تزايد غضب المجتمع المدني الروسي ووسائل إعلام روسية عدة، الخميس، إزاء حجم القمع الذي يستهدف أنصار المعارض أليكسي نافالني، تزامناً مع زيارة مرتقبة لوزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى موسكو.
وقالت وكالة "فرانس برس" إن بوريل سيصل مساء الخميس، ويجري، الجمعة، محادثات مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في لقاء يبدو صعباً، بعدما وصفت موسكو الانتقادات الغربية بأنها "تدخل في شؤونها".
ويعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في 22 فبراير أول اجتماع لبحث نتائج مهمة بوريل، ويفترض أن يستخلصوا النتائج والخيارات لعرضها على القادة الأوروبيين الذين يجتمعون في نهاية فبراير، قبل قمتهم المخصصة للعلاقة مع روسيا في نهاية مارس.
وحُكم على نافالني، الثلاثاء، بالسجن لمدة عامين و8 أشهر بتهمة "مخالفة شروط الرقابة القضائية عليه التي تعود إلى عام 2014"، ويحاكم، الجمعة، في قضية أخرى هي "التشهير"، في حين تم توقيف غالبية مساعديه المقربين، أو ملاحقتهم قضائياً.
ونددت هيئات ووسائل إعلام ومنظمات غير حكومية بـ"القمع العنيف لمتظاهرين مؤيدين لنافالني الشهر الماضي، وآخرين مطلع الشهر الجاري، ما أدى إلى اعتقال 10 آلاف شخص وسط أعمال عنف مارستها الشرطة.
"قوة مفرطة"
ودعت 25 شخصية من منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان، السلطات الروسية إلى "وقف العنف الذي تمارسه الشرطة والتجاوزات الكثيفة للحقوق الأساسية وحرية التجمع والرأي".
ونددت صحيفة "كوميرسانت" التي يملكها رجل أعمال مقرب من الكرملين، الخميس، بأن "المشكلة لا تنحصر بالصحافة، في الأسابيع الماضية أصبحنا شهوداً على أعمال قاسية جداً ارتكبتها قوات الأمن بحق المتظاهرين"، مضيفاً: "التحرك غير المشروع أو غير المرخص لا يبرر الاستخدام المفرط للقوة".
وبسبب حجم القمع، باتت مراكز الاعتقال في موسكو مكتظة بالمشتبه بهم، أو الذين حكم عليهم بتهمة "التظاهر من دون ترخيص وعقوبتها السجن 15 يوماً"، ولعدم وجود أماكن شاغرة في السجون الروسية، سُجن العشرات منهم في مركز توقيف للمهاجرين في بلدة ساخاروفو على بعد 66 كيلومتراً عن العاصمة.
"لا قمع"
وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في تصريحات صحافية، الخميس، إنه "لا يوجد قمع في روسيا، إنها مجرد إجراءات للشرطة تستهدف الذين يخالفون القانون"، مضيفاً: "نريد تحريك الحوار، والتباحث بصراحة حول خلافاتنا".