتأمين الإفراج عن مراسل صحيفة "واشنطن بوست"، جيسون رضائيان وزوجته، بالإضافة إلى 4 أميركيين آخرين.
وخلال مؤتمر مشترك لماكغورك ورضائيان، استضافته جامعة "ستانفورد" الأميركية في العام 2019، خلال إطلاق المراسل كتابه "544 يوماً في سجن إيراني"، أوضح ماكغورك أن ذلك تم بشكل سري مع إيران.
وتم إطلاق سراح رضائيان الذي اتهمته طهران بـ"التجسس" في العام 2016، بعد فترة وجيزة من تنفيذ الاتفاق النووي التاريخي بين إيران والولايات المتحدة وعدد من القوى العالمية الأخرى.
وأدت هذه المهمة الحساسة، وهي أول مشاركة جادة بين أميركا وعناصر في النظام الإيراني، إلى وصفه بأنه "شخص فاعل وحل مشكلات في الأمن القومي" في عنوان لصحيفة "نيويورك تايمز"، بحسب "أميركا أبرود ميديا".
جوائز
وخلال الفترة التي قضاها في وزارة الخارجية، حصل ماكغورك على العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة "الشرف المتميز" و"الخدمة المتميزة"، والتي تعد من أعلى جوائز الوزارة للخدمة المتميزة في واشنطن والتكليفات الخارجية.
وكان ماكغورك، حصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة كولومبيا وعلى درجة البكالوريوس من برنامج الشرف بجامعة كونيتيكت.
وشغل مناصب قانونية عدة بينها، الكاتب القانوني لرئيس المحكمة العليا، ويليام رينكويست، في المحكمة العليا الأميركية.