طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، الاثنين، بتشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن "المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في قرية الطنطورة عام 1948".
وقال أشتية خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي في محافظة طوباس "ما أعلنته صحيفة معاريف الإسرائيلية عن اكتشاف مقابر جماعية للفلسطينيين على شواطئ قيسارية وفي الطنطورة والذين قضوا وقتلوا واستشهدوا في عام 1948، وبشهادات موثقة من جنود إسرائيليين شاركوا في هذه المجازر إنما يؤكد صدقية الرواية الفلسطينية".
وأضاف أن ذلك "يؤكد جسامة المظلمة الفلسطينية وحجم الفظائع والمجازر والمذابح التي ارتكبها الاحتلال بحق شعبنا، ولا يزال يرتكبها".
وتابع أشتية: "لا يمكن أن نقبل أن تبقى إسرائيل تتمتع بالحصانة دون مساءلة ولا محاسبة على جرائمها المستمرة".
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني "بفتح الأرشيف الإسرائيلي لكشف المجازر التي ارتُكبت بحق أهلنا في الفترة ما بين 1948 و1956 والتي تصل إلى أكثر من 70 مجزرة".
"معركة الرواية"
وقال النائب سامي أبو شحادة لوكالة رويترز "إن رئاسة الكنيست رفضت طلباً تقدم به النائب في الكنيست عوفر كسيف لعقد جلسة طارئة بشأن مجزرة الطنطورة".
وأضاف: "القائمة المشتركة أرسلت رسالة إلى المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية (أفيخاي مندلبليت) لإيجاد المقبرة الجماعية ودفن الضحايا بالشكل الشرعي الذي يليق بهم".
وأوضح أبو شحادة أنه "سيتم خلال الأيام المقبلة ترتيب زيارة للموقع لعدد من الباحثين وأهالي الضحايا الذين ما زال عدد منهم موجود في منطقة الفرديس والمنطقة المجاورة".
وتابع "معركتنا حول الرواية، ونحن كنا نعرف عن مجزرة الطنطورة الصهيونية بحق شعبنا التي جرت في النكبة وغيرها من المجازر بعد النكبة يجب أن نحافظ على ذاكرتنا".
وقال أحمد الطيبي العضو العربي في الكنسيت الإسرائيلي، إن تقريراً في صحيفة هآرتس "استند إلى شهادات جديدة اعترف خلالها جنود ما يسمى لواء الكسندروني لأول مرة بأنهم نفذوا مجزرة في قرية الطنطورة، ودفنوا جثامين الشهداء في قبر جماعي يقع اليوم في ما يسمى موقف السيارات في شاطئ الطنطورة".
ويرى الطيبي أن "هذا اعتراف تاريخي، ومن فمك أدينك. واعتراف بوجود قبر جماعي. وتحديد مكانه بالضبط".
وأكد "هذا يتطلب فتح القبر الجماعي، وإعادة دفن رفات الشهداء بحضور أقاربهم وذويهم أينما كانوا سواء في الوطن أو المهجر طبقاً للشريعة الإسلامية".
وأضاف "هذه حاجة إنسانية ووطنية وسياسية تؤكد رواية شعبنا الفلسطيني حول النكبة وحول المجازر التي حصلت".
الطنطورة
ورغم عرض فيلم (الطنطورة) وما كتُب بعد ذلك في وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلا أنه لم يصدر تعليق رسمي إسرائيلي على الموضوع حتى الآن.
وتحت عنوان "هكذا ذُبحت الطنطورة" قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا): "74 عاماً مرت على مذبحة قرية الطنطورة (24 كم جنوب حيفا) والتي راح ضحيتها ما يقارب الـ230 شهيداً".
وأوضحت الوكالة في تقريرها "تبلغ مساحة أراضي الطنطورة 14520 دونماً، وقدر عدد سكانها سنة 1929 بنحو 750 نسمة، وفي عام 1945 بنحو 1490 نسمة، قبل أن تقوم المنظمات (الصهيونية المسلحة) بهدم القرية، وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 نحو 1728 نسمة".
وقالت الوكالة في تقريرها "أقيم على أرضها مستوطنة كيبوتس نحشوليم عام 1948، ومستوطنة موشاف دور عام 1949، وتم تجريف المقبرة الجماعية، وبُنيت فوقها مواقف للسيارات".
شاهد أيضاً: