لماذا يقلق بوتين بشأن انضمام أوكرانيا إلى "الناتو"؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في الكرملين - 18 يناير 2022 - AFP
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في الكرملين - 18 يناير 2022 - AFP
دبي-الشرق

قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية في تقرير نشرته السبت، أن هناك لغزاً في الأزمة الأوكرانية، يتمثل في دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوروبا إلى حافة الحرب لمنع انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي "الناتو" رغم أن الحلف ليس لديه أي خطة لذلك.

وأوضحت الوكالة أن روسيا ترى أن على "الناتو" ألا يعرض عضويته على أوكرانيا، التي نالت استقلالها بعد تفكك الاتحاد السوفييتي قبل نحو 30 عاماً، وأنه طالما كانت كييف تطمح للانضمام إلى الحلف، لكن لا يوجد أي خطط لتقديم دعوة لها، وهو ما يرجع جزئياً، إلى فساد الحكومة وأوجه القصور في مؤسستها الدفاعية، وافتقارها إلى السيطرة على حدودها الدولية.

وأضافت الوكالة: "صحيح أن مطالب بوتين تتجاوز مسألة ارتباط أوكرانيا بحلف الناتو، ولكن الأمر في شكواه من أن الغرب دفعه إلى أقصى حدود صبره من خلال الاقتراب من الحدود الروسية، إذ يرى أن توسع الناتو منذ سنوات قد عزز أمنه على حساب موسكو".

وتابعت: "يطالب الروس بوجود ضمان قانوني يقضي بمنع أوكرانيا من الحصول على عضوية الناتو، وعلى الرغم من أن مبادئ الحلف لا تستبعد العضوية المحتملة لأي دولة أوروبية، وذلك حتى لروسيا، إلا أنه ليس لديه خطة لوضع أوكرانيا على الطريق نحو الحصول على العضوية في المستقبل المنظور، ولكن الحلف يؤكد أن جميع الدول يجب أن تكون حرة في اختيار من تصطف معهم".

قلق بوتين 

وتساءلت الوكالة: "لماذا يشعر بوتين بالقلق من انضمام أوكرانيا إلى الناتو؟"، قائلة إن السبب المعلن هو أن أي توسع إضافي للحلف باتجاه الشرق سيشكل تهديداً أمنياً لروسيا، ولكن واشنطن وحلفاؤها ينفون أن الأمر يمثل مصدر قلق حقيقي، وذلك لأنه لا يوجد بلد في الناتو يهدد باستخدام القوة ضد روسيا".

وتابعت: "يريد بوتين من الناتو سحب وجوده العسكري الحالي في أوروبا الشرقية، والذي يتضمن سلسلة من التدريبات الدورية في ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، وجميعها من دول الاتحاد السوفييتي السابق، وفي حين لا توجد قوات أميركية متمركزة بشكل دائم في دول البلطيق الثلاث، فإن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) تقول إن هناك حالياً حوالي 100 جندي يجرون جولات دورية في ليتوانيا وحوالي 60 آخرين في إستونيا ولاتفيا مجتمعين".

ومضت تقول: "كما يعارض بوتين وجود الدفاع الصاروخي لحلف شمال الأطلسي في رومانيا، وهي دولة تابعة أيضاً للاتحاد السوفييتي السابق، وكذلك وجود قاعدة قيد التطوير في بولندا، والتي يقول إنه يمكن استخدامها لإطلاق أسلحة هجومية قادرة على تهديد روسيا، وقد وافق الرئيس الأميركي جو بايدن، هذا الأسبوع، على إرسال 2700 جندي إضافي إلى أوروبا الشرقية، منهم 1700 إلى بولندا و1000 إلى رومانيا بالإضافة إلى 300 إلى ألمانيا".

علاقات تاريخية

وتتمتع أوكرانيا بعلاقات تاريخية وثقافية عميقة مع روسيا، وقد أكد بوتين، أن الروس والأوكرانيين "شعب واحد"، كما قال إن أجزاء كبيرة من الأراضي الأوكرانية هي أجزاء تاريخية من روسيا تم منحها لكييف من قبل القادة الشيوعيين في ظل الاتحاد السوفييتي.

غير أن تصرفات الرئيس الروسي ساعدت في تقوية شعور الأوكرانيين بهويتهم الوطنية، فبعد أن استولت روسيا على شبه جزيرة القرم وحرضت على التمرد في شرق أوكرانيا في 2014، نمت رغبة كييف في الانضمام إلى الغرب ولحلف الناتو، حسب الوكالة.

ورأت الوكالة أن تطلعات أوكرانيا للانضمام إلى الناتو تبدو بعيدة للغاية في المستقبل المنظور، لافتة إلى أنه على الرغم من عدم وجود عرض من قبل الناتو لحصول كييف على عضويته، إلا أنها اقتربت من الحلف بمرور الوقت، وذلك منذ إنشاء ميثاق الناتو وأوكرانيا في عام 1997 الذي كان يهدف لزيادة التعاون.

وأشارت الوكالة إلى أن ألمانيا وفرنسا عارضتا بشدة مضي أوكرانيا قدماً نحو عضوية "الناتو"، إذ كان الرأي الأوسع داخل الحلف هو أنه يتعين على كييف استكمال إصلاحات حكومية بعيدة المدى قبل أن تصبح مرشحة للحصول على العضوية.

وقالت الوكالة إنه في حين أن باب "الناتو" يبدو مفتوحاً، فإن أوكرانيا لن تصلح للحصول على عضويته في أي وقت قريباً، وهو ما وصفته بـ"التناقض".

كيف يضغط بوتين على أوكرانيا؟

وتدعي موسكو بأنها لا تعتزم غزو أوكرانيا، وألمحت إلى أنها ستتخذ إجراءات، ما لم يتم تلبية مطالبها من واشنطن وحلف شمال الأطلسي.

فيما ترى إدارة بايدن أن موسكو باتت قادرة الآن على اتخاذ مجموعة واسعة من الإجراءات، بما في ذلك الغزو للاستيلاء على كييف، حسب الوكالة.

ورأت "أسوشيتدبرس" أن الزيادات على مدى العقد الماضي في الوجود العسكري للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية كانت ناتجة عن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وتوغلها في شرق أوكرانيا في عام 2014، معتبرة أن تلك الإجراءات الروسية دفعت "الناتو" إلى مضاعفة تركيزه على الأمن الجماعي، إذ أنه في سبتمبر 2014، أنشأ قادة الحلف قوة استجابة سريعة جديدة قادرة على الانتشار في غضون أيام، وأكدوا مجدداً على تعهداتهم بزيادة الإنفاق الدفاعي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات