مقترح أميركي لتزويد أوكرانيا بأسلحة روسية بينها "أس 400"

نظام الدفاع الجوي الروسي "أس 400" - REUTERS
نظام الدفاع الجوي الروسي "أس 400" - REUTERS
دبي- الشرق

يناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منذ بداية الغزو الروسي في 24 فبراير الماضي، بتسليم بلاده أسلحة مضادة للطائرات الروسية، وهو ما دفع بعض المسؤولين الأميركيين بطرح فكرة تسليمه منظومة "أس 400" الروسية من أنقرة.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، طرح مسؤولون أميركيون فكرة قيام الحكومة التركية بتزويد أوكرانيا بنظام "أس 400" الروسي المتطور، وذلك عقب سلسلة من العقوبات الأميركية على تركيا بسبب شرائها المنظمة الروسية.

منظومة صواريخ روسية من طراز
منظومة صواريخ روسية من طراز "أس 400" في قاعدة عسكرية قرب كالينينغراد - 11 مارس 2019 - REUTERS

وقالت الصحيفة، إن المقترح الأميركي ظهر لأول مرة عندما زارت نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان تركيا قبل أسبوعين، لكنها رفضت الحديث ومناقشة الموضوع.

وقال مسؤول أميركي كبير للصحيفة، إن بلاده "تعلم أن الاقتراح سيثير غضب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين"، موضحاً أن "أوكرانيا تستخدم بالفعل طائرات مسيرة تركية الصنع، لكن أنقرة قلقة من أن توفير أنظمة مضادة للطائرات قد يغضب موسكو"، خصوصاً أن العلاقات بين البلدين جيدة، لا سيّما أن القطاع السياحي التركي يعتمد بشكل كبير على روسيا، وكذلك إمدادات البلاد من القمح والطاقة.

وأوضحت الصحيفة الأميركية أن تنفيذ تركيا لهذه الخطوة، قد يعيد فتح باب إعادة أنقرة إلى برنامج صناعة مقاتلات "إف 35" الأميركية التي خرجت منه قبل 3 سنوات بسبب شرائها نظام الدفاع الجوي الروسي "أس 400"، بعدما قالت حينها إن "الحلفاء لم يزودوها بالأسلحة بشروط مرضية لها".

"باتريوت" عوضاً عن "أس 400"

وفي ذات السياق، قال ضابط كبير سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بول كولبي في مقال له في صحيفة "وول ستريت جورنال"، إنه "ليس هناك شك في أن أنظمة (أس 400) الروسية ستعزز من قدرة الدفاعات الجوية الأوكرانية، وأن إزالتها من المخزون التركي يجب أن يمهد الطريق لإعادة أنقرة إلى برنامج (F-35) وإلغاء العقوبات" المفروضة عليها.

ولفت إلى أنه يمكن "سد الفجوة" في الدفاعات الجوية التركية على المدى القصير بشراء نظام "باتريوت" الأميركي ليحل مكان الصواريخ الروسية، موضحاً أن تسليم تركيا المنظومة الروسية إلى أوكرانيا من شأنه أن يساعد كييف وحلف "الناتو" والولايات المتحدة بشكل "كبير"، كما أنه لن يضر سوى بروسيا.

تركيا والأسلحة الروسية

من جانب أخر، حث خبراء ووسائل إعلام غربية تركيا على تعليق شراء الأسلحة من روسيا، الأمر الذي دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القول الاثنين الماضي، إنه من السابق لأوانه التعليق على احتمال شراء تركيا المزيد من الأسلحة الروسية في ضوء غزو موسكو لأوكرانيا.

وقال أردوغان متحدثاً في أنقرة إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتز، إن بلاده قدمت دعماً لأوكرانيا على نحو لن يتمكن شركاء بلاده في حلف شمال الأطلسي من القيام به، على الرغم من علاقاتها مع روسيا. وأضاف أن أنقرة "ستواصل إرسال الدعم الإنساني لكييف".

وأضاف "في ظل الظروف الحالية، سيكون من السابق لأوانه الحديث الآن عما ستؤول إليه الأوضاع في المستقبل. علينا أن نرى ما هي الظروف. علينا الحفاظ على صداقتنا مع السيد زيلينسكي والسيد بوتين".

"أس 300" لأوكرانيا

وكانت سلوفاكيا أبدت مع بولندا ورومانيا، استعدادها لنقل المساعدات العسكرية إلى جارتها المحاصرة. وتمتلك سلوفاكيا كذلك نظام صواريخ أرض - جو (أس 300)، الذي يستخدم لإسقاط الطائرات.

وقال مسؤول أوروبي كبير مطلع على الوضع لصحيفة "واشنطن بوست"، إن أوكرانيا سعت للحصول على نظام صواريخ أرض - جو "أس 300". وأضاف المسؤول أن هناك محادثات جارية بشأن هذا الاحتمال، لكن تظل هناك أسئلة حول ما إذا كان هناك أي شيء يمكن تجنبه. وأضاف أنه "لا أحد يريد أن يسيء التعامل مع التوقعات".

وتتجه الولايات المتحدة أيضاً لتقديم مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا، إذ تسعى لإرسال مجموعة واسعة من المعدات العسكرية، من بينها صواريخ "جافلين"، و800 نظام "ستينجر" المضاد للطائرات، والذي اشتهر في السابق بإسقاط الطائرات السوفيتية في أفغانستان.

وتخطط الولايات المتحدة أيضًا لشحن 100 "نظام جوي تكتيكي بدون طيار" - طائرات صغيرة بدون طيار - والتي غالبًا ما يتم إطلاقها يدوياً وتكون صغيرة بما يكفي لتناسب حقائب الظهر، بحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية.

كما يشهد الداخل الأميركي خلافات بشأن تسليم أوكرانيا طائرات "ميج 29" الروسية والتي عرضتها بولندا، حيث توقعت الاستخبارات الأميركية أن تتسبب تلك الخطوة بتحرك روسي ضد حلف "الناتو".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات