آلاف النازحين في جنوب السودان بعد تجدد الاشتباكات

متمردون يطلقون النار على الجيش الشعبي لتحرير السودانفي بلدة كايا على الحدود مع أوغندا - جنوب السودان - 26 أغسطس 2017 - REUTERS
متمردون يطلقون النار على الجيش الشعبي لتحرير السودانفي بلدة كايا على الحدود مع أوغندا - جنوب السودان - 26 أغسطس 2017 - REUTERS
جوبا -أ ف ب

منذ 5 أيام يعيش ديتوه ري في أهوار مقاطعة لير، بعدما فر مع نحو 14 ألف شخص من تجدد العنف مؤخراً في هذه المنطقة الواقعة في دولة جنوب السودان.

اندلع القتال في هذا الجزء من ولاية الوحدة في شمال البلاد، الجمعة، بين قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان المعارضة بقيادة نائب الرئيس رياك مشار، والقوات التي انشقّت عن هذه الحركة في أغسطس الماضي، للانضمام إلى معسكر الرئيس سلفا كير، العدو اللدود لمشار.

ودعت القيادتان العسكريتان للجانبين، والمتمركزتان في العاصمة جوبا، إلى وقف الأعمال العدائية على الفور.

واستمرت المعارك حتى الأحد، ودفع المدنيون في هذه المنطقة ذات التاريخ القاتم (التي أُعلنت مجاعة في عام 2017 خلال الحرب الأهلية الطاحنة بين كير ومشار بين 2013 و 2018) من جديد ثمناً باهظاً.

وقال ديتوه ري (51 عاماً) في اتصال هاتفي مع وكالة "رانس برس" من هذه المنطقة التي يصعب الوصول إليها، إن "جنوداً هاجموا قرانا وأحرقوا عدداً كبيراً من منازلنا، أخذوا أبقارنا وماعزنا وقتلوا أشخاصاً".

وأضاف رب العائلة: "احترق كل غذائنا في منازلنا، ولم يتبق لنا شيء لنأكله".

وذكرت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في بيان، الاثنين، أن "عدداً كبيراً من القرى الواقعة جنوب مدينة لير نُهبت أو أُحرقت"، معربة عن قلقها من "معلومات تتحدث عن تدمير ميناء أدوك المجاور على النيل الأبيض، الذي يعد "القطب الاقتصادي الثاني للدولة". 

وقالت المتحدثة ليندا توم لوكالة "فرانس برس"، الثلاثاء، إن قوات حفظ السلام "كثفت دورياتها"، مشيرة إلى "معلومات مقلقة عن أعمال عنف جنسي ونهب وتدمير".

مسألة بقاء 

وقال رئيس إدارة منطقة لير ستيفن تاكر، إنه "تم إحصاء 13 ألفاً و930 نازحاً حتى الاثنين". وصرح لـ"فرانس برس" بأن "كل شيء نُهب والوضع خطير فعلاً". 

وترى السلطات أن عدد النازحين قد يكون أكبر بكثير، لأن بعضهم لم يصل بعد إلى البنى التحتية للمساعدات، بينما يفضل آخرون مثل ديتوه ري اللجوء إلى الأهوار المحيطة. 

وبعيداً عن القتال، تتركز الحياة اليومية في الأهوار على مسألة البقاء. 

وقال كو تيك (39 عاماً) الأب لثلاثة أولاد إن "الأطفال يشربون من مياه الأنهار غير السليمة، وكثيرون منهم مصابون بالإسهال ولا يحصلون على أي دواء". وأضاف أن "هؤلاء والمسنين يعانون كثيراً ومعظمهم يموتون جوعاً أيضاً".

في بلدة مون يبدو النازحون الذين يتم استقبالهم في معسكر للجيش "في حالة صدمة"، على حد قول باولينو كوتش ماويش، منسق مفوضية الإغاثة وإعادة التأهيل في بعثة الأمم المتحدة.

وأوضح أن هؤلاء النازحين "بحاجة إلى غذاء ومأوى وماء ورعاية طبية، لكن من الصعب تقدير متى ستصل إليهم المساعدات الإنسانية التي هم بحاجة ملحة إليها".

وأجلت منظمات العمل الإنساني طواقمها بسبب العنف الذي يستهدفهم بانتظام.

منطقة مدمرة

تأتي هذه المعارك لتفاقم الوضع الإنساني "الكارثي"، حسب الأمم المتحدة، في هذه المنطقة من جنوب السودان، أحدث دولة في العالم، ولكنها تعيش في حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني منذ استقلالها عن السودان في عام 2011.

وتضرب ولاية الوحدة منذ أشهر أسوأ فيضانات تشهدها البلاد منذ 60 عاماً.

وأدت معارك من حين لآخر بين القوات الموالية لنائب الرئيس وقوات الرئيس، إلى تدمير منطقة لير معقل رياك مشار.

وكانت المنطقة واحدة من بؤر الأزمة الإنسانية التي سببتها حرب أهلية استمرت 5 سنوات، وأدت إلى سقوط 400 ألف شخص ونزوح ملايين، وأعلنت فيها حالة مجاعة بين فبراير ويونيو 2017. 

وفي 2018، تحدثت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن وقوع جرائم حرب محتملة في هذه المنطقة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات