كازاخستان.. توكاييف ينتزع رئاسة الحزب الحاكم من سلفه نزارباييف

رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف خلال جلسة للبرلمان عبر الفيديو في العاصمة نور سلطان، 11 يناير 2022 - via REUTERS
رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف خلال جلسة للبرلمان عبر الفيديو في العاصمة نور سلطان، 11 يناير 2022 - via REUTERS
دبي/ نور سلطان -الشرقأ ف ب

في تطور جديد لمسار الأزمة في كازاخستان، أعلن رئيس البلاد قاسم جومارت توكاييف، الجمعة، تولي رئاسة الحزب الحاكم، معززاً بذلك سلطته بعد أعمال الشغب الدموية، ومنتزعاً في الوقت نفسه من سلفه نور سلطان نزارباييف منصباً مهماً آخر.

وفي تغريدة على تويتر، قالت رئاسة كازاخستان إنه "بقرار من المؤتمر الاستثنائي الـ21 للحزب، انتُخب رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت (توكاييف) بالإجماع رئيساً لحزب نور الوطن".

استياء من نزارباييف

وحكم نزارباييف البالغ من العمر 81 عاماً، كازاخستان طيلة 3 عقود، قبل أن يختار بنفسه توكاييف (68 عاماً) ليحّل محله في رئاسة البلاد في 2019.

وفي أعقاب أعمال الشغب التي خلّفت 225 قتيلاً، وفي موقف غير مسبوق، هاجم توكاييف سلفه في 11 يناير، فاتّهمه بأنه شجّع على ظهور "طبقة أثرياء" تهيمن على هذا البلد الغني بالمحروقات.

وخلال الاضطرابات التي عصفت بالبلاد الغنية بالمحروقات، صب المتظاهرون غضبهم على الزعيم السابق البالغ من العمر 81 عاماً، ومنذ ذلك الوقت تزايدت الشائعات بشأن مغادرة نزارباييف إلى الخارج، لكن السلطات لم تقدم أي معلومات عن مكان وجوده.

وقال رئيس كازاخستان الحالي إنه "بسبب الرئيس الأول (قائد الأمة) ظهرت طبقة من الأثرياء في البلاد. أعتقد أن الوقت قد حان لتعويض الشعب"، ولفت إلى أنه يريد من النخب التي تملك "في الظل أموالاً هائلة"، أن تساهم مثل الشركات الكبرى، في صندوق يستفيد منه الشعب.

واعتقلت السلطات كريم ماسيموف، أحد حلفاء نزارباييف، بتهمة الخيانة العظمى، بعد إقالته من منصبه كرئيس لجهاز الاستخبارات.

وأوضح توكاييف أن من قاموا بأعمال الشغب "استغلوا استياء الشعب من الأوضاع في البلاد"، ووصفت السلطات أعمال الشغب التي اندلعت بعد تظاهرات احتجاجاً على ارتفاع أسعار المحروقات، بأنها عدوان "إرهابي" أجنبي.

نزارباييف يدعم خلفه

في المقابل، خرج الرئيس السابق عن صمته الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ اندلاع الاضطرابات، فقدم دعمه الكامل لخلفه، مؤكداً أن ليس هناك "أي نزاع أو مواجهة في صفوف الأغنياء".

لكن تم استبعاد عدد من المقربين من نزارباييف في الأيام الأخيرة من مناصب كبرى فيما سُجن آخرون.

وكان البرلمان، صادق قبل نحو أسبوعين على تعيين علي خان إسماعيلوف رئيساً جديداً للحكومة، في محاولة لتهدئة المتظاهرين.

وحملت أعمال الشغب التي اندلعت في 5 يناير، إثر احتجاجات على رفع أسعار المحروقات، وعلى خلفية تراجع مستوى المعيشة والفساد المستشري، توكاييف إلى الاستنجاد بقوة عسكرية من دول حليفة بقيادة روسيا قوامها نحو ألفي عسكري.

وفي تقرير نشرته يوم 8 يناير الحالي، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن دبلوماسيين قولهم إن "هناك معسكرين منفصلين متحالفين مع كل من توكاييف ونزارباييف يتنافسان في البلد الذي يمثل فيه القُرب من السلطة والصلات الأسرية سبيلاً مضموناً للحصول على الخدمات والوظائف".

وكان نزارباييف تنازل في 2019 عن الرئاسة وسلّمها إلى قاسم جومارت توكاييف، غير أنه ظل يحتفظ بنفوذه مع لقب "زعيم الأمة" ورئيس الحزب الحاكم "نور الوطن" ورئيس مجلس الأمن الكازاخستاني.

وقبل تنازله عن السلطة، كان نزارباييف الرئيس الوحيد الذي عرفته كازاخستان منذ استقلالها، حيث تولى الرئاسة حين كانت بلاده لا تزال جمهورية سوفيتية عام 1989، باعتباره السكرتير الأول للحزب الشيوعي، واستمر يحكمها بعد استقلالها في 1991.

وأعيد انتخابه 4 مرات بأغلبية ساحقة في انتخابات لم يعترف بها المراقبون الدوليون كانتخابات حرة وعادلة، ومارس سلطة تامة لنحو 3 عقود، حتى تنازل عن السلطة جزئياً العام قبل الماضي، ليقرر خلفه الرئيس توكاييف في أول قرار له إطلاق اسم "نور سلطان" على العاصمة بدلاً من آستانة.

وبعد الاضطرابات التي شهدتها البلاد في يناير 2022، أعلن نزارباييف، أنه سيعتزل العمل السياسي تماماً، وفي رسالة عبر الفيديو قال "أستمتع بتقاعدي المستحق عن جدارة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات