بدأت الفلبين والولايات المتحدة، الاثنين، أضخم مناورات عسكرية في جزيرة لوزون أكبر جزر الأرخبيل بمشاركة 9 آلاف جندي، تحت اسم "باليكاتان" (كتف في كتف)، على خلفية تجدد التوتر في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.
وتشمل المناورات التي تستمر 12 يوماً عمليات برمائية وتدريبات بالذخيرة الحية، وستركز على الأمن البحري، ومكافحة الإرهاب، والمساعدة الإنسانية، والإغاثة في حالات الكوارث.
وركزت التدريبات الأخيرة بين الحليفين على صراع محتمل في بحر الصين الجنوبي. وتعتبر بكين كل هذه المنطقة البحرية الغنية بالموارد الطبيعية جزءاً من أراضيها، فيما تؤكد دول مجاورة أخرى أحقيتها بالسيادة عليها مثل الفلبين وماليزيا وفيتنام وبروناي.
"تعزيز التحالف"
وقال قائد القوات المسلحة الفلبينية الجنرال أندريس سينتينو عند انطلاق هذه المناورات في مانيلا إن التدريبات المسامة "باليكاتان" تشهد على "تعزيز التحالف" بين البلدين.
من جانبه، رأى قائد الفرقة البحرية الأميركية الجنرال جاي بارجيرون أن "الصداقة والثقة" بين القوات المسلحة في البلدين ستمكنهما من "أن يحققا معاً النجاح في مختلف العمليات العسكرية".
وينظم البلدان عادةً مناورات مشتركة كل عام، لكن تم إلغاؤها أو الحد منها خلال فترة جائحة فيروس كورونا.
مانيلا تتهم بكين
وعشية بدء هذه المناورات، اتهم خفر السواحل الفلبيني، الأحد، نظراءهم الصينيين باقتراب إحدى السفن الصينية أمتار قليلة من زورق دورية فلبيني في بحر الصين الجنوبي، معتبراً ذلك انتهاك للقواعد الدولية، ومخاطرة بالتسبب في "حادث تصادم".
وحدث الاقتراب في 2 مارس ناحية جزيرة سكاربورو المرجانية المتنازع عليها، وهي واحدة من أغنى مناطق الصيد في المنطقة ونقطة ساخنة بين البلدين. وأفاد خفر السواحل الفلبيني أنها المرة الرابعة هذه السنة التي تقوم فيها سفينة خفر سواحل صينية "بمناورات قريبة المدى".
وأعرب رئيس الفلبين رودريجو دوتيرتي عن قلقه مؤخراً من أن الفلبين تدفع ثمن العلاقات المتوترة بين واشنطن وبكين بسبب تحالف مانيلا مع واشنطن والذي يتضمن معاهدة للدفاع المشترك وتفويضاً للجيش الأميركي بنشر معدات عسكرية في العديد من القواعد الفلبينية.
الولاية الأخيرة
وتعتبر هذه التدريبات هى الأخيرة التي تجرى خلال ولاية رودريجو دوتيرتي التي تنتهي في يونيو المقبل بعد 6 سنوات في الحكم.
ومنذ وصوله إلى السلطة تقرَّب دوتيرتي من الصين لكنه واجه مقاومة من الرأي العام الفلبيني وقلقاً من الجيش إزاء طموحات بكين في هذه المياه الغنية بالموارد.
وتجاهلت بكين حكماً صدر عام 2016 عن محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي يؤكد أن مطالبتها التاريخية لا أساس لها، وأنشأت جزراً اصطناعية على بعض الشعاب المرجانية المتنازع عليها حيث نشرت أسلحة.
في فبراير 2020، أعلن الرئيس الفلبيني عزمه الانسحاب من "اتفاقية القوات الزائرة" التي توفر الإطار القانوني لوجود قوات أميركية في الفلبين وتنظيم مناورات مشتركة، لكنه تراجع بعد توتر مع بكين بشأن بحر الصين الجنوبي إثر رصد مئات المراكب الصينية متمركزة قبالة الفلبين.