"منظمة الصحة": حصار تيجراي "إهانة للإنسانية"

نازحون إثيوبيون فرّوا من صراع تيجراي يجلسون قرب مستودع أقامه برنامج الأغذية العالمي بمركز عبور بالقرب من الحدود الإثيوبية في القضارف - 2 ديسمبر 2020 - AFP
نازحون إثيوبيون فرّوا من صراع تيجراي يجلسون قرب مستودع أقامه برنامج الأغذية العالمي بمركز عبور بالقرب من الحدود الإثيوبية في القضارف - 2 ديسمبر 2020 - AFP
جنيف -أ ف ب

قالت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، إن حصاراً يحول دون وصول الأدوية وغيرها من اللوازم المنقذة للأرواح إلى إقليم تيجراي، مما قد يسبب "جحيماً" في المنطقة التي تشهد حرباً، ويمثل "إهانة للإنسانية".

وقال مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم جيبرييسوس والذي ينحدر من إقليم تيجراي، للصحافيين: "لم نشهد في أي مكان في العالم جحيماً كالذي في تيجراي".

ووصف جيبرييسوس الوضع الحالي بـ"المروع ولا يمكن تصوره في عصرنا"، مطالباً "بحل سياسي وسلمي" للنزاع.

وأوقع النزاع في تيجراي آلاف القتلى في المنطقة التي تخضع بحسب الأمم المتحدة لـ"حصار بحكم الأمر الواقع"، يمنع وصول المساعدة الانسانية والمواد الغذائية والأدوية.

ولم يُسمح لمنظمة الصحة بنقل أدوية ومعدات طبية إلى تيجراي منذ منتصف يوليو الماضي، رغم المطالب المتكررة لا سيما لدى مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ووزارة الخارجية بحسب تيدروس.

وقال مدير عام المنظمة الصحة: "تخيّلوا حصاراً تاماً مفروضاً على 7 ملايين شخص منذ أكثر من عام. ولا مواد غذائية. ليس هناك رعاية طبية ولا أدوية. لا كهرباء. لا اتصالات. لا وسائل إعلام"، مشيراً إلى أن الغارات بطائرات مسيّرة باتت تنفّذ حالياً بشكل شبه يومي في المنطقة.

وأوضح أن "أطباء في المنطقة اضطروا لاستعمال أدوية منتهية الصلاحية"، لافتاً إلى أن "حتى هذه الأدوية بدأت تنفد"، مشدداً على "ضرورة السماح بدخول الإغاثة الإنسانية في أي وقت، حتى خلال النزاع. النزاع لا يمكن أن يشكل عذراً".

وذكر بأنه "حتى في أوج الحرب في سوريا واليمن، كانت منظمة الصحة العالمية تتمكن من إيصال المساعدة للسكان الذين يحتاجونها".

من جهته، عبّر مسؤول عمليات الطوارئ لدى المنظمة مايكل راين الذي حضر إلى جانب تيدروس، أيضاً عن استهجانه، وقال إنه "بسبب هذا الحصار هناك أشخاص لا يحصلون على مواد أساسية تتيح إنقاذ أرواح".

وأشار إلى أنه "لم يسمح بدخول مادة الأنسولين وغيرها من العلاجات الأساسية لمرضى السكري إلى تيجراي منذ الصيف الماضي"، وحذّر من أن هذا الأمر جعل طواقم الرعاية الطبية غير قادرة على "التعامل مع المضاعفات الأكثر شدة" للمرض، وهذا الأمر قد تكون تداعياته "كارثية".

وأضاف: "من وجهة نظري، فإن السماح باستمرار مثل هذا الوضع، وعدم السماح بإيصال شيء هو إهانة للإنسانية".

وتشهد منطقة تيجراي منذ 14 شهراً نزاعاً مسلحاً بين الحكومة الفدرالية والسلطات المحلية السابقة المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيجراي، الحزب الذي حكم إثيوبيا قرابة 30 عاماً إلى أن وصل رئيس الوزراء الحالي آبي أحمد إلى السلطة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات