القرن الإفريقي.. واشنطن تعيّن مبعوثاً جديداً وبكين تدخل على الخط

السفير ديفيد ساترفيلد المبعوث الأميركي الجديد للقرن الإفريقي - 31 يناير 2018 - REUTERS
السفير ديفيد ساترفيلد المبعوث الأميركي الجديد للقرن الإفريقي - 31 يناير 2018 - REUTERS
واشنطن/ مومباسا- أ ف ب

أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، تعيين الدبلوماسي ديفيد ساترفيلد، مبعوثاً لها في منطقة القرن الإفريقي، خلفاً لجيفري فيلتمان، فيما أعلن وزير الخارجية الصيني، وانج يي، خلال جولته الإفريقية الخميس، أن بكين ستعيّن مبعوثها الخاص للمنطقة لـ"مواصلة لعب دور بشكل أكبر للسلام".

ووفقاً لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، فإن تعيين ساترفيلد، مبعوثاً خاصاً إلى القرن الإفريقي، جاء خصوصاً للتعامل مع أزمتي السودان وإثيوبيا بعد استقالة جيفري فيلتمان من المنصب بعد ما يزيد على 9 أشهر في المنصب.

ويمتلك ساترفيلد الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة في تركيا، وتولى ملف العلاقات المتذبذبة مع أنقرة، خبرة طويلة في منطقة الشرق الأوسط.

وأفاد بلينكن في بيان أن "خبرة ساترفيلد الدبلوماسية الممتدة منذ عقود وعمله في ظل بعض نزاعات العالم الأكثر صعوبة، ستكون أساسية لجهودنا المتواصلة لدعم السلام والازدهار في القرن الإفريقي وتحقيق مصالح الولايات المتحدة في هذه المنطقة الاستراتيجية".

وتولى ساترفيلد ملف العلاقة الدبلوماسية التي تعد غاية في الحساسية بين الولايات المتحدة والرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وكان ساترفيلد، من بين عدد قليل من الشخصيات التي عيّنها ترمب وأبقاها الرئيس الحالي جو بايدن في مناصبها لدى توليه السلطة.

الصين والتحديات الأمنية

فيما جاء الإعلان الصيني عن مبعوثها بعد يوم من انتقاد وانج يي، للعقوبات المفروضة على إريتريا خلال زيارته لها، معرباً عن معارضة الصين للعقوبات الأميركية والتدخل في "الشؤون الداخلية للدول الأخرى بحجة الديمقراطية وحقوق الإنسان".

وقال الوزير الصيني، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكيني في مومباسا، الخميس، إن بكين ستعيّن مبعوثاً خاصاً لها في القرن الإفريقي "لدعم الجهود المبذولة للتغلب على التحديات الأمنية في المنطقة".

ويشار إلى أن جولة وانج الإفريقية تأتي بعد وقت قصير من زيارة أجراها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في نوفمبر إلى القارة السمراء وكانت مخصصة للتصدي لنفوذ الصين المتزايد في إفريقيا.

"واشنطن على علم"

وعلق المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، على الخطوة الصينية بالقول إن "واشنطن تعلم بهذه الخطوة"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز السلام والأمن والازدهار في هذه المنطقة، مؤكداً: "سنعمل مع جميع الشركاء في المنطقة، لتحقيق السلام والأمن".

وأوضح في بيان أن "العلاقات التي نسعى لإقامتها مع الدول الإفريقية مبنية على مفهوم الشراكة"، مضيفاً: "نحن لا نطلب منهم الاختيار بين الولايات المتحدة وأي دولة أخرى، بما في ذلك الصين".

مبعوث صيني 

وفي معرض إعلانه عن تعيين مبعوث صيني للقرن الإفريقي، قال وزير الخارجية الصيني، إن تلك الخطوة جاءت "لدعم الجهود المبذولة للتغلب على التحديات الأمنية في المنطقة".

وأكّد وانج الذي بدأ جولة إفريقية، الأربعاء، في إريتريا وكينيا وجزر القمر في ما بعد، وأن الصين تُريد بذلك الحثّ على الحوار في مواجهة تحديات السلام والأمن.

"منفعة متبادلة"

وقال وانج يي خلال جولته التي يزور خلالها  عدة مشاريع بنى تحتية تموّلها بلاده، إن بكين لا توقع إفريقيا في فخّ الديون.

وأكد في مومباسا حيث تموّل الصين بناء محطة جديدة في قلب أكبر مرفأ في شرق إفريقيا، أن القروض المرتبطة بهذه المشاريع تمثل "منفعة متبادلة"، رافضاً فكرة أن بلاده تنصب فخّاً للدول الإفريقية.

وقال للصحافيين: "إنها قصة اختلقها أولئك الذين لا يريدون رؤية تطوّر إفريقيا"، مضيفاً: "إذا كان هناك فخّ، فهو فخّ الفقر والتخلّف".

وبكين هي أول شريك تجاري للقارة، مع مبادلات مباشرة فاقت قيمتها المئتي مليار دولار عام 2019، بحسب الأرقام الصينية الرسمية.

إلّا أن الصين لطالما اتُهمت باستخدام وضعها كجهة دائنة لانتزاع تنازلات دبلوماسية وتجارية، ما يثير القلق من قدرة دول إفريقية كثيرة على سداد الديون المتفق عليها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات