وزير إسرائيلي يعلن عن تسوية لإنهاء اشتباكات النقب

قوات إسرائلية توقف طفلة خلال احتجاجات في صحراء النقب - 12 يناير 2022 - AFP
قوات إسرائلية توقف طفلة خلال احتجاجات في صحراء النقب - 12 يناير 2022 - AFP
دبي - الشرق

غادرت الجرافات الإسرائيلية، الأربعاء، منطقة الأطرش في صحراء النقب شرقي مدينة بئر السبع، بعد أيام من المواجهات بين فلسطينيي الداخل وقوات إسرائيلية، عقب اقتحام آليات إسرائيلية أراضي البدو وتجريفها، في إطار مشروع للغابات تابع للصندوق القومي اليهودي.

وشهدت المنطقة اشتباكات بين شبان من المنطقة المعروفة بنقع بير السبع، والتي تسكنها عائلة الأطرش البدوية، وبين قوات إسرائيلية، وصلت إلى المكان لحماية آليات تابعة لسلطة أراضي إسرائيل،  في إطار مشروع لغرس أشجار في المنطقة.

ونقلت قناة "آي 24" التليفزيونية الإسرائيلية عن وزير الرفاه والشؤون الاجتماعية الإسرائيلي مئير كوهين قوله إن أعمال التجريف ستتوقف في المنطقة، وسيجتمع الطرفان في أسرع وقت ممكن، لوضع خطة تشجير جديدة ضمن مشروع الغابات.

وجاء في بيان صادر عن الوزير مئير كوهن، وهو الوزير المسؤول عن "تسوية السكن البدوي في النقب": "بعد اتصالات أجراها وزير الرفاه مع جهات سياسية إضافية، تم التوصل إلى تسوية تنتهي بموجبها أعمال الغرس اليوم كما كان مخططاً، وبدءاً من يوم غد، ستبدأ مفاوضات مكثفة لاستكمال التسوية في المكان".

وتبلغ مساحة المنطقة ما يقارب 45 ألف دونم، تشتمل على ستة قرى لفلسطينيي الداخل غير معترف بها، ووفق وثائق قديمة ترفض إسرائيل الاعتراف بها. وتعود ملكية الأراضي إلى عشيرة الأطرش والتي تقطن المنطقة تاريخياً.

وأغلب السكان الأصليين لصحراء النقب الفلسطينية، هجروا أراضيهم خلال النكبة في عام 1948، وفي خمسينيات القرن الماضي، نقلت إسرائيل جزء آخر من سكانها إلى مناطق مختلفة في شمال صحراء النقب، ورحلت جزء آخر إلى منطقة اللد والرملة، شمال مدينة يافا.

Israeli mounted police monitor the situation as Bedouins protest in the southern Israeli village of Sa�we al-Atrash in the Neguev Desert against an afforestation project by the Jewish National Fund (JNF), on January 12, 2022. (Photo by Ahmad GHARABLI / AFP) - AFP
قوات إسرائيلية تراقب احتجاجات في قرية الأطرش بصحراء النقب - 12 يناير 2022 - AFP

اشتباكات

وتجددت الاشتباكات، صباح الأربعاء، بين قوات الأمن الإسرائيلية ومجموعة من أهالي النقب، بعد أن اقتحمت آليات إسرائيلية، فجر الأربعاء، منطقة أراض لاستئناف عمليات التجريف، ما أشعل أزمة امتدت إلى الكنيست والحكومة الإسرائيلية.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن كل المدارس الموجودة في القرى البدوية بالنقب أغلقت أبوابها، الأربعاء، احتجاجاً على أعمال التجريف.

وأضافت الصحيفة أن مسؤولين بجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، يرون أن شخصيات سياسية عملت على إشعال التوتر في المنطقة، خصوصاً وأن أعمال التجريف في النقب مستمرة منذ سنوات عدة، ولم تصل الاشتباكات بين أهالي المنطقة وأجهزة الأمن الإسرائيلية إلى هذا الحد من قبل.

Israeli security forces clash with Bedouins during protest against forestation - REUTERS
قوات إسرائيلية تعتقل متظاهراً خلال احتجاجات في قرية الأطرش في صحراء النقب - 12 يناير 2022 - AFP

وكان أعضاء من حزب الليكود وصلوا، الثلاثاء، إلى المنطقة لدعم عمليات التجريف، فيما شهد المكان احتجاجاً لأعضاء من "القائمة العربية الموحدة"، التي يرأسها منصور عباس، وتشارك في الائتلاف الحكومي برئاسة نفتالي بينيت.

 كما وصل إلى الموقع، الأربعاء، عضو الكنيست إيتمار بن جفير عن حزب "عوتسيما يهوديت" (عظمة يهودية) اليميني المتطرف.

Bedouin women and girls gesture during a protest against forestation at the Negev desert village of Sawe al-Atrash, southern Israel - REUTERS
بدويات يرفعن علامة النصر خلال مظاهرة احتجاجا على أعمال التجريف في قرية ساوي الأطرش بالنقب جنوب إسرائيل. 12 يناير 2022 - REUTERS

لبيد: لا يمكن حل المشكلة في يوم واحد

وعلّق وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد على الاشتباكات، قائلاً في تغريدة على تويتر: "12 عاماً من التخلي عن النقب وإهمال مشكلة البدو، لن تحل في يوم واحد. يجب على إسرائيل أن تزرع الأشجار، ولكن يجب ألا تضر بسبل عيش سكان المنطقة".

وردّ زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو قائلاً: "لن يتوقف أحد عن غرس الأشجار في أراضي إسرائيل، إنني أعطي كامل دعمي لقوات الأمن وأطالب بينيت على الفور بإدانة تحريض القائمة العربية الموحدة، شريكته الكبيرة في الحكومة". 

وكان أعضاء القائمة العربية الموحدة، قبل الإعلان عن التوصل إلى تسوية، أعلنوا عن مقاطعتهم اجتماعات الكنيست بدءاً من الخميس، إلى حين إلغاء عمليات التجريف في أراضي النقب.

تصنيفات