محادثات فيينا: تشاؤم غربي.. وتوافق روسي إيراني بشأن الاتفاق النووي

وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يستقبل نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في موسكو - 20 يناير 2022. - REUTERS
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يستقبل نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في موسكو - 20 يناير 2022. - REUTERS
برلين - رويترز

أعلن وزير الخارجية الروسي سيجري لافروف، ونظيره الإيراني حسين أمين عبد اللهيان، الخميس، عزم بلديهما مواصلة محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي، وسط تشاؤم الدول الغربية من مسار المحادثات.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن لافروف وعبد اللهيان بحثا في موسكو، خطة العمل الشاملة المشتركة.

وأضاف البيان أن الطرفين أكدا اعتزامهما مواصلة المحادثات في فيينا لاستئناف الاتفاق النووي بصيغته الأصلية.

تقدم بطيء

في سياق متصل، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر دبلوماسية أوروبية وفرنسية لم تسمها، قولها إن وزراء من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأميركا اتفقوا في برلين، الخميس، على أن المسار الحالي للمحادثات الإيرانية لا يؤدي إلى إحياء الاتفاق النووي المُوقّع في 2015.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن هناك حاجة لحدوث تغيير في نهج إيران تجاه المحادثات، واصفاً التقدم في المحادثات بأنه جزئي وبطيء ولا يغطي موضوعات في لبّ المفاوضات، مضيفاً: "فبراير سيكون حاسماً".

وشدد المصدر على أنه ينبغي تسريع وتيرة المحادثات بين إيران والقوى العالمية؛ لأن المسار الحالي لن يفضي إلى اتفاق، معتبراً أنه لن يتسنى إحياء الاتفاق إذا واصلت إيران تطوير برنامجها النووي واستمرت المفاوضات على هذا النحو.

"مسار مختلف"

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي في برلين، الخميس: "وصلنا إلى نقطة حرجة في محادثات الاتفاق النووي الإيراني". معتبراً أنه "ما زال من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي بعد تحقيق تقدّم متواضع".

ولوّح بلينكن بأن بلاده "ستضطر لسلك مسار مختلف مع إيران، إذا لم نحرز تقدماً في المفاوضات معها ولم تمتثل للاتفاق".

وأشار بلينكن في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، إلى أنه "ثمّة إلحاح حقيقي والأمر بات حالياً مسألة أسابيع، لنحدد ما إذا كان بإمكاننا العودة أم لا إلى الامتثال المشترك بالاتفاق".

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الألمانية أنالينا بربوك في برلين - 20 يناير 2021 - AFP
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك في برلين - 20 يناير 2021 - AFP

وقال بلينكن لصحافيين بعد محادثات مع نظرائه الأوروبيين: "يمكنني القول إننا شهدنا تقدماً متواضعاً في الأسابيع الماضية من المحادثات" الجارية في فيينا بين إيران والقوى الكبرى.

وأضاف: "بالتالي، تقييمي بعد محادثاتي مع الزملاء، أن العودة إلى الامتثال المتبادل لا تزال ممكنة". 

واعتبرت بيربوك أن "الوقت ينفد في محادثات إيران النووية"، داعية إلى إحداث "تقدم ملح" في المفاوضات.

من جهته، شدد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، على أنه لا يمكن للمفاوضات أن "تمضي بهذا البطء" الذي سيجعل من إعادة إحياء الاتفاق النووي أمراً مستحيلاً.

ووصف التقدّم الذي تم إحرازه في المحادثات بأنه "جزئي وخجول وبطيء"، لافتاً إلى وجود "حاجة ملحّة لتغيير الوتيرة وإلا فستكون نهاية الاتفاق حتمية".

موقف إيران

وفي وقت سابق الخميس، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن "النشاط النووي الإيراني قانوني وشرعي، ويخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وأضاف رئيسي خلال كلمة أمام مجلس الدوما الروسي، أثناء زيارته موسكو: "نحن لا نشارك في صنع أسلحة نووية، وهذا ليس في استراتيجيتنا الدفاعية".

وتابع: "إيران لا تسعى لإنتاج قنبلة نووية والوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت في 15 تقريراً، عدم وجود أي انتهاكات في برنامجنا النووي"، حسب ما أوردت وكالة "سبوتنيك" الروسية.

والثلاثاء، بحث الوفدان الأميركي والروسي، القضايا العالقة في مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، بالتزامن مع عودة كبار المفاوضين من عواصمهم، بعد يومين من المشاورات بشأن المواقف السياسية ومستقبل المفاوضات.

وقال المبعوث الروسي إلى فيينا، ميخائيل أوليانوف، على تويتر، إن وفدي موسكو وواشنطن التقيا في العاصمة النمساوية بمقر البعثة الروسية لمراجعة الوضع في المفاوضات، مع التركيز بشكل خاص على القضايا العالقة.

والاثنين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعید خطيب زاده، إن بلاده "غير راضية" عن سرعة محادثات فيينا، فيما حذرت الأطراف الأخرى من نفاد الوقت واللجوء إلى "خيارات أخرى".

وأورد خطيب زاده في تصريحات خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي، أن بلاده "غير راضية" عن سرعة محادثات فيينا بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وفق ما ذكرت صحيفة "طهران تايمز".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات