يبرز اسم شهباز شريف زعيم المعارضة الباكستانية كأحد أوفر المرشحين حظاً في خلافة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، وذلك في أعقاب قرارات المحكمة العليا الخاصة بالاقتراع على سحب الثقة من خان.
وسيرشح أعضاء البرلمان الباكستاني، زعيم المعارضة الباكستانية شهباز شريف، الذي يعيش حالياً في العاصمة البريطانية لندن، منذ إدانته في قضيتي فساد، فيما لو تمكنوا من الإطاحة برئيس الوزراء عمران خان، حيث يتمتع حلفاء المعارضة بالأغلبية في مجلس النواب بعد انسحاب حلفاء لخان من حكومته.
وخسر نجم الكريكيت السابق خان أغلبيته البرلمانية الأسبوع الماضي، وكان على وشك أن يُجبر على ترك منصبه في تصويت بحجب الثقة قدمته المعارضة الأحد، لكن نائب رئيس البرلمان، وهو عضو في حزب خان، رفض الاقتراح واعتبره "جزءاً من مؤامرة أجنبية وغير دستوري"، ما أدى إلى حل البرلمان.
زعيم المعارضة ورئيس حزب الرابطة الإسلامية شهباز شريف شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف اعتبر في تغريدة على تويتر أن عزل عمران خان هو "أهم يوم لكتابة تاريخ جديد لباكستان".
وتابع: "مبروك لكل من دعم ودافع ورفع صوته على هذا النضال من أجل سيادة الدستور. سياسة الكذب والخداع والاتهامات مدفونة اليوم. لقد انتصر شعب باكستان".
من هو شهباز شريف؟
شهباز شريف هو شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف، ويتزعم المعارضة البرلمان الباكستاني منذ أغسطس 2018، وهو أيضاً الزعيم الحالي لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، وكان تولى مسؤولية الحزب بعد شقيقه.
وشغل شهباز شريف 3 مرات منصب رئيس وزراء ولاية البنجاب أغنى ولايات باكستان، وشملت مسيرته سنوات من النفي قضاها في السعودية بعد انقلاب عسكري أطاح بحكومة شقيقه عام 1999، كما واجه تهماً تتعلق بفساد مالي.
ولد شهباز شريف الذي يبلغ حالياً (72 عاماً) في كنف عائلة ثرية، لكنه وعلى غرار شقيقه نواز، شق طريقه في عالم السياسة بدلاً من إدارة أعمال العائلة.
وفي عام 1990 عندما فاز نواز لأول مرة بمنصب رئيس للوزراء، انتُخب شريف عضواً في الجمعية العامة للبلاد (البرلمان).
وخلال فترة ولاية شقيقه الثانية على رأس الحكومة الباكستانية عام 1997، أصبح شهباز رئيس وزراء إقليم البنجاب أضخم مقاطعات باكستان من حيث عدد السكان، لكن بعد عامين، عندما حاول نواز استبدال قائد الجيش أطيح بالأخوين في انقلاب عسكري وعوقبا بالسجن، قبل نفيهما إلى السعودية، حيث قضيا هناك 8 سنوات.
وبعد العودة إلى باكستان تسلم شهباز نفس منصبه السابق، حيث أغدق الموارد على الطرق وأنظمة المترو الجديدة في البنجاب.
اتهامات بالفساد
عندما أُقيل رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف من منصبه مرة أخرى عام 2017، على خلفية اتهامات بالفساد، كان شريف أحد المرشحين لخلافته، لكنه خسر انتخابات 2018 أمام عمران خان، ومنذ ذلك الحين، شغل شهباز منصب زعيم المعارضة ورئيس حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية.
وعلى غرار ما حدث مع العديد من أفراد عائلة شريف، طالت اتهامات بالمحسوبية والفساد وغسل الأموال شهباز ونجله حمزة.
وفي ديسمبر 2019 جمد ديوان المحاسبة الوطني في باكستان (NAB) 23 عقاراً تعود ملكيتها لهما، ووُجهت إليهما اتهامات بغسل الأموال.
وفي سبتمبر 2020 ألقي القبض على شهباز شريف بتهمة التورط بغسل أكثر من 7 ملايين و328 روبية (نحو 40 مليون دولار) في مخطط شارك فيه مقربون وأفراد من العائلة. وقد تم إطلاق سراحه لاحقاً بكفالة.
وفي أبريل 2021 أطلقت محكمة لاهور العليا سراحه بكفالة. وفي 2020 جمدت بريطانيا الحسابات المصرفية للأسرة.
وبعد أن فشلت تحقيقات وكالة الجريمة البريطانية في العثور على دليل ضد شهباز شريف، تم إسقاط القضية، لكنها لا تزال مفتوحة في باكستان، إلا أنه تم إرجاء لائحة الاتهام ضده ونجله مراراً وتكراراً، وفقاً لمجلة "ذي إيكومونيست".
العلاقة مع الجيش
على الرغم من أن شهباز شريف انتقد الجيش سابقاً، لاسيما بعد الإطاحة بحكومة شقيقه نواز، وسجنهما ونفيهما، إثر الانقلاب العسكري عام 1999، إلا أنه اتخذ نبرة أكثر تصالحية خلال السنوات الأخيرة.
وفي الفترة التي سبقت انتخابات 2018، قال شهباز إن البلاد بحاجة إلى "المضي قدماً" وتجاوز الخلافات مع الجيش، عارضاً العمل مع الجنرالات إذا تم انتخابه رئيساً للوزراء.
وتشير "ذي إيكونيميست"، إلى أنه إذا أصبح شهباز شريف رئيس وزراء باكستان، فسوف يحتاج إلى أكثر من دعم الجيش حتى ينجح، إذ سيتعين عليه أن يواجه تحديات كبيرة في محاولة إصلاح الوضع الاقتصادي الذي تراجع بدرجة كبيرة في عهد خان، ولاسيما في يظل وباء كورونا.
وتبدو فرص شهباز شريف جيدة مقارنة بمنافسيه الآخرين، لاسيما أن زعيم حزب الشعب الباكستاني يلاوال زرداري بوتو، نجل رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بنظير بوتو، أعلن دعمه له.
وقال بوتو إن عمران خان فقد أغلبيته، ولم يعد رئيساً للوزراء، مضيفاً خلال مؤتمر صحافي أن شريف "سيصبح قريباً" رئيس وزراء البلاد.
4 عقود في السياسة
بحسب الموقع الرسمي لحكومة البنجاب، تخرج شهباز شريف في الكلية الحكومية في لاهور، وتمتد مسيرته في السياسة لأكثر من 4 عقود.
أما حياته المهنية في الخدمة العامة، فقد بدأها كرئيس لغرفة تجارة وصناعة لاهور عام 1985، ثم انضم إلى المجال السياسي على خطى شقيقه الأكبر نواز شريف، حيث تم انتخابه لأول مرة لعضوية جمعية البنجاب عام 1988.
وانتخب شهباز شريف عضواً في الجمعية الوطنية الباكستانية خلال الفترة 1990-1993، ثم عضواً في جمعية البنجاب عام 1993 عندما شغل منصب زعيم المعارضة حتى عام 1996. وأصبح عضواً في جمعية البنجاب للمرة الثالثة عام 1997، وانتخب أيضاً رئيساً لوزراء للإقليم.
وبعد عودته من المنفى عام 1988، انتخب كعضو في جمعية البنجاب للولاية الرابعة، كما شغل منصب رئيس وزراء البنجاب للمرة الثانية حتى مارس 2013.
وفي الانتخابات العامة خلال 2013، وصل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية إلى السلطة في البنجاب، وبعد ذلك تم انتخاب شهباز شريف رئيساً لوزراء البنجاب للمرة الثالثة.
ويتميز شريف بكونه أكثر من استمر في منصب رئيس وزراء ولاية البنجاب، حيث شغل هذا المنصب 3 مرات.
وترجح بعض الأوساط اقتراب شهباز شريف من تولي رئاسة وزراء باكستان خلفاً لعمران خان الذي يواجه فترة صعبة، ولا سيما في ظل الانشقاقات التي طالت كتلته في البرلمان، إضافة إلى اتفاق المعارضة على ترشيح شهباز شريف.