قالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن إن نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت الأحد، وفشلت في منح الأغلبية لأي حزب تشكل خطراً على البلاد، متعهدة بأن يسعى حزب الرئيس إيمانويل ماكرون لبناء تحالفات على الفور.
وأضافت بورن: "هذا الوضع يشكل خطراً على البلاد، بالنظر إلى التحديات التي علينا مواجهتها"، مضيفة: "سوف نعمل اعتباراً من الغد على بناء أغلبية قادرة على العمل".
وذكرت في كلمة بثها التلفزيون أن حكومتها "ستتواصل الآن مع الشركاء المحتملين، سعياً لحشد أغلبية تدعمها".
وأعربت بورن عن اعتزامها العمل ابتداءً من الغد من أجل "تشكيل أغلبية، لضمان الاستقرار لبلدنا وتنفيذ الإصلاحات اللازمة".
وفازت بورن في سباقها للحصول على مقعد في الجمعية الوطنية عن منطقة كالفادوس شمال البلاد، حيث تغلبت في الجولة الثانية على منافس من اليسار.
وأخفق بعض أعضاء حكومتها، مثل وزيرتي البيئة والصحة، في مساعيهم للفوز بمقعد برلماني، بينما نجح آخرون مثل وزير الدولة للشؤون الأوروبية كليمان بون، ووزير الميزانية جابرييل أتال، ووزير العمل أوليفييه دوسوب.
وكانت الحكومة قد أعلنت في وقت سابق أن الوزراء الذين فشلوا في حملتهم البرلمانية سيستقيلون.
خسارة الأغلبية
وخسر التحالف الذي يقوده الرئيس إيمانويل ماكرون، الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية الفرنسية، ما من شأنه أن يعرقل السير بإصلاحاته في ولايته الثانية، بحسب توقعات أعلنت الأحد، في ختام الدورة الثانية للانتخابات التشريعية.
وحصل تحالف "معاً" على 245 مقعداً، ما يمنحه أغلبية نسبية تجبره على السعي للحصول على دعم مجموعات سياسية أخرى لإقرار مشاريع القوانين، علماً بأن الأغلبية المطلقة تبلغ 289 مقعداً.
واعتبر زعيم المعارضة اليسارية في فرنسا جان لوك ميلانشون، أن خسارة ائتلاف إيمانويل ماكرون الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية هو "قبل كل شيء فشل انتخابي للرئيس الفرنسي".
وقال ميلانشون بعد النتيجة المخيبة لماكرون في الانتخابات التشريعية، والتي ستعقّد مهمته الرئاسية "إنه وضع غير متوقع بالكامل وغير مسبوق تماماً، إن هزيمة الحزب الرئاسي كاملة، وليس هناك أي أغلبية".
رئيس أقلية
وأعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية أوليفيا جريجوار، أن الحكومة ستتواصل مع جميع "الأحزاب المعتدلة" لإيجاد أغلبية في البرلمان. وأضافت: "نتواصل مع أولئك الذين يريدون دفع البلاد إلى الأمام".
في المقابل حقق حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف اختراقاً كبيراً، عبر حصوله على 89 مقعداً في الجمعية الوطنية.
وبذلك، يكون حزب مارين لوبان التي واجهت إيمانويل ماكرون في الدورة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية، قد ضاعف عدد نوابه 15مرة، وتجاوز السقف المطلوب لتشكيل كتلة في الجمعية الوطنية، في سابقة منذ أكثر من 35 عاماً.
وأكدت زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبان، أنها ستسعى لتوحيد كل "الوطنيين من اليمين واليسار على حد سواء" بعد أن حقق حزبها أداءً أقوى مما كان متوقعاً في الانتخابات العامة، مضيفة: "سنجسد معارضة قوية".
وأشاد الرئيس بالوكالة للتجمع الوطني اليميني المتطرف بالنتيجة، معتبراً أنها "تسونامي".
وقال جوردان بارديلا لقناة "تي إف1" "إنها موجة زرقاء في كل أنحاء البلاد، إن الشعب الفرنسي جعل إيمانويل ماكرون رئيس أقلية".