قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في طهران، الأحد، إنه "يرحب بالحوار بين دول المنطقة"، واتفقا على "دعم الهدنة في اليمن، ودعم الحوار لإنهاء هذه الحرب"، وفقاً لبيان صادر عن الكاظمي.
ووصل الكاظمي إلى العاصمة الإيرانية، الأحد، في زيارة رسمية قادماً من السعودية، فيما قال مسؤول إيراني لوكالة "رويترز" في وقت سابق الأحد، إن "استئناف المحادثات بين طهران والرياض ستتم مناقشته خلال الزيارة".
وأكد رئيسي أن بلاده "أبدت ترحيباً وتأكيداً على مبدأ الحوار بين دول المنطقة من أجل إيجاد حلول لمشاكلها"، فيما شدد على أن "الحضور والتدخل الأجنبي" في منطقة الشرق الأوسط "لا يحل المشاكل بل يتسبب فيها".
وقال الرئيس الإيراني: "تؤكد إيران وجمهورية العراق ضرورة دعم السلام والاستقرار في المنطقة. وفي السياق، نعتقد أن تسوية مشكلات المنطقة تأتي من خلال عمل مشتترك بين قادتها، بينما نرى أن الوجود الأجنبي في المنطقة لن يؤدي إلى حل مشاكلها".
الهدنة في اليمن
من جهته، قال الكاظمي خلال المؤتمر الصحافي، إنه بحث خلال لقائه مع رئيسي "قضايا مصيرية تهم استقرار المنطقة"، و"اتفقنا على العمل سوية للمشاركة في تهدئة الأجواء بمنطقتنا"، و"على دعم الهدنة في اليمن".
وأشار إلى أن العلاقات مع إيران "وثيقة ذات بعد جغرافي وتاريخي وثقافي وديني"، مشدداً على أنها "مهمة جداً، وتربطنا مصالح مشتركة تصب في مصلحة شعبينا".
وفي السياق، أكد رئيسي من جانبه، أن بلاده تشدد على الحاجة إلى "استمرار الهدنة في اليمن"، معتبراً أن بلاده ترى أن حل الأزمة يجب أن يكون انطلاقاً من "حوار يمني - يمني".
وقال رئيسي: "نعتقد أنه لا فائدة في استمرار الحرب في اليمن. لأن استمرارها سيؤدي فقط لزيادة معاناة الشعب اليمني، لذلك نؤكد على ضرورة إنهاء هذه الحرب في أسرع وقت ممكن، وإطلاق حوار يمني - يمني لإيجاد تسوية للأزمة".
ومطلع يونيو الجاري، وافقت الحكومة اليمنية والمتمردون الحوثيون على تمديد الهدنة لشهرين إضافيين، بعدما كانت قد ساهمت منذ دخولها حيز التنفيذ في أبريل، بشكل فاعل في خفض حدّة المعارك في نزاع تقول الأمم المتحدة إنه أدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ويدور نزاع في اليمن منذ عام 2014 بين جماعة الحوثي، المدعومة من إيران التي يسيطر مسلحوها على صنعاء ومناطق أخرى في شمال البلاد وغربها، وقوات الحكومة المدعومة من التحالف العربي. وتسبّبت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.
العلاقات بين بغداد وطهران
وبشأن العلاقات بين بغداد وطهران، قال الرئيس الإيراني إن "العلاقة بيننا وبين العراق لن يطرأ عليها أي فتور"، مشدداً على أن زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى طهران "تمثل منعطفاً في مسار تطوير العلاقات بين البلدين".
وأشار رئيسي إلى وجود "إرادة حقيقية وعميقة لدى المسؤولين في البلدين من أجل تطوير العلاقات في مختلف المجالات"، موضحاً أنه ناقش مع الكاظمي "تعزيز العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية".
وتابع: "كما اتفقنا على اتخاذ خطوات جديدة من أجل تسهيل وتعزيز العلاقات المصرفية مع العراق"، إضافة إلى "العمل على تذليل تحديات الأمن الغذائي التي تواجهها المنطقة بسبب الحرب في أوكرانيا".
يشار إلى أن إيران قطعت بشكل متكرر إمدادات الغاز لإجبار بغداد على تسديد مستحقات تعود إلى عام 2020، لم يتم تسديدها بسبب العقوبات الأميركية على إيران.
والأسبوع الماضي، أعلنت طهران تلقيها مبلغ 1.6 مليار دولار من بغداد لتسديد جزء من الديون التي يطالب بها العراق منذ 2020 لتوريد الغاز الإيراني.
اقرأ أيضاً: