انطلقت في المغرب مناورات "الأسد الإفريقي" العسكرية التي تنظمها القوات الملكية المغربية والقيادة العسكرية الأميركية لإفريقيا، الاثنين على أن تنتهي 30 يونيو الجاري، فيما علق محللون لـ"الشرق"، بأنها مناورات ذات طابع مختلف، وتحمل رسائل سياسية.
قال الدكتور حسن بلوان، المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، إنه "يرى سياقاً مختلفاً لمناورات هذه السنة عن السنوات الماضية".
وأضاف بلوان في تصريح لـ"لشرق" أن "الاختلافات تتمثل في السياق والحجم ونوعية العتاد العسكري المتطور، وهذا يحمّلها رسائل سياسية، خاصة إذا استحضرنا أنها المناورات الأولى بعد الحرب بين روسيا و أوكرانيا، وتزايد التصعيد في العلاقات المغربية الجزائرية، وتوالي المناورات الجزائرية على الحدود".
وأردف: "من أهم الرسائل حضور دول وازنة تضم مجموعة من القارات في نسخة 2022 على رأسها الولايات المتحدة، ما يعطي المغرب مكانة متميزة كشريك موثوق وذي مصداقية على مستوى تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة والساحل والصحراء".
تهديدات الساحل
ويرى محمد شقير، الخبير والمحلل العسكري، أن تصاعد خطر الهجمات المسلحة في منطقة الساحل يفرض تعزيز التعاون العسكري بين الدول في المنطقة من خلال هذه المناورات.
وقال شقير في تصريحات لـ"الشرق": "تستهدف المناورات بالأساس مواجهة مخاطر الحركات المتطرفة التي تنشط في دول الساحل، بعدما تم القضاء عليها تقريباً في سوريا والعراق، وبالتالي أصبح الخطر أكثر تهديداً بعدما حوّل تنظيم داعش والعديد من الحركات المتطرفة نشاطها إلى هذه المناطق".
وأشار إلى أن "العمليات المسلحة الدامية التي تمت في مالي أو إفريقيا الوسطى أو نيجيريا من طرف جماعة بوكو حرام تجعل هذه المناورات ذات أهمية كبرى في احتواء التمدد الإرهابي في إفريقيا".
وأضاف:" لعل الولايات المتحدة من خلال استراتيجيتها لمواجهة الإرهاب الدولي تركز بالأساس على هذه المنطقة نظراً لعوامل عدة، أهمها موقعها الإستراتيجي حيث أصبحت القارة الإفريقية محل جذب وتنافس بين أكبر القوى في العالم خاصة الصين والولايات المتحدة، إضافة إلى بعض الدول الأوروبية".
وأكد الخبير العسكري أن "كل هذه العوامل تجعل من هذه المناورات أداة فعالة لمواجهة كل التحديات و الأخطار التي تأتي من الدول الإفريقية".
مشاركة إسرائيل
ونفى مصدر مطلع من القوات المسلحة المغربية، رافضاً الكشف عن اسمه، في تصريح لـ"الشرق" التقارير الإعلامية التي تحدثت عن مشاركة إسرائيل في التدريب، مشيراً إلى أنها "مجرد إشاعات"، فيما أكد نفس المصدر أن ليبيا تشارك في مناورات الأسد الإفريقي كمراقب.
من جهتها، قالت القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا، إن الدول المشاركة هي المغرب وغانا والسنغال وتونس، بالإضافة إلى عناصر عسكرية من البرازيل وتشاد وفرنسا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.
أهداف المناورات
وقال الجنرال بلخير الفاروق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، إن "التحديات الأمنية تدعونا لاستخلاص الدروس من مختلف الأوضاع، وتضافر المقاربات في ما يتعلق بالفائدة من التدريبات العسكرية المشتركة، وتجويد إدماج الأطر ضمن القيادات العليا متعددة الجنسيات وتجاوز المعيقات الثقافية واللغوية والإجرائية من أجل تعاون أكثر تنسيقاً"، وفقاً لوكالة المغرب للأنباء.
من جانبه، أبرز الجنرال الأميركي أندرو روهلينج، قائد (SETAF-AF) "أهمية هذا الحدث، الذي يمثل مناسبة لتبادل الخبرات بين البلدان الشريكة وتعزيز التعاون العسكري بما يضمن الأمن والاستقرار الإقليمي"، تضيف الوكالة.