جدد مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجمعة، التزامه بالهدنة الإنسانية في البلاد "رغم خروقات جماعة الحوثي"، مشدداً على سعيه الدائم نحو السلام باعتباره "الخيار الوحيد"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية.
ودعا المجلس في اجتماع في عدن برئاسة رئيس المجلس رشاد العليمي، بهدف مناقشة التطورات الراهنة على الساحة اليمنية، إلى تضافر الجهود الرسمية والشعبية "على قاعدة التوافق والشراكة"، لبناء الدولة ومواجهة كافة التحديات التي تواجهها وخاصة التحديات الاقتصادية.
وشدد العليمي، خلال الاجتماع، على ضرورة ترجمة الأولويات التي أطلقها أمام البرلمان على أرض الواقع، و"خصوصاً في ما يتعلق بالوضع المعيشي والاقتصادي، وضرورة إيلاء العاصمة المؤقتة عدن اهتماماً أكبر لتحقيق التنمية والاستقرار" بحسب ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية.
وجدد المجلس بحسب الوكالة، تأكيده على سعيه الدائم نحو السلام، "باعتباره الخيار الوحيد، وكذلك التزامه بالهدنة الإنسانية رغم الخروقات المستمرة التي ترتكبها جماعة الحوثي".
وسلم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي السلطة في 7 أبريل إلى مجلس القيادة، في ختام مشاورات للقوى اليمنية استمرت أكثر من أسبوع برعاية مجلس التعاون الخليجي في الرياض.
وجاء تشكيل المجلس بعد أن دخلت هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد في اليمن، حيّز التنفيذ في مطلع أبريل تزامناً مع بداية شهر رمضان، في بارقة أمل نادرة في الصراع المستمر منذ 7 سنوات.
المجلس يتولى مهامه
وبدأ مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الثلاثاء، ممارسة مهامّه في مقر الحكومة المؤقت بعدن، بعد جلسة تخللها أداء اليمين أمام عدد من نواب البرلمان وبحضور سفراء خليجيين وغربيين، إضافة لمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج.
وتعهد العليمي في كلمة عقب أداء اليمين بأن يسير المجلس على "قاعدة الشراكة والتوافق الوطني لمواجهة كافة التحديات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وعلى رأسها إنهاء الانقلاب والحرب، واستعادة الدولة والسلام والاستقرار، ومعالجة الوضع الاقتصادي والمعيشي".
وذكر أن تحقيق "الاستقرار الأمني ووحدة المؤسسة العسكرية والأمنية هو الأساس الذي سينطلق منه مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لمواجهة تحديات استعادة الدولة ومؤسساتها، وتحقيق السلام والاستقرار"، لافتاً إلى أن "المجلس سيولي اهتماماً خاصاً بالمؤسستين العسكرية والأمنية ورفع قدراتها وكفاءتها".
دعوة أممية
ودعا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس جروندبرج، منتصف أبريل في ختام زيارة إلى صنعاء كافة الأطراف إلى الالتزام بالهدنة.
وقال جروندبرج: "الهدنة بمختلف عناصرها تسعى أولاً وأخيراً إلى تحسين الظروف المعيشية للمدنيين، عن طريق توفير الإغاثة وتخفيف العنف، وهو الأمر الذي اشتدت الحاجة إليه".
وأضاف: "نأمل أن يتعاون الأطراف في الحفاظ على هذه الهدنة واستخدامها كنقطة انطلاق لحل سياسي عادل وشامل ومستدام".