غادرت الجرافات الإسرائيلية، الأربعاء، منطقة الأطرش في صحراء النقب شرقي مدينة بئر السبع، بعد أيام من المواجهات بين فلسطينيي الداخل وقوات إسرائيلية، عقب اقتحام آليات إسرائيلية أراضي البدو وتجريفها، في إطار مشروع للغابات تابع للصندوق القومي اليهودي.
وشهدت المنطقة اشتباكات بين شبان من المنطقة المعروفة بنقع بير السبع، والتي تسكنها عائلة الأطرش البدوية، وبين قوات إسرائيلية، وصلت إلى المكان لحماية آليات تابعة لسلطة أراضي إسرائيل، في إطار مشروع لغرس أشجار في المنطقة.
ونقلت قناة "آي 24" التليفزيونية الإسرائيلية عن وزير الرفاه والشؤون الاجتماعية الإسرائيلي مئير كوهين قوله إن أعمال التجريف ستتوقف في المنطقة، وسيجتمع الطرفان في أسرع وقت ممكن، لوضع خطة تشجير جديدة ضمن مشروع الغابات.
وجاء في بيان صادر عن الوزير مئير كوهن، وهو الوزير المسؤول عن "تسوية السكن البدوي في النقب": "بعد اتصالات أجراها وزير الرفاه مع جهات سياسية إضافية، تم التوصل إلى تسوية تنتهي بموجبها أعمال الغرس اليوم كما كان مخططاً، وبدءاً من يوم غد، ستبدأ مفاوضات مكثفة لاستكمال التسوية في المكان".
وتبلغ مساحة المنطقة ما يقارب 45 ألف دونم، تشتمل على ستة قرى لفلسطينيي الداخل غير معترف بها، ووفق وثائق قديمة ترفض إسرائيل الاعتراف بها. وتعود ملكية الأراضي إلى عشيرة الأطرش والتي تقطن المنطقة تاريخياً.
وأغلب السكان الأصليين لصحراء النقب الفلسطينية، هجروا أراضيهم خلال النكبة في عام 1948، وفي خمسينيات القرن الماضي، نقلت إسرائيل جزء آخر من سكانها إلى مناطق مختلفة في شمال صحراء النقب، ورحلت جزء آخر إلى منطقة اللد والرملة، شمال مدينة يافا.
اشتباكات
وتجددت الاشتباكات، صباح الأربعاء، بين قوات الأمن الإسرائيلية ومجموعة من أهالي النقب، بعد أن اقتحمت آليات إسرائيلية، فجر الأربعاء، منطقة أراض لاستئناف عمليات التجريف، ما أشعل أزمة امتدت إلى الكنيست والحكومة الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن كل المدارس الموجودة في القرى البدوية بالنقب أغلقت أبوابها، الأربعاء، احتجاجاً على أعمال التجريف.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين بجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، يرون أن شخصيات سياسية عملت على إشعال التوتر في المنطقة، خصوصاً وأن أعمال التجريف في النقب مستمرة منذ سنوات عدة، ولم تصل الاشتباكات بين أهالي المنطقة وأجهزة الأمن الإسرائيلية إلى هذا الحد من قبل.
وكان أعضاء من حزب الليكود وصلوا، الثلاثاء، إلى المنطقة لدعم عمليات التجريف، فيما شهد المكان احتجاجاً لأعضاء من "القائمة العربية الموحدة"، التي يرأسها منصور عباس، وتشارك في الائتلاف الحكومي برئاسة نفتالي بينيت.
كما وصل إلى الموقع، الأربعاء، عضو الكنيست إيتمار بن جفير عن حزب "عوتسيما يهوديت" (عظمة يهودية) اليميني المتطرف.
لبيد: لا يمكن حل المشكلة في يوم واحد
وعلّق وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد على الاشتباكات، قائلاً في تغريدة على تويتر: "12 عاماً من التخلي عن النقب وإهمال مشكلة البدو، لن تحل في يوم واحد. يجب على إسرائيل أن تزرع الأشجار، ولكن يجب ألا تضر بسبل عيش سكان المنطقة".
وردّ زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو قائلاً: "لن يتوقف أحد عن غرس الأشجار في أراضي إسرائيل، إنني أعطي كامل دعمي لقوات الأمن وأطالب بينيت على الفور بإدانة تحريض القائمة العربية الموحدة، شريكته الكبيرة في الحكومة".
وكان أعضاء القائمة العربية الموحدة، قبل الإعلان عن التوصل إلى تسوية، أعلنوا عن مقاطعتهم اجتماعات الكنيست بدءاً من الخميس، إلى حين إلغاء عمليات التجريف في أراضي النقب.