أعربت السفارة الأميركية في اليمن، الخميس، عن حزنها "العميق" على وفاة موظف الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "USAID" المتقاعد عبد الحميد العجمي في أحد سجون جماعة الحوثي، داعيةً الجماعة إلى "إنهاء الظلم وإطلاق سراح كل موظف حالي وسابق في السفارة الأميركية فوراً".
وأضافت السفارة الأميركية عبر "تويتر" إنه كان لا ينبغي للعجمي أن "يموت بعيداً عن عائلته"، مشيرةً إلى أنه "كرس حياته لتعليم أطفال اليمن".
وكان الموظف السابق في الوكالة الأميركية للتنمية يعاني من فشل كلوي، وتفاقمت حالته في الأسابيع الأخيرة لكنه لم يتمكن من الحصول على الأدوية أو المساعدة الطبية، وفق ما نقلته وكالة " أسوشيتد برس" الأميركية عن أحد موظفي الإغاثة الدوليين.
وأغلقت السفارة الأميركية في صنعاء عام 2015، بعدما استولى الحوثيون على العاصمة اليمنية، لكن بعض الموظفين اليمنيين استمروا في العمل من المنزل أو كحراس أمن للمباني، قبل أن تعتقلهم جماعة الحوثي، في حين تطالب واشنطن منذ سنوات بالإفراج عنهم.
وخلت مدينة صنعاء بداية عام 2015، من سفارات معظم دول العالم، بعدما سحبت ممثليها الدبلوماسيين في العاصمة اليمنية، ولم يبق سوى سفير إيران.
بدوره، دعا السفير البريطاني لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم الخميس، جماعة الحوثي إلى إطلاق سراح جميع موظفي السفارة الأميركية الحاليين والسابقين المحتجزين.
وجاء ذلك في معرض تعليقه عبر حسابه على "تويتر" على وفاة العجمي في سجون الحوثي.
من جهته، أدان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني بـ"أشد العبارات جريمة مقتل أحد موظفي السفارة الأميركية لدى اليمن، المتقاعدين" في معتقلات جماعة الحوثي، لافتاً إلى أن الموظف جرى تعذيبه في المعتقلات الحوثية ومورست ضده "صنوف التعذيب النفسي والجسدي".
وأشار الوزير اليمني إلى أنه وجود 12 موظفاً محلياً من موظفي السفارة الأميركية "مخفيين قسرياً" في معتقلات الحوثيين، مطالباً بممارسة "ضغط دولي حقيقي" على الجماعة لإطلاق سراح هؤلاء فوراً.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، قال في بيان الأربعاء، إن "عبد الحميد العجمي لم يكن على اتصال بأسرته خلال الأشهر الستة الأخيرة من حياته"، وأضاف: "نعرب عن خالص تعازينا لأسرته وأحبائه".
وأكد برايس أن بلاده "لم توقف جهودها الدبلوماسية لتأمين الإفراج عن موظفينا اليمنيين في صنعاء"، مطالباً الحوثيين بـ"الإفراج عن الموظفين الأميركيين الحاليين والسابقين المعتقلين".
لقاء يمني - أميركي
من جهة أخرى، بحث وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، الخميس، مع السفير الأميركي الجديد لدى اليمن ستيفن هاريس فاجن، تطورات الأوضاع في اليمن على ضوء الهدنة المستمرة منذ قرابة شهرين وتنتهي بعد أقل من أسبوع.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن بن مبارك مطالبته المجتمع الدولي بفرض المزيد من الضغوط على الحوثيين لرفع حصارهم عن تعز وتسهيل تنقلات المواطنين من وإلى المحافظة.
وحذر بن مبارك من أن "استمرار المليشيات الحوثية في فرض الحصار على تعز، وعدم تحقيق أي تقدم في تنفيذ بنود الهدنة المتعلقة برفع الحصار وفتح منافذ المدينة يهدد الهدنة".
وتتهم الحكومة اليمنية ومنظمات دولية وحقوقية، جماعة الحوثي بفرض حصار خانق على مدينة تعز، كبرى مدن اليمن من حيث عدد السكان، منذ 7 سنوات، ما تسبب في عرقلة كافة مقومات الحياة في المدينة المكتظة بالسكان والخاضعة للحكومة وسط اليمن.
من جانبه، أعرب السفير الأميركي عن تطلعه للعمل عن كثب مع الحكومة اليمنية لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين والعمل على إحلال السلام في اليمن، كما أكد على موقف بلاده الداعم لمجلس القيادة الرئاسي ووحدة وأمن واستقرار اليمن وسلامة أراضيه.
وتسعى الأمم المتحدة خلال الفترة الحالية إلى تمديد الهدنة التي تنتهي بعد أقل من أسبوع، والتي تعتبر الأولى من نوعها منذ 2016، وذلك لتمهيد الطريق أمام مفاوضات سياسية شاملة لإنهاء الحرب.