أعلنت الولايات المتحدة، السبت، موافقة رئيس الوزراء المنتخب من قبل البرلمان الليبي، فتحي باشاغا، على "مفاوضات عاجلة" بدعم أممي مع رئيس الوزراء المُقال من قبل البرلمان، عبد الحميد الدبيبة، بشأن إجراء الانتخابات الرئاسة والبرلمانية في البلاد.
جاء ذلك بحسب بيان للسفارة الأميركية لدى ليبيا، خلال اجتماع السبت في تونس بين السفير الأميركي ريتشارد نورلاند وباشاغا. وأشارت السفارة إلى أنَّ الأول نقل خلال الاجتماع اعتقاده باستعداد الدبيبة "للمشاركة في هذه المحادثات".
ووفقاً للبيان، أشاد نورلاند بالاهتمام الذي أبداه باشاغا، للانخراط في مفاوضات عاجلة تيسرها الأمم المتحدة للتوصل إلى تفاهم سياسي مع الدبيبة حول إدارة المراحل النهائية من فترة الحكم المؤقت والاستعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب وقت.
وذكر البيان أنه سيتم تحديد شكل ومكان المحادثات من قبل الأطراف نفسها بالتشاور مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين، لافتاً إلى أنه "سيظلّ موقف الولايات المتحدة واضحاً"، مشدداً على "احترام حق الليبيين في تقرير مستقبلهم وحثهم على القيام بذلك بالطرق السلمية فقط".
وقالت السفارة الأميركية: "نعتقد أنّ الانتخابات النزيهة والشاملة هي الصيغة الوحيدة للاستقرار الدائم"، مضيفة: "في الوضع الحالي، مناصرة طرف ضدّ آخر ليس خياراً مطروحاً، والموقف الوحيد الذي يمكن اختياره بشكل مبرّر هو المفاوضات السلمية".
وانتخب مجلس النواب الليبي فبراير الماضي، فتحي باشاغا رئيساً جديداً للوزراء، بعدما أعلن رئيس المجلس عقيلة صالح انتهاء تكليف حكومة الدبيبة في 24 ديسمبر بعد الفشل في إجراء الانتخابات اليبيبة.
عمل جاد للانتخابات
وفي وقت سابق السبت، قال الدبيبة عبر "تويتر": "لا هم لي.. إلّا العمل الجاد للانتخابات والتي بها تنتهي كل الأجسام الموجودة، وعلى رأسها حكومة الوحدة"، متابعاً: "أي حل غير ذلك هو تمديد للأزمة ولن يقبله الشعب الليبي".
وكان مجلس النواب شكّل لجنة خارطة الطريق أواخر يناير الماضي، بهدف وضع تصور متكامل للمرحلة السياسية المقبلة، عقب فشل إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها السابق في 24 ديسمبر الماضي.
محادثات مباشرة
والجمعة، قالت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، ستيفاني ويليامز، إن رئيسي الوزراء المتنافسين في ليبيا قد يجريان "محادثات مباشرة" لحل الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، في وقت تزداد فيه المخاوف من اندلاع موجة جديدة من العنف مع احتشاد المليشيات في جميع أنحاء العاصمة.
فيما تعهد رئيس الوزراء المنتخب من قِبل البرلمان، فتحي باشاغا، لسكان العاصمة طرابلس بعدم "إشعال حرب"، متهماً رئيس الحكومة المُقال من قبل البرلمان، عبدالحميد الدبيبة بـ"رفض الوساطات الدولية من أجل الحوار".
وخلال حوار مع وكالة "بلومبرغ"، اعتبرت ويليامز أن "هناك ردود فعل إيجابية من الطرفين" رداً على سؤال عما إذا كان باشاغا والدبيبة وافقا على إجراء محادثات مباشرة لحل الأزمة.
وأضافت: "الشيء الجيد هو أن الجميع على استعداد للمشاركة في حوار بناء، وهذا ما نحتاجه للبناء عليه".
وفي الأسبوع الأول من مارس الجاري، دعت ويليامز، مجلسي النواب والأعلى للدولة إلى تسمية 6 ممثلين عن كل مجلس "لتشكيل لجنة مشتركة مكرّسة لوضع قاعدة دستورية توافقية"، وذلك في أعقاب انهيار العملية السياسية في طرابلس.
وأوضحت أنها في انتظار "الرد السريع" من المجلسين على هذه الدعوة، مؤكدة "مسؤولية المؤسسات الليبية في إبداء حسن النية في العمل والانخراط معاً بشكل بناء للمضيّ نحو الانتخابات".
وكان باشاغا أكد بحسب "فرانس برس"، عزمه الدخول إلى طرابلس هو وحكومته "بقوة القانون" الأيام المقبلة، مؤكداً أن ترتيبات تجرى من أجل تسلم السلطة، دون توضيح الأطراف التي يقوم بالتنسيق معها لتسلم مهامه.
نزاع مُقال ومنتخب
وعلى مدار الشهور الماضية، عاشت ليبيا في خضم معركة حول السلطة، إذ أدى باشاغا في الـ4 مارس الجاري، اليمين أمام البرلمان الذي يتخذ من طبرق في شرق البلاد مقراً له ليتولى منصب رئيس الحكومة.
وحصلت الحكومة الجديدة على أغلبية بـ92 صوتاً، من أصل 101 كانوا حاضرين لصالح منح الثقة للحكومة الجديدة خلال جلسة بثتها وسائل الإعلام المحلية.
وقال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، عقب انتهاء الجلسة، إنه وفقاً لهذا التصويت "منحت الثقة للحكومة" الجديدة.
في المقابل، لا يزال الدبيبة (المُقال من البرلمان) في طرابلس غرب البلاد، يرفض التنازل عن السلطة، حتى أعلنت الوالايات المتحدة توافق الطرفين على الاجتماع ومحاولة فض الخلاف.
اقرأ أيضاً: