تجسس الشرطة الإسرائيلية يعيد "بيجاسوس" إلى الواجهة

صورة مركبة لهاتف محمول يفتح موقع شركة "إن إس أو" الإسرائيلية صاحبة برنامج التجسس "بيجاسوس" - 21 يوليو 2021 - AFP
صورة مركبة لهاتف محمول يفتح موقع شركة "إن إس أو" الإسرائيلية صاحبة برنامج التجسس "بيجاسوس" - 21 يوليو 2021 - AFP
دبي -محمد البحيري

تعد تطورات قضية تجسس الشرطة الإسرائيلية، من خلال التسلل إلى هواتف عدد كبير من الأشخاص دون إذن قضائي، عبر برنامج "بيجاسوس"، أحد أبرز القضايا التي أثارت موجة انتقادات لاذعة من جانب المنظمات الحقوقية في إسرائيل.

وبحسب المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، قامت الشرطة بزرع برنامج "بيجاسوس"، دون إذن من المحكمة أو النيابة، في الهواتف المحمولة الخاصة بشخصيات بارزة في المجتمع الإسرائيلي. وتقوم برامج التجسس بتوثيق وإرسال جميع الأنشطة التي تتم على هذه الهواتف إلى الشرطة الإسرائيلية.

أبرز الشخصيات المستهدفة

تحدثت عدة تقارير إعلامية عن التجسس على هواتف وزراء ومسؤولين ومقربين من رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو، ومديرين سابقين لوزارة المالية هما كيرين تورنر إيال وشاي باباد، والمديرة السابقة لوزارة العدل إيمي بالمور. 

كما شملت قائمة الشخصيات المستهدفة، حسبما تشير أوراق القضية، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، رؤساء بلديات في إسرائيل مثل ميريام فييربيرج من نتانيا، وموتي ساسون من حولون، ورامي ليفي، إضافة إلى رئيس التحرير السابق لموقع "والا" أفيرام إلعاد. 

وتواجه الشرطة الإسرائيلية كذلك، اتهامات بزرع برنامج التجسس الشهير في هواتف نشطاء الاحتجاجات الإثيوبية، في حين تشير الكثير من التقارير إلى أن القائمة أكبر من ذلك بكثير.

برنامج التجسس 

تأسست شركة "إن إس أو" NSO الإسرائيلية المتخصصة في الإلكترونيات في عام 2010 على يد 3 إسرائيليين، قالت تقارير إنهم أعضاء سابقون في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، واتخذوا اسم الشركة من أول حرف في أسمائهم الثلاثة، وهم عومري لافي Omri Lavie وشاليف حوليو Shalev Julio ونيف كارمي Niv Carmi، وتقوم الشركة بتطوير وتسويق البرامج المستخدمة للتجسس من خلال زرعها في الأجهزة الإلكترونية.

وارتبط اسم برنامج "بيجاسوس" بسلسلة طويلة من فضائح التجسس في كافة أنحاء العالم، إذ يعتمد البرنامج على استغلال الثغرات الأمنية في أنظمة الهواتف الذكية، حتى تلك التي تخضع للتأمين. 

واشترت الشرطة الإسرائيلية، البرنامج من الشركة المنتجة في عام 2013، ما يرجح أنها كانت تستخدمه في عملياتها تلك منذ تلك الفترة. 

شملت فضائح التجسس المرتبطة باسم برنامج "بيجاسوس"، رؤساء دول وحكومات ووزراء ومسؤولين ورجال أعمال وصحافيين ونشطاء ومعارضين.

في 3 نوفمبر 2021، أعلنت الولايات المتحدة إدراج شركة NSO في القائمة السوداء للكيانات التي تعمل ضد المصلحة الوطنية للولايات المتحدة، "لتصرفها بما يتعارض مع السياسة الخارجية ومصالح الأمن القومي للولايات المتحدة". وهذا الإجراء يعني أنه سيتم منع NSO من شراء قطع غيار ومكونات من الشركات الأمريكية دون ترخيص خاص، ويضع قيوداً على بيع برامج الشركة على مستوى العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة، بحسب "رويترز".

الشركة الإسرائيلية المنتجة لبرنامج التجسس "بيجاسوس" تواجه دعوى قضائية مع ميتا Meta، الشركة الأم لكل من فيسبوك Facebook و"واتساب" WhatsApp و"إنستجرام" Instagram، في حين قامت شركة أمازون في يوليو 2020، بحذف كل ما يتعلق بشركة NSO من خوادمها، كما عبرت أبل عن غضبها من استغلال الشركة الإسرائيلية ثغرات ونقاط ضعف في نظام تشغيل هواتف آيفون iPhone.

كما أقامت الحكومة الفرنسية أيضاً دعوى قضائية ضد الشركة بعد ورود أنباء عن زرع برنامج التجسس الإسرائيلي في هاتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بينما تداولت تقارير، اتهامات مشابهة من جانب معارضين في المكسيك وباكستان وجنوب إفريقيا والاتحاد الأوروبي وغيرها في أوروبا وآسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية.

ما علاقة القضية بمحاكمة نتنياهو؟

وفقاً لما تتداوله وسائل الإعلام الإسرائيلية، تم زرع برنامج التجسس في هواتف المقربين من نتنياهو وشخصيات مرتبطة بالقضية المعروفة إعلامياً باسم "الملف 4000"، ومن بينهم مدير عام موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي السابق، ونجل نتنياهو، أفنير نتنياهو، وغيرهم.

وحسبما نشرت وسائل إعلام إسرائيلية عدة، بشأن تلك القضية، فإن الشرطة الإسرائيلية حصلت على معلومات كافية لإدانة نتنياهو في قضايا فساد تنظرها المحاكم الإسرائيلية في الوقت الحالي، وهو أمر قد يستغله فريق الدفاع عن نتنياهو الذي ربما يلجأ إلى التشكيك في مشروعية المعلومات المستقاة من برنامج التجسس، لكونها لم تكن بموجب إذن قضائي، وهو ما تنفيه الشرطة الإسرائيلية حتى الآن.

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات