زيارة باشليه للصين تعيد تسليط الضوء على شينجيانج

مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه خلال ؤرتمس صحافي جنيف- 3 نوفمبر 2021 - REUTERS
مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه خلال ؤرتمس صحافي جنيف- 3 نوفمبر 2021 - REUTERS
بكين-أ ف ب

عاد قمع الأقليات المسلمة في منطقة شينجيانج الصينية إلى عناوين الأخبار مجدداً، وذلك مع زيارة مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه إلى بكين، الاثنين، وهي الأولى من نوعها منذ نحو عقدين.

وستراقب هذه الزيارة التي تستغرق 6 أيام عن كثب، وستتوجه ميشيل باشليه إلى أورومتشي وكاشغار في شينجيانج، وكانتون جنوب الصين.

وأشار مكتب باشليه التي كانت أول امرأة تتولى الرئاسة في تشيلي، إلى أنها ستلتقي "عدداً من كبار المسؤولين على المستويين الوطني والمحلي".

كما ستلتقي "منظمات المجتمع المدني، وممثلي عالم الأعمال، فضلاً عن أكاديميين، وستلقي محاضرة أمام طلاب جامعة كانتون".

"تحقيق دولي"

لكن الآمال في إجراء تحقيق دولي معمّق في ما وصفته الولايات المتحدة ودول أخرى بـ"الإبادة الجماعية" في شينجيانج أثارت قلق منظمات حقوق الإنسان التي تخشى أن يستخدم الحزب الشيوعي الحاكم في الصين هذه الزيارة لتلميع صورته.

وتتهم تلك الدول بكين منذ عام 2017 بممارسة قمع ممنهج للأويجور وغيرهم من الجماعات العرقية المسلمة في المنطقة مثل الكازاخ. كما تتهم النظام الصيني بإيداع أكثر من مليون شخص في معسكرات إعادة تأهيل.

وتشكك بكين في هذا الرقم وتؤكد أن الأمر يتعلق بـ"مراكز تدريب مهني" تهدف إلى محاربة التطرف بعد هجمات منسوبة إلى أشخاص من الأويجور.

خشية من الانتقام

تصف الصين اتهامات الإبادة الجماعية بأنها "كذبة القرن"، وتشدد على أن سياستها ساعدت في مكافحة التطرف وتحسين الظروف المعيشية لسكان المنطقة.

وقالت مصادر دبلوماسية في بكين إن باشليه ستلتقي سفراء أجانب افتراضياً، الاثنين، قبل أن تسافر إلى شينجيانج الثلاثاء والأربعاء.

وهذه الزيارة هي الأولى من نوعها منذ 2005 عندما كانت بكين حريصة على تحسين صورتها العالمية قبل أولمبياد 2008.

ويطالب مسؤولو الأمم المتحدة الحكومة الصينية منذ عام 2018 بالسماح لهم بـ"وصول حر" إلى شينجيانج.

لكن النشطاء يخشون أن تكون الزيارة المقررة منذ مارس مجرد استعراض مُرتب لن يتم خلاله التطرق إلى القضايا الرئيسية.

وبحسب أكاديميين وأويجور مقيمين في الخارج، يبدو أن سلطات شينجيانج تخلت في السنوات الأخيرة عن حملات القمع القاسية للتركيز مرة أخرى على التنمية الاقتصادية في المنطقة.

وقال بيتر إروين من مشروع الأويجور لحقوق الإنسان: "ليس هناك حالياً الكثير من الأدلة الواضحة على القمع".

وحذرت مجموعات مناصرة من أن انتشار الرقابة الحكومية والخوف من الانتقام، سيمنع الأويجور في شينجيانج من التحدث بحرية إلى فريق الأمم المتحدة.

وقالت الباحثة المتخصصة في الشأن الصيني بمنظمة "هيومن رايتس ووتش" مايا وانج: "نخشى أن تتلاعب الحكومة الصينية بالزيارة لتبييض الانتهاكات الجسيمة في شينجيانج".

"فرصة أخيرة"

وتعرضت ميشيل باشليه لانتقادات أيضاً لأنها لم تكن أكثر صراحة بشأن شينجيانج. وحذرت الولايات المتحدة، الجمعة، من أن "صمت باشليه المستمر في وجه الأدلة التي لا جدال فيها على الفظائع المرتكبة في شينجيانج" أمر "مقلق للغاية".

وقدّر إروين أن إحجامها عن الانتقاد قد يكون علامة على نفوذ بكين القوي في الأمم المتحدة الذي يضع المسؤولين "تحت قيود كثيرة"، معتبراً أنه "لو كان الأمر يعني أي حكومة أخرى في العالم، لكان التحقيق قد تم".

وعلى عكس ما حدث في مناطق أخرى مثل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، لم تستخدم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تفويض المراقبة عن بعد لشينجيانج، وليس لها مكتب في الصين.

وبالنسبة لمايا وانج، تُمثل هذه الزيارة "الفرصة الأخيرة لباشليه للحفاظ على سمعتها في ما يتعلق بالشأن الصيني".

وأثار تأخير نشر تقرير ميشيل باشليه عن شينجيانج الذي كان مقرراً في البداية خلال سبتمبر الماضي، قلق المنظمات غير الحكومية.

وقالت متحدثة باسم المفوضية السامية الثلاثاء، إن التقرير لن يُنشر قبل زيارتها للصين، مشيرةً إلى أنه لم يحدد حتى الآن الموعد النهائي لإصداره.

تصنيفات