قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إنه عقد محادثات "مثمرة وبنّاءة" مع نظيره الأرميني أرارات ميرزويان، السبت، ضمن مساعي البلدين لإصلاح العلاقات بعد عقود من العداء.
والتقى الوزيران في منتدى دبلوماسي في أنطاليا جنوبي تركيا، ولا توجد علاقات دبلوماسية أو تجارية بين تركيا وأرمينيا منذ التسعينيات لكنهما عقدتا محادثات في يناير، كأول محاولة لإعادة العلاقات منذ إبرام اتفاق سلام عام 2009 لم يتم التصديق عليه مطلقاً.
وكان هذا أول اجتماع بين وزيري خارجية البلدين منذ عام 2009، وأجريا محادثات لفترة وجيزة على هامش اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في نوفمبر 2021.
تطبيع العلاقات
وقال أوغلو للصحافيين بعد المحادثات التي استمرت 30 دقيقة: "كانت محادثات مثمرة وبناءة للغاية.. نبذل جهوداً من أجل الاستقرار والسلام".
من جهته، قال وزير الخارجية الأرميني: "نواصل عملية تطبيع العلاقات من دون شروط مسبقة.. نحن نبذل جهوداً".
ويختلف البلدان بشأن عدة قضايا، أبرزها 1.5 مليون شخص تقول أرمينيا إنهم قُتلوا عام 1915 على يد الإمبراطورية العثمانية، سلف تركيا الحديثة.
احتمال فتح الحدود
وتقول أرمينيا إن عمليات القتل التي وقعت عام 1915 تشكل إبادة جماعية، وتقبل تركيا أن العديد من الأرمن الذين عاشوا في الإمبراطورية العثمانية قُتلوا في اشتباكات مع القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، لكنها تعترض على عدد القتلى وتنفي أن عمليات القتل كانت ممنهجة أو تشكل إبادة جماعية.
وقال البلدان إن محادثات جرت في يناير، كانت "إيجابية وبناءة"، ما يزيد من احتمال استعادة العلاقات وإعادة فتح الحدود.
وتصاعد التوتر بين البلدين خلال حرب عام 2020 بشأن إقليم ناجورنو قرة باغ، واتهمت تركيا قوات أرمينيا باحتلال أراضٍ تابعة لأذربيجان.
وفي ختام النزاع الذي خلف نحو 6500 قتيل، اضطرت أرمينيا إلى التنازل لأذربيجان عن أراضٍ كانت تسيطر عليها منذ عقود، بموجب وقف لإطلاق النار برعاية روسيا.
ومنذ ذلك الحين، تدعو تركيا إلى التقارب، سعياً لتعزيز نفوذها في المنطقة.
واستؤنفت أولى الرحلات التجارية بين تركيا وأرمينيا منذ عامين أوائل فبراير، لكن الحدود البرية بين البلدين لا تزال مغلقة منذ عام 1993، ما يجبر الشاحنات على العبور عبر جورجيا أو إيران.
اقرأ أيضاً: