بدأت أوكرانيا بنشر مدافع "هاوتزر إم 777" في مناطق شرق البلاد، حيث تحشد قواتها لمواجهة الجيش الروسي الذي يدفع بقواته للسيطرة على منطقة دونباس.
وتأمل كييف في أن تحدث المدافع الأميركية، أقوى أسلحة تحصل عليها من الغرب، فارقاً في هذه المعارك.
وعزّزت مدافع "هاوتزر إم 777" آمال أوكرانيا في تحقيق تفوق مدفعي في بعض مناطق المواجهة، خصوصاً وأن معظم المعارك يتم خوضها حالياً في مناطق مفتوحة على مسافات بعيدة، وفق ما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
ومدافع "هاوتزر إم 777" قادرة على استهداف أهداف بعيدة، ويُمكن نقلها بسرعة وإخفاؤها بسهولة، وهي مصنوعة من الفولاذ والتيتانيوم، وتعمل بنظام هيدروليكي.
وقال قادة في الجيش الأوكراني، إن المدافع أطلقت مئات القذائف، ودمّرت عربات مدرعة روسية، وأسقطت جنوداً روس، منذ وصولها إلى أوكرانيا في 8 مايو الجاري.
وصعّدت القوات الروسية، الثلاثاء، هجومها على آخر جيوب المقاومة في محيط لوغانسك الواقعة في إقليم دونباس بشرق أوكرانيا، في وقت دخلت الحرب شهرها الرابع.
"سلاح يقربنا من النصر"
وقال العقيد الأوكراني رومان كاشور، قائد لواء المدفعية الـ55 للصحيفة: "هذا السلاح يُقربنا من النصر. مع كل سلاح حديث، وكل سلاح دقيق، نقترب أكثر من النصر". وكان لواء المدفعية الـ55، أول لواء يستخدم مدافع "هاوتزر إم 777" الأميركية.
وقال محللون غربيون إن وصول أسلحة جديدة ليس ضماناً للنجاح، إذ يواصل الروس خوض قتال ضار في منطقة دونباس.
وقال مايكل كوفمان، مدير برنامج الدراسات الروسية في مركز الأبحاث "سي إن إيه" بولاية فيرجينيا، للصحيفة: "المدفعية تعتمد إلى حد كبير على الكمية"، موضحاً أن "روسيا تمتلك أحد أكبر القوات والأسلحة المدفعية في العالم".
وقالت الولايات المتحدة قبل أسابيع إنها ستقدم مدافع "الهاوتزر"، ولكن لم يظهر استخدامها في المعارك سوى في مقاطع فيديو نشرها جنود أوكرانيون، دون الإفصاح عن هوياتهم.
وقال خبراء عسكريون إن التأثير الكامل للمدافع الأميركية لن يظهر قبل أسبوعين آخرين على الأقل؛ لأن أوكرانيا لم تدرب ما يكفي من الجنود لاستخدام مدافع "الهاوتزر" التي أرسلتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، والتي يبلغ عددها 90 مدفعاً. ويُستخدم حالياً عدد قليل منها في القتال.
خلافات غربية
ويُعد تسليح أوكرانيا بأسلحة أكثر قوة مسألة حساسة سياسياً، ورغم اتهام روسيا الغرب بخوض حرب بالوكالة في أوكرانيا، قدّمت الولايات المتحدة، وفرنسا، وسلوفاكيا، ودول غربية أخرى، مدافع وأنظمة دعم، مثل الطائرات المُسيرة، والرادارات المضادة للبطاريات، والمركبات المدرعة.
وظهرت خلافات في التحالف الغربي حول مدى القوة التي ينبغي مواجهة روسيا بها، إذ اقترحت فرنسا، وإيطاليا، وألمانيا أن تستغل أوكرانيا ميزة الأسلحة الأكثر قوة للضغط للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قد يؤدي إلى تفاوض بشأن انسحاب القوات الروسية.
وفي المقابل، يُصر المسؤولون الأوكرانيون على أن زخم المعركة في صالحهم، وأن المحادثات يجب أن تحدث فقط بعد الانتصارات في ساحة المعركة واستعادة أراضيهم.
وكانت هذه الفكرة غير مرجحة في السابق، ولكنها أصبحت منطقية أكثر بعدما ألحق الجيش الأوكراني بروسيا انتكاسات متعددة، حتى قبل وصول الأسلحة الغربية الثقيلة، بحسب "نيويورك تايمز".
"انتصار دامي"
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة مع التلفزيون الأوكراني قبل أيام، إن الحل الدبلوماسي "لن يأتي إلا بعد تحقيق بلاده انتصارات عسكرية، جنباً إلى جنب مع تدفق الأسلحة". إلا أن زيلينسكي يرى أيضاً أن الانتصار سيكون "دامياً".
وقال مايكل كوفمان: "أنا مندهش من أن الناس يعتقدون أن القوات الأوكرانية بإمكانها استيعاب هذا المستوى من الخسائر، ثم تكون مستعدة للهجوم بعد ذلك مباشرة".
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن المدافع الغربية الجديدة ذات المدى الأبعد، هي الأقوى والأكثر تدميراً من بين الأنواع العديدة المُقدمة من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأوضحت أنها قادرة على ضرب أهداف أبعد بثلاثة أميال من منظومة المدفعية التي يستخدمها الجيش الروسي في أوكرانيا.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن مدافع "هاوتزر" أطلقت 1876 قذيفة منذ نشرها قبل أسبوعين.