أدَّت إشكاليات متعلقة بوباء فيروس كورونا إلى تأخُّر الولايات المتحدة في تسليم تايوان ما قيمته 14.2 مليار دولار من المعدات العسكرية التي كانت الجزيرة قد اشترتها منذ عام 2019، وذلك بحسب موقع "ديفينس نيوز" الأميركي.
ووفقاً للموقع، يخشى مشرعون أميركيون أنْ يؤدي هذا التأخير الذي يتزامن أيضاً مع انشغال واشنطن بتسريع نقل المساعدات العسكرية لأوكرانيا، إلى تقويض قدرة تايوان على التصدي لأي غزو صيني محتمل.
وكشف ستيف شابوت، كبير النواب الجمهوريين في اللجنة الفرعية لشؤون آسيا والمحيط الهادئ بمجلس النواب، أنَّ لجنة الشؤون الخارجية عقدت الأسبوع الماضي اجتماعاً لمناقشة هذا التأخير، مشيراً إلى "ضرورة تزويد تايوان بالمساعدة التي تحتاجها حتى لا تكون عرضة لأي خطر من الصين".
وقال شابوت "من الواضح أنَّ أوكرانيا هي، بحق، محطُّ الاهتمام حالياً، ولكن من الأجدر بنا ألا ننسى تايوان، لأنَّ تصرفات الصين أصبحت أكثر استفزازاً"، على حد تعبيره.
قائمة المتأخرات المتراكمة
وشملت قائمة المتأخرات المتراكمة، بحسب وثائق حصل عليها "ديفينس نيوز"، 66 مقاتلة من طراز "إف-16" كانت تايوان قد اشترتها بـ8 مليارات دولار، إضافة إلى معدَّات بـ620 مليون دولار لتبديل مكونات منتهية الصلاحية في نظام صواريخ باتريوت التابع للجزيرة.
كما شملت القائمة أيضاً عدداً من أنظمة الأسلحة الصغيرة التي تستخدم في الحرب غير المتكافئة، والتي تعتقد واشنطن أنها قد تكون مفيدة في ردع أي غزو صيني محتمل وإحباطه. وتعتبر الصين الجزيرة ذات الحكم الذاتي مقاطعة متمردة، وسبق لها أن تعهَّدت بإعادتها إلى سيطرة بكين، بالقوة إن لزم الأمر.
وتضمَّنت هذه الأنظمة الصغيرة صواريخ ستينجر، وطوربيدات ثقيلة، وأنظمة صواريخ مدفعية عالية الحركة، ومدافع هاوتزر، ومعدات استطلاع من طراز إم إس-110، ونظام اتصالات للمعلومات الميدانية، إضافة إلى ما قيمته 2.37 مليار من صواريخ "هاربون بلوك II" التي تطلق من سطح الأرض، وما قيمته مليار دولار من صواريخ "سلام-إي آر" التي يتم إطلاقها جواً.
وتمثل هذه المتأخرات المتراكمة البالغة قيمتها 14.2 مليار دولار الأغلبية العظمى من معدات عسكرية بنحو 17 مليار دولار كانت تايوان قد أقرَّت شراءها من الولايات المتحدة منذ يوليو 2019. والأسبوع الماضي أخطرت وزارة الخارجية الأميركية الكونجرس بصفقة أخرى بـ95 مليون دولار لدعم نظام صواريخ باتريوت التابع لتايوان.
ورفضت وزارة الدفاع الأميركية والمكتب الدبلوماسي لتايوان في واشنطن الرد على طلبات بالتعليق على هذه المتأخرات.
قلق تايواني
ودقَّت مبعوثة تايوان إلى الولايات المتحدة هسياو بي خيم أجراس الإنذار في الكونجرس الأسبوع الماضي في محاولة لحث واشنطن على معالجة مشكلة المتأخرات.
وناقشت هسياو القضية مع النائب الجمهوري البارز في لجنة الشؤون الخارجية مايكل ماكول، كما ضغطت من أجل ضم تايوان إلى مناورات ريمباك البحرية التي تعقد كل سنتين قبالة سواحل هاواي بمشاركة الولايات المتحدة وأكثر من 20 دولة أخرى.
وقال ماكول مخاطباً نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان خلال جلسة استماع في الكونجرس الأسبوع الماضي عن منطقة المحيط الهادئ: إنَّ "أكثر ما شكت منه (مبعوثة تايوان) هو أنه على الرغم من أنه تم إخطارنا ببيع هذه الأنظمة والمصادقة عليها إلا أنها لم تسلم بعد لتايوان".
وشبَّه ماكول وضع تايوان مع الصين بوضع أوكرانيا مع روسيا في الأيام التي سبقت الغزو الروسي، وذلك بحسب ما نقله "ديفينس نيوز".
وقال ماكول: "هل تستطيع تايوان الدفاع عن نفسها؟ أعتقد أنَّ الجواب في الوقت الحالي هو لا، وأنا قلق بشأن ذلك، لأنني لا أريد أنْ أرتكب الخطأ نفسه بالانتظار إلى ما بعد الغزو، فحينها سيكون قد فات الأون"، على حد تعبيره.
سلاسل الإمداد
لكن من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على فعل أي شيء لمعالجة إشكاليات الإمداد المتصلة بوباء كورونا، والتي تعد السبب الرئيس في تراكم المتأخرات.
وقال رئيس مجلس الأعمال الأميركي التايواني روبرت هاموند تشامبرز: "بصراحة، وفي المحصلة النهائية، هناك القليل جداً مما يمكن للحكومة فعله في هذه المرحلة لمعالجة مشكلات سلاسل التوريد".
وقبل تراكم هذه المتأخرات، حرص الكونجرس على تحفيز تايوان لشراء أسلحة صغيرة وأرخص من النوع الذي يستخدم في الحرب غير المتكافئة، بدلاً من الأسلحة الحديثة الأكثر تكلفة، والتي يمكن للصين أن تعطلها بسرعة خلال أي غزو.