يعتزم زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، الذي يحظى بنفوذ واسع في أوساط الحزب الجمهوري، التصويت لصالح تبرئة الرئيس السابق دونالد ترمب، في محاكمة العزل بمجلس الشيوخ.
وقالت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، السبت، نقلاً عن مصادر مطلعة، إن ماكونيل بعث رسالة إلى الفريق الجمهوري بمجلس الشيوخ، أخبرهم فيها بقراره، في خطوة من شأنها تشجيع مزيد من الجمهوريين على اتخاذ الموقف نفسه، خلال جلسة التصويت المرتقبة.
ومن أجل إدانة ترمب، يحتاج كل الأعضاء الديمقراطيين الـ50 في مجلس الشيوخ، للتصويت لصالح الإدانة، بالإضافة إلى 17 عضواً آخر من الجمهوريين.
عكس التوقعات
وجاء إعلان ميتش عن موقفه بعد صمت طويل، بشأن موقفه من محاكمة العزل، فيما رجحت تقارير في الأيام الأخيرة أنه يمضي نحو التصويت لصالح إدانة ترمب.
وأفادت وكالة "فرانس برس" الاثنين الماضي، أن ميتش ماكونيل قال في إحدى الجلسات المغلقة، إنه يفكر في التصويت لصالح إدانة ترمب.
وقبل ذلك، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر في الكتلة الجمهورية بمجلس الشيوخ، أن ماكونيل ألمح إلى أنه قد يدعم إدانة ترمب. وقال عضو جمهوري في الكونغرس: "ماكونيل قال لي إنه يريد رحيل ترمب، وإنه من مصلحته السياسية (ماكونيل)، ومن مصلحة الحزب الجمهوري أن يرحل".
وأكدت بعض مصادر "سي.إن.إن" أن هناك رغبة داخل الحزب الجمهوري في معاقبة الرئيس السابق أكثر مما هو واضح علناً، إلا أن قرار ماكونيل سيقلب المعطيات من جديد.
وأشارت الشبكة إلى أنه وفقاً لأكثر من 10 مصادر تحدثت إليها، فإن حملة الضغط الجمهوري، تستند إلى وجود اعتقاد مشترك بأن نجاح الإدانة هو أمر بالغ الأهمية لمستقبل الحزب نفسه.
حلفاء ترمب
ولا يزال لدى ترمب العديد من الأعضاء الموالين، منهم السيناتور المحافظ جوش هاولي عن ميزوري، الذي يتطلع إلى الرئاسة مستقبلاً، والسيناتور تيد كروز الذي كان محامياً دستورياً من تكساس في فلوريدا، وكلاهما يدافعان بشدة منذ الآن عن ترمب.
وكانا بين مجموعة صغيرة من أعضاء مجلس الشيوخ، الذين صوّتوا ضد المصادقة على نتائج الانتخابات في ولايات محددة، حتى بعد الهجوم على الكابيتول، ويحذّران حالياً مما وصفها كروز بأنها محاولة "حاقدة"، لإدانة رئيس غادر منصبه.
وتشمل المجموعة أيضاً السيناتور راند بول، الذي اتهم الديمقراطيين بأنهم باتوا يعانون من "اختلال عقلي من شدة كرههم لترمب".
وضغط بول الشهر الماضي من أجل التصويت على إلغاء المحاكمة على اعتبار أنها غير دستورية، وفشلت محاولته، لكن لم ينضم إلا 5 جمهوريين إلى تصويت الديمقراطيين، لصالح المضي قدماً فيها.
استدعاء شاهدة من الجمهوريين
وفي السياق، أعلن رئيس فريق المدعين الديموقراطيين في محاكمة ترمب، جيمي راسكين، السبت، أنّهم يريدون استدعاء نائبة جمهورية للإدلاء بشهادتها، ما قد يؤخر التصويت على الحكم والتبرئة المحتملة للرئيس السابق.
وقال راسكين في مستهل اليوم الخامس من جلسات المحاكمة، إنّه سيستدعي جايمي هيريرا بيوتلر، النائبة التي أفادت عن حصول اتصال بين زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن مكارثي، ودونالد ترامب، أثناء الاعتداء على مبنى الكابيتول في 6 يناير.
وتتطلب الموافقة على مثول شاهد جديد، غالبية بسيطة في مجلس الشيوخ، الذي يضم مئة عضو، ويملك الديموقراطيين فيه 50 صوتاً.
موقف بايدن
وأكد الرئيس جو بايدن، الجمعة، إنه "قلق" من موقف أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريي، خلال جلسة التصويت على إدانة ترمب.
وقال بايدن في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية: "أنا قلق مما سيقوم به أصدقائي الجمهوريون، ومما إذا كانوا سيتصدون (لإدانة ترمب)".
وأشار بايدن إلى أنه لا يرغب في الحديث مع أي من الجمهوريين في مجلس الشيوخ، بشأن المحاكمة أو بشأن طريقة تصويتهم.
وحذر المدّعون الديمقراطيون، الخميس، مجلس الشيوخ من أن التقاعس عن إدانة ترمب سيسمح له بـ"تكرار فعلته" في حال تسلم منصباً عاماً مجدداً، لذا دعوا إلى إدانته لأن هذا الحكم سيتبعه تصويت لجعله غير مؤهل للترشح للانتخابات مجدداً، وهو ما يطمح إليه ترمب.