9 أشخاص يحددون مسار محاكمة ترمب الثانية أمام الكونغرس

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب - REUTERS
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب - REUTERS
واشنطن- أ ف ب

يواجه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب المحاكمة في مجلس الشيوخ للمرة الثانية خلال نحو عام، بتهم مختلفة، مع تبدل عدد من الشخصيات الأساسية المعنية بالمسألة، وسط شكوك بإمكانية الحصول على عدد كافٍ من الأصوات لإدانته.

وخضع ترمب للمحاكمة أمام مجلس الشيوخ في يناير عام 2020 بتهمتي استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، ولكنه يحاكم الآن بتهمة "التحريض على التمرّد"، على خلفية دوره في الهجوم الدامي على مبنى الكونغرس في 6 يناير. 

أعضاء من هيئة المحاكمة

وتُسلط الأضواء على بعض الشخصيات التي يتوقع أن تلعب أدواراً رئيسية في الجلسة التي سُتنقل على الهواء مباشرة، الثلاثاء. 

وكلّفت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، مجموعة متنوعة من 9 مشرفين على العزل لتولي القضية، وجميعهم نواب ديمقراطيون ومحامون، وهم غير الأعضاء السبعة الذين أشرفوا على محاكمة ترمب في المجلس عام 2020. 

ويقود جايمي راسكين، المتخصص في القانون الدستوري، فريق الادعاء، وبدأ وضع مسوّدة نص العزل بعد وقت قصير من اقتحام مجموعة مبنى الكابيتول. 

ويتولّى النائب المتحدّر من ولاية ماريلاند أكبر قضية في مسيرته المهنية، في وقت يعيش حالة حداد على نجله تومي الذي انتحر عشية رأس السنة. 

وقال راسكين لشبكة "سي إن إن" الشهر الماضي: "لن أخسر ابني في نهاية 2020 وبلدي وجمهوريتي في 2021". 

ومن بين أبرز المشرفين أيضاً على الإجراءات ستيسي بلاسكيت (54 عاماً)، وهي امرأة من أصول إفريقية وأم لخمسة أبناء متحدرة من "فيرجين آيلاندز" الأميركية.

وبصفتها من بين أعضاء الهيئة الناخبة من أرض أميركية وراء البحار (فيرجن آيلاندز)، لا تحظى بلاسكيت بميزة التصويت في مجلس النواب، وبالتالي لا يمكنها التصويت لصالح عزل ترمب، ولكنها أعربت عن فخرها بأن يتم اختيارها للمساعدة في القضية ضد الرئيس الذي قالت إنه قام بـ"محاولة انقلاب". 

حلفاء ترمب 

ولن يكتفي أعضاء مجلس الشيوخ المئة بلعب دور المحلّفين في محاكمة ترمب، إذ كانوا شهوداً وضحايا في مسرح الحدث مقر الكابيتول. 

ولا يزال لدى ترمب العديد من الأعضاء الموالين، منهم السيناتور المحافظ جوش هاولي عن ميزوري، الذي يتطلع إلى الرئاسة مستقبلاً، والسيناتور تيد كروز الذي كان محامياً دستورياً من تكساس في فلوريدا، وكلاهما يدافعان بشدة منذ الآن عن ترمب. 

وكانا بين مجموعة صغيرة من أعضاء مجلس الشيوخ الذين صوّتوا ضد المصادقة على نتائج الانتخابات في ولايات محددة، حتى بعد الهجوم على الكابيتول، ويحذّران حالياً مما وصفها كروز بأنها محاولة "حاقدة" لإدانة رئيس غادر منصبه. 

وتشمل المجموعة أيضاً السيناتور راند بول الذي اتهم الديمقراطيين بأنهم باتوا يعانون من "اختلال عقلي من شدة كرههم لترمب". 

والأسبوع الماضي، ضغط بول (طبيب العيون السابق، البالغ 58 عاماً) من أجل التصويت على إلغاء المحاكمة على اعتبار أنها غير دستورية، وفشلت محاولته لكن لم ينضم إلا 5 جمهوريين إلى تصويت الديمقراطيين لصالح المضي قدماً فيها، في نتيجة تنبئ بما سيكون الوضع عليه الثلاثاء. 

"17 منشقاً"

وعلى اعتبار أن إدانة ترمب تستدعي تصويت ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ لصالحها، فسيتعيّن على 17 جمهورياً الانشقاق عن توجهات الحزب والانضمام إلى جميع الأعضاء الديمقراطيين ليتحقق ذلك، لكن مصادر في واشنطن تستبعد الوصول إلى هذه العتبة.

ونُقل عن زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، الذي لا يزال يحظى بنفوذ واسع في أوساط كتلته، قوله في إحدى الجلسات المغلقة إنه يفكر في التصويت لصالح إدانة ترمب. 

وصوّت السيناتور ميت رومني، لصالح الإدانة قبل عام، أما بات تومي عن ولاية بنسلفانيا فقال علناً إن ترمب "ارتكب مخالفات تستدعي العزل" عبر تحريضه على أعمال العنف التي وقعت، بينما تتخذ المعتدلتان ليزا موركوسكي وسوزان كولينز موقفاً محايداً.  

رئيس المحاكمة 

ويمنح الدستور كبير قضاة المحكمة العليا عادة سلطة ترؤس محاكمة لعزل رئيس في منصبه، لكن نظراً لأن ترمب لم يعد في المنصب، فقد اعتذر كبير القضاة جون روبرتس الذي ترأس جلسة 2020.  

ومن المتوقع أن يتولى المهمة السيناتور باتريك ليهي (80 عاماً)، أقدم عضو من حزب الأغلبية في المجلس، وبالتالي يعد بمثابة رئيسه المؤقت. 

ويعد الوضع شائكاً بالنسبة للنائب الليبرالي الذي يقوم أيضاً بدور محلّف وسط قلق بشأن حالته الصحية إذ شعر بإعياء ونقل إلى المستشفى بعد ساعات فقط على تنصيبه رئيساً للمجلس في يناير. 

ويذكر أن ليهي شخص دمث، هاوٍ للتصوير، وشغوف بأفلام "باتمان" حتى إنه ظهر عدة مرات بأدوار صغيرة فيها. 

وهاجمه ترمب خلال تجمّع عام 2018 متهماً إياه بالإكثار من تناول المشروبات الكحولية، لكن ليهي قلل من أهمية التصريحات حينها واصفاً إياها بأنها مجرد "هراء كاذب"، مشيراً إلى أن لا فكرة لديه عن السبب الذي دفع ترمب للاعتقاد بذلك.