أعلن حزب العمال المعارض في أستراليا عزمه على فتح معهد دفاعي لتدريب دول الجوار في جزر المحيط الهادئ، وزيادة المساعدات الخارجية ودعم مشاريع لتخفيف عواقب الاحتباس الحراري في المنطقة، بموجب سياسة انتخابية تستهدف تعزيز القوة الناعمة للبلاد، واعتبرتها الحكومة "هزلية"، كما أفادت "بلومبرغ".
جاء ذلك بعدما انتقد حزب العمال اتفاقاً أمنياً أبرمته جزر سليمان مع الصين، متهماً رئيس الوزراء سكوت موريسون بجعل أستراليا "أقل أماناً"، من خلال فشله في إحباط الاتفاق.
ووصفت وزيرة خارجية الظل في حزب العمال، بيني وونج، الاتفاق بأنه "أسوأ فشل للسياسة الخارجية الأسترالية في المحيط الهادئ، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية". وقالت إن موريسون "اختفى فيما كانت الصين تتفاوض وتبرم اتفاقاً أمنياً على عتبة بابنا"، مضيفة: "يدرك الأستراليون أن هذا وقت المجازفة. إنهم يدركون أن هذا زمن عدم اليقين، ويريدون حكومة تحفظ سلامتهم".
في المقابل، وصف موريسون السياسة الجديدة لحزب العمال بأنها "هزلية"، مشدداً على أن جزر سليمان هي دولة ذات سيادة، يحق لها اتخاذ قراراتها الدبلوماسية الخاصة. وقال: "ركزنا بشدة على استثماراتنا في المحيط الهادئ من أجل الحفاظ على سلامة الأستراليين. وثمة اعتراف بما فعلناه في كل أنحاء العالم".
أما وزيرة الخارجية الأسترالية، ماريس باين، فلفتت إلى أن الحكومة تنفّذ مسائل كثيرة تضمنتها السياسة التي أعلنها حزب العمال.
"مدرسة دفاع أستراليا والمحيط الهادئ"
ويتعهد حزب العمال، إذا فاز في الانتخابات النيابية المرتقبة في 21 مايو المقبل، بتأسيس "مدرسة دفاع أستراليا والمحيط الهادئ"، لتأمين تدريب للقوات العسكرية والأمنية في دول المحيط الهادئ. وستعمل المعارضة أيضاً على تعزيز المساعدة الإنمائية لتلك الدول بمبلغ 525 مليون دولار أسترالي (378 مليون دولار) على مدى 4 سنوات، وإنشاء هيئة تمويل لدعم التكيّف مع الاحتباس الحراري، ومشاريع للطاقة النظيفة في المنطقة، ومضاعفة تمويل أستراليا لمراقبة الصيد غير المشروع في المناطق الاقتصادية الخالصة لتلك الدول، بحسب "بلومبرغ".
وفي محاولة لتلميع القوة الناعمة لأستراليا في المنطقة، ستشجع سياسة حزب العمال أيضاً زيارات دبلوماسية منتظمة لدول المحيط الهادئ، وزيادة التمويل لوجود إعلامي عام وتجاري أكبر في المحيط الهادئ، بما في ذلك توسيع بث هيئة الإذاعة الأسترالية.
الانتخابات النيابية
وتسعى الحكومة الائتلافية الليبرالية بزعامة موريسون إلى الفوز بولاية رابعة في الانتخابات، ولكن حزبه يتخلّف عن حزب العمال في استطلاعات الرأي، رغم قوة الاقتصاد وتسجيل نسبة بطالة منخفضة بشكل قياسي، وفق "بلومبرغ".
وأظهر استطلاع أعدّه معهد "نيوزبول" ونشرت صحيفة "ذي أستراليان" نتائجه، الاثنين، تقدّم المعارضة على الحكومة بنسبة 53% مقابل 47%؛ غير أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن موريسون وزعيم حزب العمال المعارض، أنتوني ألبانيز، لا يحظيان بشعبية لدى الناخبين.
وأفاد استطلاع أعدّه معهد "إيبسوس" بأن موريسون هو أقل رئيس وزراء موثوقية منذ 27 عاماً، فيما اعتبر 31% فقط من المستطلعين أن لدى ألبانيز "فهماً قوياً للسياسة الاقتصادية".
ورغم تأخره في استطلاعات الرأي قبل انتخابات 2019، حقق موريسون فوزاً مفاجئاً آنذاك، اعتبره "معجزة".
اقرأ أيضاً: