قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، إن "مفاوضات صعبة" تُجرى حالياً بهدف رفع الحصار الروسي في البحر الأسود عن الموانئ الأوكرانية، حيث يتعذر تصدير ملايين الأطنان من الحبوب نحو إفريقيا، وذلك بعدما هزت انفجارات مدينة أوديسا.
وأضاف زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو توجه فيه إلى أعضاء الاتحاد الإفريقي: "ليس هناك تقدم حتى الآن"، معتبراً أن "الأزمة الغذائية في العالم ستستمر ما دامت هذه الحرب الاستعمارية مستمرة".
تصريحات زيلينسكي تزامنت مع وقوع انفجارات هزت ميناء أوديسا الأوكرانية الواقعة على البحر الأسود الاثنين، بعد أن قال رئيس شبه جزيرة القرم المعين من قبل روسيا إن القوات الأوكرانية هاجمت منصات تنقيب تملكها شركة للنفط والغاز بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها.
وأكد متحدث باسم الإدارة الإقليمية وقوع انفجارات في أوديسا، لكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل. كما لم يذكر ما إذا كانت الانفجارات أسفرت عن سقوط ضحايا.
"انتقام"
لكن أوليكسي هونتشارينكو، وهو عضو بالبرلمان من أوديسا، قال إن المدينة تعرضت للهجوم فيما يبدو في إطار ما وصفه بأنه "انتقام من قصفنا في الصباح لمنصات التنقيب عن النفط بالقرب من شبه جزيرة القرم".
في حين قال سيرجي أكسيونوف الذي عينته موسكو رئيساً لمنطقة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، إن منصات التنقيب المملوكة لشركة "تشيرنومورنيفتيجاس" للطاقة تعرضت للهجوم في البحر الأسود قبالة الساحل الجنوبي لأوكرانيا.
وأضاف في منشور على تطبيق تليجرام أن "3 أشخاص أصيبوا وإن البحث جار عن 7 عمال". من جانبها أفادت وكالة "ريا نوفوستي" بأن منصات التنقيب تقع على مسافة 71 كيلومتراً عن أوديسا.
وكان الجيش الأوكراني قال في وقت سابق الاثنين، إنه "أسقط صاروخاً روسياً واحداً على الأقل بالقرب من أوديسا"، وقالت سلطات المدينة إن 80 نافذة تحطمت جراء الانفجار الناتج عن اعتراض الصاروخ، لكن لم تعلق روسيا إلى الآن على هذه التقارير.
توعّد روسي
في سياق موازٍ، طالبت روسيا من ليتوانيا، الاثنين، رفع القيود "المعادية" التي فرضتها على عبور قطارات الشحن المحمّلة لبضائع خاضعة لعقوبات الاتحاد الأوروبي أراضيها إلى جيب كالينينغراد المحاذي لها ولبولندا متوعدة برد انتقامي، وسط انتقادات أوكرانية لموسكو.
وجاء في بيان الخارجية الروسية أنه "إذا لم يتم استئناف حركة العبور بالكامل، فإن موسكو تحتفظ بحقها في التحرك للدفاع عن مصالحها الوطنية".
وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن قرار ليتوانيا "غير مسبوق ويشكل انتهاكاً"، مشيراً إلى تدابير انتقامية سيتم اتخاذها، مضيفاً: "الوضع أكثر من خطير ويتطلب إجراء تحليل معمق قبل بلورة أي تدابير أو قرارات".
واتهمت موسكو الدولة الواقعة في منطقة البلطيق بمنع عبور قطارات الشحن المحملة بضائع خاضعة لعقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي على خلفية الحملة العسكرية التي تشنها روسيا في أوكرانيا فبراير الماضي.
وإثر ذلك، استدعت وزارة الخارجية الروسية القائم بالأعمال الليتواني في موسكو للاحتجاج على تدابير "استفزازية ومعادية".
ووفقاً لموسكو، تنتهك العقوبات على عبور البضائع اتفاق العام 2002 الموقع بين روسيا والاتحاد الأوروبي، إذ أعلن وزير الخارجية الليتواني جابرييليوس لاندسبيرجيس، أن الحظر تم فرضه "تطبيقاً للعقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا".
وقال الوزير في تصريح للصحافيين بلوكسمبورج: "إنها عقوبات أوروبية بدأ تطبيقها في 17 يونيو الجاري"، موضحاً أنها قد تطال قطارات الشحن المحمّلة بمنتجات الصلب.
في المقابل، وجّه وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا انتقادات لموسكو بعد البيان الذي أصدرته الخارجية الروسية.
وجاء في بيان لوزير الخارجية الأوكراني، ديمترو كوليبا: "لا يحق لروسيا أن تهدد ليتوانيا. موسكو يجب ألا تلوم إلا نفسها على عواقب غزوها أوكرانيا من دون أي مبرر".
عملية إعمار "معقدة"
من جانبها، توقعت سويسرا، التي تستضيف أول مؤتمر لإعادة إعمار أوكرانيا يومي 4 و5 يوليو المقبل، أن تكون عملية إعادة الإعمار "طويلة ومعقدة" وأن تصحبها إصلاحات.
وقال الرئيس السويسري إغنازيو كاسيس خلال مؤتمر صحافي بمدينة لوجان الاثنين: "الحرب ما زالت مستمرة، لكننا نعلم أن الوقت سيأتي لعملية إعادة إعمار طويلة ومعقدة".
وأضاف: "يجب أن نناقشها في أسرع وقت وأن نجمع الدول والمنظمات الدولية المعنية حول طاولة واحدة من أجل تحديد متى وماذا ومن، لكن قبل كل شيء، كيف نريد إعداد خطة إعادة الإعمار هذه".
وكان من المقرر عقد مؤتمر حول الإصلاحات الأوكرانية في هذا التاريخ بمدينة لوجان، لكن تم تغيير موضوعه بسبب سياق الأمور.
وقال كاسيس في هذا الصدد: "كان يجب أن يركز المؤتمر الذي جرى التخطيط له قبل فترة طويلة، قبل بدء الصراع، بشكل أساسي على الإصلاحات الضرورية لحياة المواطنين الأوكرانيين، مثل الحكم الرشيد واللامركزية وفصل السلطات ومحاربة الفساد".
وسيركز المؤتمر على البنى التحتية التي دمرتها الحرب، بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، وسيشمل جمع أموال من خلال دعوة إلى التبرعات.
ومن المتوقع مشاركة وفود رفيعة من 40 بلداً و20 منظمة دولية، لكن التفاصيل لم تعرف بعد، كما سيمثل أوكرانيا وزراء عديدون في لوغان، إذ أكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء دينيس شميجال أنهما سيشاركان في المؤتمر، سواء حضورياً أو عبر الإنترنت.
اقرأ أيضاً: