أكدت تركيا والسعودية، الأربعاء، في بيان مشترك، عزمهما بدء "حقبة جديدة" من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية، وشددتا على ضرورة تفعيل اتفاقيات التعاون الدفاعي "بشكل يخدم مصالح البلدين ويساهم في ضمان أمن واستقرار المنطقة".
وأشار البيان الصادر في أعقاب لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، إلى أن الجانبين اتفقا على تسهيل حركة التجارة بين البلدين، وأكدا عزمهما المشترك لتعزيز التعاون في العلاقات الثنائية بين البلدين بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية.
كما اتفق الجانبان على تفعيل الاتفاقيات الموقعة بينهما في مجالات التعاون الدفاعي بشكل يخدم مصالح البلدين ويساهم في ضمان أمن واستقرار المنطقة، حسبما جاء في البيان.
ولفت البيان إلى اتفاق الرياض وأنقرة على تعميق التشاور والتعاون في القضايا الإقليمية من أجل تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة، مع التأكيد على "عدم المساس بسيادة أي منها، والسعي لكل ما من شأنه إبعاد دول المنطقة عن التوترات، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار فيها".
شراكات استثمارية
وجاء في البيان أن ولي العهد السعودي والرئيس التركي اتفقا على تطوير شراكات إنتاجية واستثمارية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية والمدن الذكية، وتشجيع الجهات الفاعلة في القطاع الخاص العاملة في هذه المجالات على التعاون.
ودعا الرئيس التركي الصناديق الاستثمارية العاملة في بيئة ريادة الأعمال السعودية للاستثمار في الشركات الناشئة في تركيا، وإقامة شراكات معها، وفقاً للبيان.
واتفق الطرفان على تعزيز واستمرار العلاقات بين "مؤسسة المواصفات التركية" و"الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس "في إطار اتفاقيات التعاون الموقعة بين المؤسستين المعنيتين.
كما أشار البيان إلى اتفاق على تبادل زيارات العلماء، في نطاق بروتوكول التعاون الموقع بين مجلس البحث العلمي والتكنولوجي في تركيا "توبيتاك" و"مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا" في عام 2016.
تسهيل التبادل التجاري
وبشأن العلاقات التجارية، بحث الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس التركي سبل تطوير وتنويع التجارة البينية، وتسهيل التبادل التجاري بين البلدين، وتذليل أي صعوبات في هذا الشأن، وتكثيف التواصل بين القطاعين العام والخاص في البلدين لبحث الفرص الاستثمارية وترجمتها إلى شراكات ملموسة في شتى المجالات، بحسب البيان.
وفي السياق، أورد البيان أن الطرفين اتفقا على تفعيل أعمال مجلس التنسيق السعودي التركي، ورفع مستوى التعاون والتنسيق، والعمل على تبادل الخبرات بين المختصين في البلدين.
وأكد الجانبان على أهمية التعاون في المجال السياحي وتنمية الحركة السياحية بين البلدين، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين هيئات الطيران المدني الوطنية، وتسهيل الإجراءات الإدارية لعمليات شركات الطيران.
وفي مجال الطاقة، أورد البيان المشترك أن الجانبين أعربا عن تطلعهما للتعاون في "مجالات البترول وتكريره والبتروكيماويات، وكفاءة الطاقة، والكهرباء، والطاقة المتجددة، والابتكار والتقنيات النظيفة للموارد الهيدروكربونية، والوقود المنخفض الكربون والهيدروجين، والعمل على توطين منتجات قطاع الطاقة وسلاسل الإمداد المرتبطة بها، وتطوير المشروعات ذات العلاقة بهذه المجالات".
التغير المناخي
وفي مجال البيئة والتغير المناخي، رحبت جمهورية تركيا بإطلاق المملكة لمبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، وأعربت عن دعمها لجهود المملكة في مجال التغير المناخي من خلال تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون، الذي أطلقته المملكة، وأقره قادة دول مجموعة العشرين.
وجدد الجانبان تأكيدهما على أهمية الالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي واتفاقية باريس للمناخ، وضرورة تطوير وتنفيذ الاتفاقية المناخية بالتركيز على الانبعاثات دون المصادر.
وأكد الجانبان دعمهما للمبادرتين اللتين أطلقتا خلال ترؤس المملكة لاجتماعات مجموعة قمة العشرين 2020، وهما المبادرة العالمية لخفض تدهور الأراضي وتعزيز المحافظة على الموائل الأرضية، ومبادرة منصة تسريع البحث والتطوير في مجال الشعب المرجانية العالمية.
وأكد الجانبان على أهمية التعاون في المجال السياحي وتنمية الحركة السياحية بين البلدين، واستكشاف ما تزخر به كل بلد من مقومات سياحية، وتعزيز العمل المشترك بما يعود بالنفع على القطاع السياحي وتنميته حسب الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين.
كما شدد الطرفان على أهمية تعزيز التعاون بين هيئات الطيران المدني الوطنية، وتسهيل الإجراءات الإدارية لعمليات شركات الطيران.
واتفق الطرفان على عزمهما على تطوير التعاون القائم بين البلدين في مجال الصحة. وسيقوم الطرفان باستكشاف فرص التعاون في مجال الاستثمارات الصحية.
وأعرب الجانب السعودي عن امتنانه لدعم تركيا لترشح الرياض لاستضافة معرض "إكسبو 2030".
ختام جولة إقليمية
واستقبل الرئيس التركي في وقت سابق، الأربعاء، ولي العهد السعودي، في أنقرة حيث عقد الطرفان مباحثات ثنائية تتناول ملفات سياسية واقتصادية.
وجاءت هذه الزيارة في ختام جولة إقليمية للأمير محمد بن سلمان، شملت مصر والأردن.
وأواخر أبريل الماضي، زار أردوغان السعودية برفقة وفد رفيع المستوى، بعد أشهر من جهود أنقرة للتقارب وإصلاح العلاقات مع الرياض، إذ تراجعت العلاقات بين البلدين منذ عام 2017.
ووصف أردوغان زيارته الأخيرة للمملكة بـ"الناجحة"، مشدداً على أن بلاده تعمل على تعزيز العلاقات مع السعودية، ومؤكداً أن "أمن الخليج واستقراره من أمن تركيا واستقرارها".
وأشار إلى أنه اتفق مع السعودية على إعادة تفعيل الإمكانات الاقتصادية بينهما من خلال فعاليات تجمع مستثمري البلدين، مشيراً إلى أن بلاده ستفتح "صفحة جديدة في العلاقات" مع السعودية، وأنه يأمل أن تعزز زيارته "العلاقات على أساس الاحترام المتبادل والثقة".
اقرأ أيضاً: