"زلة لسان" وحركة بيلوسي.. أبرز لحظات خطاب بايدن لـ"حال الاتحاد"

الرئيس الأميركي جو بايدن يمسك بيدي رئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي ونائبته كامالا هارس - 01 مارس 2022 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن يمسك بيدي رئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي ونائبته كامالا هارس - 01 مارس 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

ألقى الرئيس الأميركي جو بايدن أول خطاب له حول "حال الاتحاد" أمام الكونجرس، الثلاثاء، في وقت عصيب بالنسبة للولايات المتحدة ورئاسته، إذ يواجه نسب تأييد شعبي منخفضة، بينما يستعد حزبه لانتخابات تجديد نصفي صعبة هذا الخريف.

وشهد خطاب يايدن لحظات بارزة، أثار بعضها سخرية وتساؤلات، فيما ركز خلال كلامه في الكابيتول على مواجهة غزو روسيا لأوكرانيا.

"زلّة لسان"

كالمتوقع، لم يمر خطاب بايدن دون إثارة بعض السخرية أيضاً، إذ علّق الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على ما وصفوه بـ"زلة لسان" الرئيس الأميركي، أثناء حديثه عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحصار العاصمة الأوكرانية كييف.

ويبدو أن يايدن ذكر "الشعب الإيراني" عوضاً عن "الشعب الأوكراني"، عندما قال: "بإمكان بوتين تطويق كييف بالدبابات، ولكنه لن يحصل أبداً على قلوب وأرواح الشعب الإيراني".

ونشر المقطع حساب "RNC Research" على "تويتر"، الذي تديره اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، ويصف نفسه بأنه مخصص لـ"فضح أكاذيب ونفاق وسياسات اليسار المتطرف لبايدن والحزب الديمقراطي". 

وأعاد الدبلوماسي الأمريكي الأسبق فيرناندو ميجيل فيرنانديز، نشر مقطع الفيديو بتغريدة عبر حسابه على تويتر، قائلاً: "قال (الشعب الإيراني) بدلاً من (الشعب الأوكراني)، الآن نحن نفهم ارتباك السياسة الخارجية للولايات المتحدة".

 "حركة" بيلوسي

وعلى نحو مماثل، تداول رواد مواقع التواصل، مقطعاً مصوراً يظهر حركات غريبة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي خلال الخطاب، الأمر الذي أثار تساؤلات.

وفي المقطع المتداول، ضمّت نانسي بيلوسي قبضتيها معاً، كما لو أنها تعتزم البدء بالتصفيق قبل أن تقف وتبدأ بفركهما معاً خلال حديث الرئيس الأميركي عن المخاطر التي واجهها الجنود الأميركيون في أفغانستان.

القاضي براير

أعرب بايدن عن تقديره لقاضي المحكمة العليا المنتهية ولايته ستيفن براير خلال خطابه، وقال: "اسمعوا، أود الليلة أن أكرم شخصاً كرس حياته لخدمة هذا البلد. القاضي براير، أحد المحاربين القدامى، والباحث الدستوري، والقاضي المتقاعد في المحكمة العليا للولايات المتحدة".

وأضاف: "أيها القاضي براير، شكراً لك على خدمتك. شكراً لك، شكراً لك، شكراً لك"، فيما بدا براير متأثراً بكلمات بايدن. وأضاف: "انهض. قف. دعهم يرونك"، ووقف براير، ونطق بكلمات "شكراً لكم" مراراً.

مقاطعة بايدن

توقفت تصريحات الرئيس بايدن لفترة وجيزة عندما أشاد، خلال جزء من خطابه، بأفراد القوات المسلحة الذين مرضوا بسبب حفر الحرق، ومنهم ابنه بو بايدن، الذي توفي بسرطان المخ عام 2015.

وقال بايدن: "لقد واجهت قواتنا في العراق وأفغانستان العديد من المخاطر، أحدها التمركز في القواعد، وتنفس الدخان السام من حفر الحرق"، وهي منطقة في القواعد العسكرية يجري فيها التخلص من النفايات عن طريق الحرق.

لكن النائبة الجمهورية عن ولاية كولورادو لورين بويبرت، قاطعت بايدن، بصوت مسموع قائلة: "وضعتهم (الجنود) هناك 13 منهم"، في إشارة واضحة إلى الجنود الذين لقيوا حتفهم أثناء انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.

الأمر اللافت الذي رصدته عدسات المصورين أيضاً، أن النائبة الأميركية كانت ترتدي وشاحاً مطبوع عليه عبارة "Drill Baby Drill"، وتعني "احفر، عزيزي، احفر!"، وهو شعار حملة الجمهوريين لعام 2008، كان يعبر عن الدعم لزيادة التنقيب عن البترول والغاز.

