تقرير: واشنطن عجزت عن التصدي لكوريين شماليين غسلوا أموالاً مشفرة مسروقة

العملة المشفرة "Binance" في رسم توضيحي. - REUTERS
العملة المشفرة "Binance" في رسم توضيحي. - REUTERS
دبي-الشرق

لا يزال مجموعة من القراصنة الإلكترونيين الكوريين الشماليين الذين نفذوا واحدة من أكبر سرقات العملات المشفرة على الإطلاق، الشهر الماضي، يغسلون الأموال التي سرقوها بعد أكثر من أسبوع من تحديدهم بأنهم هم من قاموا بهذه العملية، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته السبت، إلى قيام المجموعة ببعض الخطوات التي تجعل العملات المشفرة المسروقة بعيدة من متناول السلطات الأميركية، عن طريق تحويلها إلى عملة "Ethereum" المشفرة، والتي على عكس العملة التي سرقوها لا يمكن إعاقة تحركها عن بُعد.

كما أنه منذ عملية التحويل، عملت المجموعة على إخفاء أصولها المشفرة عن طريق تحويل أجزاء منها من خلال برنامج يسمى "Tornado Cash"، وهي خدمة تقوم بجمع الأصول الرقمية لإخفاء هوية أصحابها.

ورأت الصحيفة، أن استمرار وصول هؤلاء المجرمين إلى الأموال المسروقة، البالغة قيمتها أكثر من 600 مليون دولار من العملات المشفرة، والتي تمت سرقتها من خلال لعبة الفيديو "Axie Infinity"، يؤكد محدودية قدرة القانون على وقف تدفق العملات المشفرة غير المشروعة في جميع أنحاء العالم. 

ووفقاً لبيانات موقع تتبع العملات المشفرة "Etherscan"، فإن هؤلاء المتسللين لا يزالون ينقلون الأموال التي سرقوها، وآخر عملية تحويل كانت الجمعة الماضي بقيمة نحو 4.5 مليون دولار، بعد 8 أيام من محاولة وزارة الخزانة الأميركية تجميد تلك الأصول، من خلال معاقبة المحفظة الرقمية التي استخدمتها المجموعة في هجومها.

عقوبات أميركية

وتحاول السلطات واللاعبون الرئيسيون في صناعة العملات المشفرة متابعة خطوات هذه المجموعة، وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على ثلاثة كيانات أخرى مرتبطة بها، الجمعة، بعدما أعلنت "Binance"، وهي بورصة دولية كبيرة للعملات الرقمية، عن تجميد ما قيمته 5.8 مليون دولار من العملات المشفرة التي نقلها المتسللون إلى نظامها.

وتابعت الصحيفة: "تعد لعبة القط والفأر التي تتكشف بين سلطات إنفاذ القانون الأميركية والمتسللين الكوريين الشماليين مثالاً جديداً على تعلم المجرمين كيفية استهداف نقاط الضعف المتنامية في اقتصاد العملات المشفرة".

وأوضحت أنهم "يستغلون التعليمات البرمجية الخاطئة الموجودة في منصات التشفير، ويستخدمون الأدوات التي تساعدهم على إخفاء مساراتهم، مثل تحويل الأصول إلى عملات مشفرة تعزز الخصوصية مثل (Monero)، فضلاً عن أنهم يستفيدون من عدم التنسيق الجيد لإنفاذ القانون عبر الحدود الدولية".

وقامت المجموعة، التي حددتها وزارة الخزانة باسم "Lazarus Group"، والمعروفة أيضاً باختراق "Sony Pictures" في عام 2014، بغسل ما يقرب من 100 مليون دولار، نحو 17% من العملات المشفرة المسروقة، وفقاً لشركة تحليلات العملات المشفرة "Elliptic".

وتُسلط قضية المجموعة الكورية الشمالية الضوء على صناعة العملات المشفرة التي تتوق لإثبات مصداقيتها للمنظمين والمستثمرين والعملاء، إذ تقول بعض أكبر الشركات في الصناعة إنها ترحب بالرقابة الحكومية.

ومع ذلك، فقد وجدت مراجعة أجرتها "واشنطن بوست" لحسابات العملات المشفرة، التي فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات عليها على مدى العام ونصف العام الماضيين، أن هناك 4 محافظ رقمية لا تزال متاحة للتداول بعد شهور من وضعها في القائمة السوداء للإدارة الأميركية.

وقد بات اللصوص الرقميون في طريقهم لتحقيق أرقام قياسية هذا العام، إذ سرقوا ما قيمته 1.3 مليار دولار من العملات المشفرة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، بعد الاستيلاء على 3.2 مليار دولار في عام 2021.

ووفقاً للصحيفة، فإنه مع تصاعد نجاحات هؤلاء اللصوص الرقميين، تزداد الحاجة المُلحة لوقفهم من قبل السلطات الأميركية، التي أصبحت تنظر إلى هجماتهم على أنها تهديداً للأمن القومي، إذ تعد مجموعة "Lazarus"، على سبيل المثال، مصدراً مهماً لتمويل برامج كوريا الشمالية النووية وصواريخها الباليستية، وفقاً لمحققي الأمم المتحدة.

كما عرقل المتسللون الروس، في الربيع الماضي، عمليات خط أنابيب وقود أميركي مهم وأكبر مورد للحوم في العالم، بشكل مؤقت، ولم يتم استئناف العمل إلا بعد جمع فدية بملايين الدولارات بالعملات المشفرة.

تصنيفات