دان وزراء دفاع مصر واليونان وقبرص "الإجراءات الأحادية" بشرق البحر الأبيض المتوسط، وذلك في ختام اجتماعهم، الاثنين، بالقاهرة لبحث علاقات التعاون العسكري المشترك، وهو الاجتماع الخامس من نوعه.
وقالت وزارة الدفاع المصرية في بيان، إن الاجتماع الثلاثي "تناول عدداً من الموضوعات والقضايا التي تمس المصالح المشتركة للدول الثلاث".
ووقع الوزراء الثلاث بياناً مشتركاً "في إطار مساعي القوات المسلحة المصرية والقبرصية واليونانية لدعم علاقات التعاون في المجالات الدفاعية والأمنية من أجل مواجهة التحديات والتهديدات ودعم سبل السلام والاستقرار في منطقة شرق البحر المتوسط".
وفيما لم يذكر البيان المصري تفاصيل الإعلان المشترك، قالت وكالة الأنباء اليونانية الرسمية إن الوزراء دانوا في بيانهم "الإجراءات أحادية الجانب التي تنتهك السيادة والحقوق السيادية والسلامة الإقليمية لأي دولة في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وشددوا على ضرورة احترام جميع الدول للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واتفاقية الأمم المتحدة بشأن قانون البحار وجميع الاتفاقات الأخرى ذات الصلة".
كما ذكرت وكالة الأنباء القبرصية الرسمية أن قبرص واليونان ومصر أعربوا عن قلقهم وإدانتهم "أي عمل أحادي الجانب ينتهك سيادة ووحدة أراضي أي دولة في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط".
كما شددت الدول الثلاث على "ضرورة انضمام جميع الدول إلى اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار وجميع الاتفاقات الأخرى ذات الصلة".
وأضاف البيان المصري أن وزير الدفاع الفريق أول محمد زكي عقد لقاء ثنائياً مع نظيره القبرصي خارلامبوس بيتريدس، "لمناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في ضوء مجالات التعاون العسكري ونقل وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين".
الأوضاع الإقليمية
كما عقد زكي لقاء ثنائياً مع وزير الدفاع اليوناني نيكولاوس باناجيوتوبولوس "تناول اللقاء استعراض الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة وانعكاساتها على الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط وشرق المتوسط وسبل تعزيز التعاون والعلاقات العسكرية بين القوات المسلحة لكلا البلدين"، بحسب البيان المصري.
وأعقب اللقاءين اجتماع ثلاثي، بدأ بكلمة افتتاحية للوزير المصري أكد خلالها على أهمية دعم سبل التعاون والشراكة بين مصر وقبرص واليونان "ما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط".
وأشاد وزير الدفاع المصري بـ"التعاون المثمر الذي تشهده العلاقات المصرية القبرصية اليونانية خلال الآونة الأخيرة ما يدعم توحيد المفاهيم تجاه كافة القضايا التي تمس المصالح المشتركة للدول الثلاث".
وأكد وزير الدفاع القبرصي خلال الاجتماع على أهمية استمرار التنسيق بين مصر وقبرص واليونان "لدعم العلاقات الممتدة من الشراكة والتعاون ولاسيما في المجال العسكري والتدريبات المشتركة وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكل منهم".
وأعرب الوزير القبرصي عن تقديره الكامل للقوات المسلحة المصرية "نظراً لما تمثله من قوة عسكرية ذات ثقل استراتيجي بمنطقة الشرق الأوسط".
وأشار وزير الدفاع اليوناني إلى أهمية الاجتماع و"ما خلص إليه من نتائج تعزز المصالح المشتركة"، كما أعرب عن تقديره "لدور مصر المؤثر والفاعل في محيطها الإقليمي والدولي وتحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط ".
وعقد الوزراء الثلاث مؤتمراً صحافياً لعرض نتائج الاجتماع، إذ تم استعراض "الجهود المبذولة بما يدعم ركائز الأمن والاستقرار بمنطقة شرق البحر المتوسط، فضلاً على تتويج التنسيق العسكري المصري القبرصي اليوناني المشترك بأقصى درجات التفاهم الذي أدى إلى توحيد الرؤى تجاه مختلف القضايا والموضوعات على الصعيدين الإقليمي والدولي"، وفق البيان المصري.
وبحسب وكالة الأنباء اليونانية، أعرب الوزراء عن "إرادتهم المشتركة وتصميمهم على تطوير التنسيق والتعاون والجهود المشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط".
"الاستفزازات التركية"
كما أكدوا عزمهم على "تنفيذ تعاون استراتيجي طويل الأمد ومتماسك وجوهري، وفقاً للقانون الدولي ومبادئ علاقات حسن الجوار مع جميع دول المنطقة".
وأطلع وزير الدفاع اليوناني نظيريه المصري والقبرصي على "الاستفزازات التركية وتحليق الطائرات الحربية التركية"، مؤكداً أن "هذه أعمال مرفوضة تماماً"، وأن اليونان "ستحمي سيادتها وحقوقها السيادية بعزم ضد أي متطفل"، وفق الوكالة اليونانية.
وأعرب الوزير اليوناني عن اعتقاده أن زيادة تطوير وتوسيع التعاون الثلاثي، بمشاركة الدول الأخرى في الأعمال المشتركة، بالوسائل العسكرية والأفراد والمراقبين، سيساعد في مساعي التعاون، وسوف يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار على نطاق أوسع بالمنطقة.
وتم الاتفاق على أن يُعقد الاجتماع المقبل لوزراء دفاع مصر واليونان وقبرص في اليونان العام المقبل.