أعلنت الصين أنها تعتزم زيادة إنفاقها الدفاعي هذا العام بنسبة 7.1%، في أسرع وتيرة منذ عام 2019، تتزامن مع تحديات متزايدة وفي ظلّ مساعي الرئيس الأميركي جو بايدن لتعزيز انتشار بلاده في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".
ونشرت وزارة المال تقريرها السنوي، في افتتاح دورة البرلمان الصيني، مرجّحة أن يرتفع الإنفاق العسكري إلى 1.45 تريليون يوان (229 مليار دولار) في العام المقبل.
وتراقب الولايات المتحدة ودول مجاورة للصين، رقم الإنفاق عن كثب، بوصفه مقياساً لمدى جهود بكين في تعزيز جيشها، علماً أنه يشكّل زيادة عن العام الماضي (6,8%) وهي الأعلى منذ عام 2019 (7,5%)، بحسب وكالة "فرانس برس".
ورجحّت وكالة "رويترز" الشهر الماضي أن يطلب بايدن من الكونجرس موازنة دفاع تتجاوز 770 مليار دولار للسنة المالية المقبلة، إذ تسعى وزارة الدفاع إلى تحديث الجيش الأميركي.
يأتي ذلك فيما تستهدف الصين معدل نموّ اقتصادي يبلغ نحو 5.5٪، هو الأدنى منذ أكثر من 30 عاماً، في ظلّ انكماش في قطاع العقارات وتراجع في الاستهلاك. وحققت الصين نمواً بلغ 8.1% العام الماضي، متجاوزاً المعدل الذي استهدفته الحكومة.
"إصلاح الدفاع الوطني"
وقال رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانج، في التقرير السنوي للحكومة أمام البرلمان: "على الحكومة على كل المستويات تقديم دعم قوي لتطوير قدرات الدفاع الوطني والقوات المسلحة، لذلك فإن الوحدة بين الجيش والحكومة وبين الجيش والشعب، ستبقى صلبة جداً. سنعزّز التدريب العسكري والجاهزية القتالية".
وأشار إلى أن الصين ستكون "حازمة ومرنة" في العمليات، مشدداً على ضرورة حماية "سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية"، وفق "بلومبرغ".
وذكر لي أن الحكومة ستتحرّك بشكل أسرع لتحديث أنظمة إدارة الأصول واللوجستيات في الجيش، وبناء نظام حديث لإدارة الأسلحة والمعدات. وأضاف: "سنواصل إصلاح الدفاع الوطني والجيش، ونعزّز الابتكارات في علوم الدفاع وتكنولوجيته"، علماً أن الجيش الصيني يطوّر أسلحة كثيرة، بما في ذلك مقاتلات لا ترصدها أجهزة الرادار، وحاملات طائرات وصواريخ أسرع من الصوت.
تحذير لتايوان
وتبدي الصين قلقاً إزاء تحديات تواجهها على جبهات كثيرة، من تايوان إلى المهمات البحرية والجوية التي تنفذها الولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، قرب جزر تحتلها بكين، إضافة إلى نزاعها الحدودي مع الهند، بحسب "رويترز".
وفي هذا السياق، شدد لي كيكيانج على أن الصين تعارض بشدة أي نشاطات انفصالية في تايوان، التي تعتبرها جزءاً لا يتجزأ من أراضيها. وقال: "سنعزّز النموّ السلمي للعلاقات عبر مضيق تايوان وإعادة توحيد الصين".
ويأتي ذلك في ظلّ الغزو الروسي لأوكرانيا، علماً أن بكين امتنعت عن إدانته، مبدية "تفهماً" لمخاوف موسكو.
مواجهة نفوذ الصين
وذكرت "بلومبرغ" أن هذه الزيادة في الإنفاق الدفاعي تأتي بعدما كشفت إدارة بايدن الشهر الماضي، عن استراتيجيتها في المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة النفوذ الاقتصادي والعسكري المتنامي للصين.
وحدّدت تلك الوثيقة طموح واشنطن لبناء "توازن نفوذ في العالم، يكون مؤاتياً إلى أقصى حد" بالنسبة إلى الولايات المتحدة، ويستهدف تعزيز السلام عبر مضيق تايوان وعلاقاتها مع كوريا الجنوبية واليابان.
وأشارت الوكالة إلى أن محللين خارج الصين يعتبرون أن إنفاقها العسكري الفعلي يتجاوز بكثير الرقم الرسمي المقدّم كل عام أمام البرلمان، ويعود ذلك جزئياً إلى عدم تضمينه نفقات البحث والتطوير.
ونقلت "بلومبرغ" عن كريستيان لو ميير، مؤسّس شركة "أرسيبل" للاستشارات الاستراتيجية، قوله: "رغم تباطؤ الاقتصاد، تتطلّع بكين بحذر إلى زيادة موازنات الدفاع في اليابان وتايوان وحلفاء آخرين للولايات المتحدة، فيما يؤدي تحويل الولايات المتحدة تركيزها إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إلى تعقيد التخطيط الدفاعي الصيني".
وأضاف: "يعني وجود عسكري أميركي أقوى في المنطقة، أن الصين بحاجة إلى الإنفاق بشكل واسع على القدرات والتخطيط لسيناريوهات مختلفة".
اقرأ أيضاً: