الهند تندد بإجراء صيني في منطقة متنازع عليها بالهيمالايا

شاحنات تابعة للجيش الهندي على طريق مؤدٍّ إلى لداخ في جاجانجير، قرب مناطق متنازع عليها مع الصين - 3 سبتمبر 2020 - REUTERS
شاحنات تابعة للجيش الهندي على طريق مؤدٍّ إلى لداخ في جاجانجير، قرب مناطق متنازع عليها مع الصين - 3 سبتمبر 2020 - REUTERS
نيودلهي -أ ف ب

ندّدت الهند بإطلاق الصين أسماءً على العديد من الأماكن في منطقة متنازع عليها في الهيمالايا على الحدود بين البلدين، في وقت تسعى بكين لإرساء سيادتها على المنطقة.

ويطالب البلدان بالسيادة على مساحات من الحدود الطويلة بينهما، وتوترت علاقتهما منذ مقتل 20 جندياً هندياً في يونيو، في نزاع على جزء من الحدود بين لداخ وتيبت.

ومنذ ذلك الوقت، عزز الجانبان قواتهما في المنطقة بآلاف الجنود الإضافيين والعتاد العسكري، فيما فشلت جولات عدة من المحادثات في تهدئة التوتر.

وهذا الأسبوع أعلنت وزارة الشؤون المدنية أنها "وحّدت" أسماء 15 مكاناً في زنجان (جنوب التيبت)، التسمية التي تطلقها بكين على المنطقة، فيما تطلق عليها الهند أرونشال براديش، وأعطت بكين لتلك الأماكن أسماء صينية رسمية.

وتأتي خطوة إعادة تسمية أماكن سكنية وأنهار وجبال، على غرار خطوة مماثلة في عام 2017، شملت 6 مواقع أخرى في المنطقة نفسها.

وقالت وزارة الخارجية الهندية، الخميس، إن "أرونشال براديش، كانت وستبقى جزءاً لا يتجزأ من الهند".

واعتبر المتحدث أريندام باجشي في بيان، أن "إطلاق أسماء مبتكرة على أماكن في أرونشال براديش لا يغير هذا الواقع".

"سيادة صينية"

في المقابل قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، إن "جنوب التيبت تقع في منطقة التيبت الصينية ذات الحكم الذاتي، وهي تاريخياً أرض صينية"، موضحاً أن إعادة تسمية المناطق تأتي في "إطار ممارسة الصين سيادتها".

وراوحت التيبت على مر العصور بين الاستقلال والسيطرة عليها من الصين، التي تقول إنها "حررت الهضبة الوعرة في 1951 سلمياً".

وتدافع بكين بشراسة عن حدود التيبت، وترفض أي نقاش بشأن الملكية التاريخية للمنطقة.

من ناحيتها تعتبر الهند أن "قانون الحدود البرية" الصيني الجديد الذي أُقر في أكتوبر، ويبدأ تطبيقه في الأول من يناير، يعكس تشدداً في موقف بكين.

ويعتبر القانون سيادة ووحدة أراضي الصين "مقدسة ومصانة"، ويسمح لبكين بـ"اتخاذ تدابير لضمان وحدة الأرض والحدود البرية، والتصدي لأي عمل يقوّض وحدة الأرض والحدود البرية". 

وتوقعت الهند في أكتوبر أن "تتجنب الصين القيام بخطوات بذريعة هذا القانون الذي يمكنه من جانب واحد تغيير الوضع في مناطق على الحدود الهندية الصينية".

توتر مستمر

وفي أكتوبر، تبادلت الصين والهند اللوم لعدم إحراز تقدم يفضي إلى تخفيف التوتر على طول الحدود المتنازع عليها بينهما، ما يشير إلى استمرار حالة التربص بين الطرفين في أعقاب الاشتباكات الدموية التي وقعت عام 2020، وفقاً لوكالة "بلومبرغ" الأميركية.

وكان البلدان اشتبكا أكثر من مرة في منطقة لاداخ عام 2020، ووصفت "بلومبرغ" الوضع بأنه "من أسوأ المعارك منذ حرب عام 1962"، لافتة إلى أن تلك المواجهات جاءت في الوقت الذي انتهج فيه الرئيس الصيني شي جين بينج، سياسة خارجية أكثر حزماً أدت إلى تكثيف بكين الضغط العسكري على تايوان.

وكانت المواجهة بين الطرفين بلغت ذروتها في يونيو 2020، عندما أسفر القتال على طول الحدود المرتفعة في جبال الهيمالايا عن سقوط 20 هندياً، و4 جنود صينيين، على الأقل.

وبحسب الوكالة الأميركية، اندلع التوتر مرة أخرى في 31 أغسطس 2021 بعدما نقلت الهند قواتها ودباباتها إلى قمة تل على جانبها من الحدود في بحيرة بانجونج تسو، ولكن في الشهر التالي جدد الجانبان تعهداتهما بتهدئة التوتر بعد لقاء وزيري الدفاع والخارجية للمرة الأولى منذ بدء المواجهات، وسريعاً ما تبع ذلك اتفاق لوقف إرسال القوات إلى الخطوط الأمامية.

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن القتال في فصل الصيف أدى إلى فقدان الهند السيطرة على نحو 300 كيلومتر مربع من الأراضي، التي كانت تسيطر عليها.

وكانت نيودلهي حرَّكت في يونيو 50 ألف جندي إضافي إلى المنطقة الحدودية، في تحوّل تاريخي نحو تبني موقف عسكري هجومي ضد ثاني أكبر اقتصاد في العالم، قبل أن يعود البلدان إلى سحب القوات من على الحدود المشتركة.

وقالت الوكالة إن تركيز الهند الاستراتيجي منذ أن غادر البريطانيون شبه القارة الهندية، كان على باكستان في المقام الأول، حيث خاض الخصمان القديمان 3 حروب على منطقة كشمير، ومع ذلك، فإنه منذ بدء القتال عام 2020 مع الصين، سعت حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى تخفيف حدة التوتر مع إسلام أباد والتركيز بشكل أساسي على مواجهة بكين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات