قال رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، الجمعة إن أحكام اتفاقية مونترو بشأن تنظيم حركة المضائق "واضحة ولا لبس فيها"، لافتاً إلى أن أنقرة "تلتزم بها حرفياً".
جاء ذلك، بالتزامن مع مطالبة الحكومة الأوكرانية لأنقرة بإغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل أمام حركة السفن الحربية الروسية، وهو الطلب الذي وعد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو "بدراسته" على الرغم من تلميحه إلى صعوبة تحقيقه.
ولفت شنطوب إلى أن أنقرة "تراعي مبادئ وأحكام "اتفاقية مونترو" بعزم وبشكل واضح"، بحسب تعبيره، داعياً الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى "حل الخلافات العالقة بينهما عبر الحوار والطرق السلمية".
وأكد في الوقت ذاته "أهمية وضرورة" مقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالوساطة بين نظيريه الروسي والأوكراني.
وشدد شنطوب في تصريحات للصحافيين الجمعة، عقب مشاركته في فعالية بولاية تكيرداغ، شمال غربي تركيا، على أن بلاده "التزمت حرفياً حتى اليوم بأحكام المعاهدة المذكورة، وستواصل ذلك بعد اليوم أيضاً".
أوغلو: للسفن حق العودة لقواعدها
وقال سفير أوكرانيا لدى أنقرة الخميس إن بلاده طلبت من تركيا إغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل أمام السفن الروسية، كما ترغب في فرض عقوبات على موسكو بعد أن شنت روسيا هجمات جوية وبرية على جارتها.
وتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي لها حدود بحرية على البحر الأسود مع أوكرانيا وروسيا. ورغم أنها تعارض مسألة العقوبات إلا أنها تصف الخطوات الروسية ضد أوكرانيا بأنها "غير مقبولة".
وقال وزير الخارجية التركي الجمعة إن تركيا ليس بإمكانها منع السفن الحربية الروسية من الوصول إلى البحر الأسود عبر مضايقها، بناء على طلب أوكرانيا، بسبب بند في اتفاق دولي يسمح للسفن بالعودة إلى قواعدها حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
وفي تصريحات أدلى بها في كازاخستان، قال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إن تركيا تدرس طلب كييف، لكنه أضاف أن "لروسيا الحق بموجب الاتفاقية في إعادة السفن إلى قواعدها الأصلية، وهي البحر الأسود في هذه الحالة".
وأضاف أنه حتى إذا قررت تركيا بعد عملية قانونية قبول طلب أوكرانيا وإغلاق المضيقين أمام السفن الحربية الروسية، فلن يتم المنع إلا من السفر في الاتجاه الآخر، بعيداً عن قواعدها الأصلية في البحر المتوسط.
ونقلت صحيفة (حريت) اليومية عن جاويش أوغلو قوله: "إذا تقدمت الدول المشاركة في الحرب بطلب لإعادة سفنها إلى قواعدها، فمن الواجب السماح بذلك".
"اتفاقية مونترو"
وبموجب "اتفاقيةمونترو" لعام 1936، تسيطر تركيا على المضيقين ويمكن أن تحد من مرور السفن الحربية أثناء الحرب أو في حالة التهديد، لكن الطلب وضع أنقرة في موقف صعب في الوقت الذي تحاول فيه الموازنة بين التزاماتها مع الغرب وعلاقاتها الوثيقة مع روسيا حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
وتنظم الاتفاقية حركة مرور السفن الحربية والتجارية عبر المضائق التركية (البوسفور والدردنيل) إلى البحر الأسود وفترة بقائها فيه، وتشمل سفن الدول المطلة (أوكرانيا وروسيا وجورجيا وتركيا وبلغاريا ورومانيا) على البحر الأسود وغير المطلة.
وتحمل "اتفاقية مونترو" أهمية كبرى بالنسبة إلى أنقرة، كون بنودها تحدد عدد السفن الحربية والتجارية التي ستمر من المضائق التركية، وأنواعها، ووزن الحمولة المسموحة لها، إذ تم اتخاذ الأمن التركي أساسا في صياغة هذه البنود.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، عبرت ست سفن حربية روسية وغواصة مضيقَي الدردنيل والبوسفور التركيين إلى البحر الأسود، فيما سمَّته موسكو التدريبات البحرية بالقرب من مياه أوكرانيا.
وفي زمن الحرب، يُسمح لتركيا بإغلاق المضيق أمام جميع السفن الحربية الأجنبية أو عندما تكون هي مهددة بالعدوان.
وعلى جميع الدول غير المشاطئة للبحر الأسود التي ترغب في إرسال سفن إخطار تركيا قبل 15 يوماً والبقاء في البحر الأسود لمدة لا تتجاوز 21 يوماً، في حين أن على الدول المشاطئة تقديم إشعار في مدة ثمانية أيام.