تعهد أعضاء مجموعة "الكومنولث" البالغ عددهم 56، بالتزامات واسعة لتعزيز التجارة والتعامل مع تغير المناخ، السبت، في ختام قمة شهدت انضمام الجابون وتوغو إلى التجمع الذي انبثق من الإمبراطورية البريطانية.
ويقدم التجمع الذي يضم نحو 2.5 مليار نسمة أو حوالي ثلث سكان العالم، نفسه كشبكة للتعاون من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، لكن المنتقدين يقولون إنه بحاجة لاتخاذ إجراءات ملموسة وأن يكون أكثر من مجرد منصة للحديث.
وخلال القمة التي استمرت أسبوعاً في العاصمة الرواندية كيجالي، تحدث الأمير البريطاني تشارلز ولي عهد بريطانيا، الجمعة، معبراً عن أسفه لدور بلاده في تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، وهي المرة الأولى التي يناقش فيها الكومنولث مثل هذا الموضوع علناً.
وحث بعض الأعضاء المنظمة على المضي قدماً من خلال مناقشة التعويضات للبلدان المتضررة من تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، غير أنه لم يكن هناك أي ذكر لهذا الموضوع في البيان الختامي أو المؤتمر الصحافي الذي ركز بدلاً من ذلك على إعلانات متعلقة بالتنمية المستدامة والرعاية الصحية والمساواة بين الجنسين.
وقالت باتريشيا سكوتلاند التي أُعيد انتخابها خلال القمة أميناً عاماً للكومنولث، للصحافيين: "نعلم أننا في وضع (خطر) عند اللون الأحمر عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ وأن الدول الأعضاء الصغيرة تواجه أزمة قد تكون وجودية".
ودعت سكوتلاند لزيادة حجم التجارة بين أعضاء الكومنولث، متوقعة أن يصل إلى تريليوني دولار سنوياً بحلول عام 2030 بعد الانهيار الذي حدث خلال جائحة كوفيد-19.
وتعتبر الكثير من جماعات حقوق الإنسان رواندا من بين أكثر الدول قمعاً في إفريقيا، استشهدت وزارة الخارجية الأميركية بتقارير موثوقة عن عمليات قتل تعسفية من قبل الحكومة، بما في ذلك عمليات قتل انتقامية لدوافع سياسية في الخارج.
وتتهم جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة رواندا بدعم المتمردين الذين يشنون هجوماً كبيراً في شرق الكونجو.
وتنفي رواندا كل هذه الاتهامات، ودافع الرئيس الرواندي بول كاجامي في المؤتمر الصحافي عن "سجل رواندا في مجال حقوق الإنسان، متهماً الحكومات الغربية بالنفاق".
انضمام الجابون وتوغو
وانضمت الجابون وتوغو إلى مجموعة الكومنولث، لتنضويا بذلك في هذا النادي الناطقة بلدانه بالإنجليزية والذي ترأسه الملكة البريطانية إليزابيث الثانية.
وقال الرئيس الرواندي في المؤتمر "قبلنا الغابون وتوغو بصفتيهما عضوين جديدين، ونحن جميعاً نرحّب بهما في أسرة الكومنولث".
والدولتان الناطقتان بالفرنسية والواقعتان في غرب إفريقيا هما أول عضوين ينضمان إلى الكومنولث منذ أن انضوت رواندا في المجموعة عام 2009.
وقال وزير الخارجية التوغولي روبير دوسي إن لوكالة "فرانس برس" إن "الحافز وراء عضوية توغو هو الرغبة بتوسيع شبكتها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية... كما التقرّب من العالم الناطق بالإنجليزية".
وأضاف أن هذا الأمر يتيح أيضاً للدولة البالغ عدد سكانها 8.5 ملايين نسمة أن تجري إعادة تحديد للعلاقات مع المملكة المتحدة خارج الاتحاد الأوروبي بعد بريكست.
من جهته، قال رئيس الجابون علي بونغو على تويتر إن بلاده "تدخل التاريخ" بانضمامها إلى المجموعة، وأضاف: "بلادنا، بعد 62 عاماً على استقلالها، تتهيّأ لتحقيق اختراق بفصل جديد".
وتابع: "إنه عالم من الفرص بالنسبة للغابون على المستويات الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية".
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن انضمام أعضاء جدد يثبت أن المجموعة فاعلة وبوضع جيد. لكن هذا الأمر يمكن أن يثير تساؤلات بشأن مدى جدية التزام الكومنولث بمعايير الحكم الرشيد والديمقراطية المنصوص عليها في ميثاقها.
وتحكم عائلة بونغو الجابون، المستعمرة الفرنسية السابقة الغنية بالنفط والواقعة على المحيط الأطلسي، منذ 55 عاماً.
وتولى علي بونغو الحكم بعد وفاة والده وانتخب لولاية جديدة في العام 2016 في انتخابات شابتها أعمال عنف دامية وسادتها مزاعم تزوير.
أما توغو، فهي مستعمرة ألمانية ومن ثم فرنسية، ويسود فيها الحكم العائلي منذ أكثر من نصف قرن.
وكان الجنرال غناسينغبي إياديما قد حكم البلاد بقبضة حديد منذ العام 1967 حتى وفاته في العام 2005، حينما تولى ابنه فور غناسينغبي السلطة. وانتُخب لولاية جديدة في انتخابات طعنت المعارضة بنتائجها.