النائبة الأميريكية لورين بويبرت ترتدي وشاحاً مطبوع عليه عبارة
النائبة الأميريكية لورين بويبرت ترتدي وشاحاً مطبوع عليه عبارة "Drill Baby Drill" تتحدث مع زعيم الأقلية في مجلس النواب كيفن مكارثي - AFP

في وقت لاحق، علقت بويبرت على غضبها خلال خطاب بايدن، وكتبت على "تويتر": "عندما قال بايدن أن التوابيت ملفوفة بالأعلام لم أستطع الصمت. أخبرته مباشرة أنه فعل ذلك. وضع 13 هناك. جنودنا ونسائنا الأبطال يستحقون أفضل من ذلك بكثير".

"المسار الخاطئ"

في المقابل، ردّ الحزب الجمهوري على خطاب بايدن عن "حال الاتحاد"، منتقداً أبرز ما جاء فيه كلمة ألقتها حاكمة ولاية أيوا كيم رينولدز.

رينولدز بدأت حديثها قائلة: "لقد استمعت (للخطاب) بصفتي حاكمة ولايتنا، كأم، وجدة 11 طفل، التي تشعر بالقلق من أن بلدنا على المسار الخطأ".

وأضافت: "مضى الآن عام واحد في رئاسته، وبدلاً من دفع أميركا إلى الأمام، يبدو أن الرئيس بايدن وحزبه أعادانا بالزمن إلى أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، عندما كان التضخم الجامح يضرب الأسر، وموجة جرائم العنف تدمر مدننا، وكان الجيش السوفيتي يحاول إعادة رسم خريطة العالم".

هتاف "ابنوا الجدار"

عندما كان الرئيس بايدن يناقش مسألة الحدود والهجرة خلال تصريحاته عن "حال الاتحاد"، سُمع النائبان الجمهوريان مارجوري تايلور غرين، ولورين بوبرت وهم يهتفون "ابنوا الجدار".

قال بايدن: "يا رفاق، إذا أردنا تعزيز الحرية والعدالة، فنحن بحاجة إلى تأمين الحدود وإصلاح نظام الهجرة".

وبينما رحب الحاضرون بحفاوة بالغة، بدأ جرين وبويبيرت في ترديد "ابنوا الجدار".

السفيرة الأوكرانية 

أشاد الرئيس بايدن بالسفيرة الأوكرانية لدى الولايات المتحدة، أوكسانا ماركاروفا، التي كانت تجلس قرب السيدة الأولى جيل بايدن.

وقال بايدن لأعضاء الكونجرس وقضاة المحكمة العليا وأعضاء حكومته الذين حضروا الخطاب في مجلس النواب: "اسمحوا لي، إذا كان يمكنكم النهوض، قفوا وأرسلوا إشارة لا لبس فيها إلى العالم، إلى أوكرانيا".

وضعت ماركاروفا يدها على قلبها ورفعت العلم الأوكراني، فمالت السيدة الأولى لاحتضان ماركاروفا، بينما نهض الحاضرون بالغرفة على أقدامهم وصفقوا.

وقال بايدن: "إنها ذكية، إنها قوية، إنها عازمة. نعم. نحن الولايات المتحدة الأميركية نقف إلى جانب الشعب الأوكراني".

ألوان العلم الأوكراني

وعلى نحو مماثل، وفي بادرة لإظهار الدعم والتضامن مع أوكرانيا، شجّع التكتل الأوكراني في الكابيتول الأعضاء على اختيار وارتداء شرائط زرقاء وصفراء بألوان علم البلد الذي يواجه الغزو الروسي.

النائبة الجمهورية فيكتوريا سبارتز (من أصل أوكراني) ترتدي ألوان العلم الأوكراني خلال خطاب حال الاتحاد - AFP
النائبة الجمهورية فيكتوريا سبارتز (من أصل أوكراني) ترتدي ألوان العلم الأوكراني خلال خطاب حال الاتحاد - AFP

وعبّر العديد من الأعضاء عن دعمهم من خلال ارتداء بدلات وفساتين وربطات عنق زرقاء وصفراء، بجهود قادها النائب ديمقراطي من شيكاغو مايك كويجلي، وهو الرئيس المشارك للتكتل الأوكراني.

كما حمل عدد من الحضور في القاعة علم أوكرانيا، وارتدى بعض الحاضرين دبابيسا تحمل عبارات مؤيدة لأوكرانيا، فيما ارتدى آخرون مناديل جيب بألوان العلم الأوكراني.

خطاب "حال الاتحاد"، هو خطاب تحديد أجندة وترتيب أولويات، والأمر يتعلق بما يعتقد الرئيس أنه يجب على الأمة التركيز عليه في العام المقبل.

ومن اللافت في خطاب بايدن، أن الصين، الدولة التي تعد أكبر منافس لأميركا، ورد ذكرها مرتين فقط بشكل عابر، بحسب صحيفة "بوسطن جلوب" الأميركية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات