عبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، الثلاثاء، عن "قلق بالغ" بشأن أنشطة تخصيب يورانيوم "غير معلنة" في إيران، وقال إن مفاوضات استعادة الاتفاق النووي لعام 2015 مع طهران "تبدو مجمدة".
وأضاف جروسي، في حديث إلى لجان في البرلمان الأوروبي عبر الإنترنت، بحسب ما نقلت بلومبرغ، "ما زلنا نأمل التوصل لاتفاقٍ في غضون إطار زمني معقول"، لكنه نبه إلى أن "المفاوضات متعثرة"، وأشار إلى أن "الفرصة السانحة قد تضيع في أي وقت".
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنه حذر إيران من أنها "لا تتحلى بالشفافية الكافية بشأن أنشطتها النووية"، موضحاً أن "في الأشهر القليلة الماضية استطعنا تحديد آثار يورانيوم مخصب في أماكن لم تعلن طهران مطلقاً عن إجراء أي أنشطة بها".
وتابع: "نحن قلقون للغاية بشأن هذا"، مضيفاً أن "الوضع لا يبدو جيداً جداً. إيران، في الوقت الحالي، لم تكن صريحة في نوع المعلومات التي نحتاجها منها".
وتأتي تصريحات جروسي في الوقت الذي يسافر فيه منسق الاتحاد الأوروبي لمحادثات فيينا إنريكي مورا إلى طهران لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين.
مخاوف من سلاح نووي
وتأزمت المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، والتي انعقدت في العاصمة النمساوية فيينا منذ أبريل 2021، وسط مخاوف من تزايد الأنشطة النووية الإيرانية، وتحذيرات من اتخاذ إيران خطوات فنية لتخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء 90%، وهو المستوى المطلوب لإنتاج سلاح نووي.
وبينما يستمر تعثر المفاوضات، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، نهاية أبريل الماضي، إن إيران أمامها أسابيع لتحقيق اختراق كبير في برنامجها النووي".
وكشف مصدر مطّلع لـ"الشرق"، في وقت سابق من أبريل المنصرم، أن الاتصالات الأخيرة وغير المباشرة بين طهران وواشنطن بشأن تذليل آخر العقبات التي تقف أمام إنجاز الاتفاق الشامل بشأن الملف النووي "وصلت إلى طريق مسدود".
ووفقاً لما أفاد به المصدر، تتعلق العقبة الأخيرة بـ"رفض" واشنطن إزالة "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" من لوائح العقوبات الأميركية، وهو موقف يتمسك به الأميركيون، الذين وافقوا على رفع اسم "الحرس" من اللوائح المذكورة، مع إبقاء العقوبات على أذرع تابعة له، من بينها "فيلق القدس".
"محاولة أخيرة"
وقال جوزيب بوريل المنسق الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، السبت، إن التكتل يقود جهوداً من أجل الوصول إلى "حل وسط" لإنهاء الأزمة التي تهدد بتقويض محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي مع إيران.
وأضاف وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، في تصريحات لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، إن التكتل الذي يشارك في المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، والمستمرة منذ أكثر من عام، يقوم بـ"محاولة أخيرة" لإنقاذ الاتفاق النووي وإنهاء حالة الجمود.
وذكرت الأمم المتحدة، السبت، أن الأمين العام أنطونيو جوتيريش، بحث هاتفياً مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ملف المفاوضات المتعلقة بالاتفاق النووي، حيث عبرا عن اهتمامهما بالاختتام "السريع والإيجابي" لهذه المفاوضات.
كما نقلت "رويترز"، الأحد، عن مصدر وصفته بـ"المطلع"، قوله إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "سيبدأ خلال الأسبوع الجاري جولة تشمل إيران وألمانيا وبريطانيا ودولاً أوروبية أخرى، لبحث جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 وأمن الطاقة في أوروبا".
اقرأ أيضاً: