يرتب مسؤولون أميركيون مكالمة هاتفية محتملة بين الرئيس جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج، يتوقع أن تتم في يوليو المقبل، في ظل تزايد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم، خصوصاً بشأن تايوان، بحسب ما نقلت "بلومبرغ" عن مصدرين أميركيين مطلعين على الخطط.
ولم يتمّ الإعلان عن أيّ اتصال جديد بين الرئيسين، في وقت تحدثا لآخر مرة عبر رابط فيديو في مارس الماضي.
وذكرت "بلومبرغ" أن المصدرين لم يقدما مزيداً من التفاصيل بشأن محور المكالمة، ولكنها أشارت إلى أنه لطالما أكد كبار مسؤولي إدارة بايدن على أهمية وضع "حواجز حماية" للعلاقة مع بكين، لمنع تصاعد الخلافات وتحولها إلى إلى أزمة.
وتعد الحرب في أوكرانيا وأزمة تايوان وحقوق الإنسان، من بين العديد من نقاط الخلاف في العلاقات الأميركية-الصينية، إذ يتنافس البلدان من أجل نفوذ أكبر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
والخميس، قال السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز: "نريد الاستقرار في العلاقة (مع الصين)، وهذا الأمر يتطلب التواصل بين البلدين، وبالتأكيد تعد القناة الأساسية للتواصل هي تلك التي تكون بين رئيسينا، ولذا فإننا نجري محادثات دبلوماسية مكثفة".
ونقلت "بلومبرغ" عن أحد الأشخاص المطلعين على الترتيبات أن هناك مكالمة محتملة الصيف الحالي، ولكن مسألة عقد أي اجتماع شخصي للزعيمين ستنتظر حتى مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني أواخر العام.
كما أن الرئيس الصيني، الذي يسعى لتأمين فترة ولاية ثالثة في الحكم، توقف عن السفر إلى الخارج منذ ظهور وباء كورونا قبل أكثر من عامين.
ولدى سؤاله عن فرص عقد اجتماع بين الرئيسين، اكتفى المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن ليو بينجيو بالقول في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى "بلومبرغ" إن "الصين والولايات المتحدة لديهما قنوات اتصال سلسة".
ومن جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ون بين، خلال المؤتمر الصحافي الدوري في بكين، الجمعة، إنه ليس لديه معلومات عن أي مكالمات هاتفية محتملة بين الرئيسين، وأضاف: "نعتقد دائماً أنه من المفيد إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة على جميع المستويات".
لقاء سوليفان وجيتشي
تجدر الإشارة إلى أن المكالمة المحتملة بين الرئيسين الأميركي والصيني، ستأتي بعد اجتماع مطول بين مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ومدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية الصيني يانج جيتشي في لوكسمبورج، والذي وصفه البيت الأبيض بالمحاولة "الصريحة" لإدارة "الديناميكية" بين القوتين المتنافستين.
وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض للصحافيين، الثلاثاء الماضي، إنّ لقاء سوليفان مع يانج في لوكسمبورج استمر نحو 4 ساعات ونصف الساعة، وجاء تكملة لمكالمة هاتفية بينهما في 18 مايو الماضي.
وأقرّ المسؤول في الإدارة الأميركية الذي تحدّث إلى المراسلين شرط عدم كشف هويته، بالخلاف والتوتر بين البلدين حول سلسلة قضايا، بينها محاولات الولايات المتحدة عزل روسيا، بسبب غزوها لأوكرانيا، والنزاع حول تايوان.
وقال المسؤول في الإدارة الأميركية إن سوليفان أكّد مجدّداً سياسة الولايات المتحدة بالاعتراف بالسيادة الصينية، لكنّه أعرب عن "مخاوف بشأن تصرفات بكين العدوانية والقسرية عبر مضيق تايوان".
ودخلت العلاقات بين البلدين منعطفاً خطراً في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي أشعل فتيل حرب تجارية ردّاً على ما وصفه بـ"الممارسات الصينية التجارية التعسّفية".
ويقول بايدن إنّه يفكر في رفع بعض الرسوم الجمركية، في محاولة لكبح التضخم الهائل في الداخل.