قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن روسيا "تزيد الأزمة مع أوكرانيا توتراً عبر المعلومات الكاذبة". واتهم موسكو "بالترويج لروايتها الزائفة بشأن تهديد الناتو لأمنها"، معتبراً أن "المطالب الأمنية التي تضعها على طاولة الحوار غير مقبولة". ولوّح "بفرض عقوبات وبتداعيات كبيرة على روسيا في حال واصلت أفعالها العدائية".
جاءت مواقف بلينكن، خلال مؤتمر صحافي عقده في أعقاب اجتماع لحلف شمال الأطلسي، الجمعة،
أعلن خلاله أن الحلف "مستعد للرد بقوة على أي عدوان روسي".
وأعلن وزير الخارجية الأميركي أن التوصل إلى "حل دبلوماسي" مع روسيا "لا يزال ممكناً" في حال رضيت موسكو بالحوار لاحتواء الأزمة في شأن أوكرانيا.
وقال بلينكن قبل أسبوع من محادثات مقررة بين الغرب وموسكو: "نحن مستعدون للرد بقوة على اعتداء روسي جديد. لكن حلاً دبلوماسياً لا يزال ممكناً"، ومفضّلا إذا اختارت روسيا هذا المسار.
ومنذ أكثر من شهر، يتّهم الغرب والأوكرانيون روسيا بأنها حشدت عشرات الآلاف من الجنود قرب الحدود الأوكرانية بهدف غزو محتمل، مهدّدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعقوبات "هائلة" وغير مسبوقة في حال اجتاحت موسكو الاراضي الاوكرانية.
وطالبت موسكو من جهتها باتفاق يضمن عدم توسع حلف شمال الأطلسي في الجمهوريات السوفياتية السابقة.
وقال بلينكن إن "روسيا تطلب الآن أن توقّع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) معاهدات لسحب قوات الناتو المتمركزة على أراضي الحلفاء في وسط وشرق أوروبا، ولمنع أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو، وتريد إشراكنا في نقاش حول الناتو بدلاً من التركيز على الموضوع الساخن وهو عدوانها على أوكرانيا".
وأضاف: "أظنّ أن ذلك حتماً جزء من استراتيجيتهم لتقديم لائحة بالمطالب غير المقبولة تماماً، ثم التظاهر بأن الجانب الآخر لا يحذو حذوهم، واستخدام ذلك مبرراً للعدوان".
وتابع: "لكن الحقيقة هي أن روسيا تعلم جيداً ما الذي لا نقبل به. وهناك أيضاً ملفات ومواضيع يمكننا إجراء حوار في شأنها".
وحذّر بلينكن من احتمال أن "تكون موسكو في صدد التحضير لاستفزاز أو حادث، ثم تستخدمه لتبرير التدخل العسكري، على أمل أن يكون قد فات الأوان عندما يدرك العالم حيلتها".
وأضاف: "فكرة أن تكون أوكرانيا المعتدية في هذا الوضع هي فكرة سخيفة"، مشيراً إلى أن الروس ضموا شبه جزيرة القرم في العام 2014 في انتهاك للقانون الدولي، وحشدوا مؤخراً "نحو 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية، مع خطط لتعبئة ضعف هذا العديد في شكل سريع جداً".
الموقف من كازاخستان
من جهة ثانية، حذر وزير الخارجية الأميركي من أن كازاخستان ستجد صعوبة كبرى في الحد من النفوذ الروسي، بعدما طلبت من موسكو نشر قوات على أراضيها لاحتواء الاضطرابات المستمرة.
وقال بلينكن: "ثمة درس من التاريخ الحديث مفاده بأنه ما أن يدخل الروس بلداً ما، فإن إخراجهم يكون أحياناً أمراً بالغ الصعوبة".
وتشهد كازاخستان، أكبر دول آسيا الوسطى، احتجاجات اندلعت في المقاطعات الأحد على خلفيّة رفع أسعار الغاز قبل أن تمتد إلى المدن الكبرى، بما في ذلك العاصمة الاقتصادية ألما آتا حيث تحولت أعمال شغب ضد النظام خلّفت عشرات الضحايا. وأرسلت روسيا قوات لدعم السلطات.
وأضاف بلينكن: "يبدو لي أن السلطات والحكومة يمكنها بالتأكيد التعامل مع التظاهرات بشكل مناسب، والحفاظ على النظام مع احترام حقوق المتظاهرين. لذلك لا أفهم بوضوح سبب شعورها بالحاجة إلى دعم خارجي".
وكانت الخارجية الأميركية حذرت الخميس، القوات الروسية من أي انتهاك لحقوق الإنسان، أو أي محاولة "للسيطرة" على مؤسسات البلاد.
اقرأ أيضاً: