كشف متحدث باسم البيت الأبيض، الخميس، أن الاجتماعات التي سيعقدها الرئيس الأميركي جو بايدن مع قادة مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق، أثناء جولته الشرق أوسطية ستشمل محادثات ثنائية مع العاهل السعودي وفريقه القيادي، بمن فيهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي جون كيربي، إنَّ "الرئيس (بايدن) سيعقد اجتماعا ثنائياً مع العاهل السعودي وفريق قيادته، وكما تعلمون، فإن ولي العهد في فريق القيادة هذا. لذلك سيكون جزءاً من ذلك الاجتماع".
وأضاف كيربي "ومن المؤكد أن الرئيس سيلتقي بولي العهد السعودي في سياق ذلك النقاش الثنائي الأوسع"، وذلك بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
ويتوجه بابدن في الفترة ما بين 13 و16 يوليو إلى إسرائيل والضفة الغربية والسعودية في أول زيارة له إلى المنطقة منذ وصوله إلى البيت الأبيض، وسيلتقي بايدن في تلك الزيارة بقادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق في مدينة جدة.
وأوضح البيت الأبيض، الخميس، أنَّ بايدن يعتزم مناقشة "أمن الطاقة" خلال الاجتماع مع مجلس التعاون الخليجي، وأن واشنطن تنسق مع دول الشرق الأوسط بشأن أنظمة الدفاع الجوي لمواجهة تهديدات إيران.
وأشار البيت الأبيض إلى أن بايدن سيسعى خلال اجتماعه مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى تمديد الهدنة في اليمن.
قضايا الطاقة
واعتبرت مجلة "فورين بوليسي" أن زيارة بايدن إلى المنطقة مدفوعة إلى حد كبير بالأزمة السياسية الداخلية في الولايات المتحدة المرتبطة بقضايا الطاقة.
وعلى الرغم من الأنباء عن مساعي الإدارة الأميركية إلى مناقشة تطبيع العلاقات بين إسرائيل خلال الزيارة، إلا أن المجلة الأميركية اعتبرت أنَّ أولويات الرئيس بايدن خلال لقائه مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي تكمن في أمور أخرى.
وأشارت المجلة على وجه التحديد إلى ارتفاع أسعار النفط جراء الحرب في أوكرانيا، والذي أدى إلى التضخم في الولايات المتحدة، وأضعف الموقف السياسي المحلي لبايدن قبل انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس.
وخلال توقفه في إسرائيل، ستجعل الزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف يائير لبيد يبدو رئيساً للوزراء حقاً، وهو ما يحتاجه، بحسب "فورين بوليسي"، لتعزيز موقفه ضد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو خلال الانتخابات المقبلة.
الملف الإيراني
ووفقاً للمجلة، من المؤكد أن بايدن سيتحدث خلال الزيارة عن علاقة الولايات المتحدة التي لا تنفصم مع إسرائيل، والتزامها العميق بأمن إسرائيل، كما أنه سيدعم لبيد في مساعيه المعلنة لمواجهة إيران والانفتاح على الفلسطينيين.
وقالت المجلة إنه من الممكن أن ينتهز لبيد الفرصة للتأكيد على الطلبات الإسرائيلية للحصول على تمويل للدفاعات الجوية بالليزر، وكذلك الطائرات والذخيرة التي من شأنها أن تمكن تل أبيب من مهاجمة إيران بمفردها.
وتوقعت المجلة أن يماطل بايدن في حال أقدم لبيد على هذه الطلبات، فقد رفض سلفاه طلباتٍ للإمداد بقاذفات القنابل، والأسلحة المخصصة لاختراق التحصينات، خوفاً من أن تبدأ إسرائيل معركة لا يمكن أن تنهيها، وبالتالي جر الولايات المتحدة إلى حرب لم تكن تريدها.
كما توقعت "فورين بوليسي"، أن يشغل موضوع إيران والعودة إلى الاتفاق النووي حيزاً كبيراً خلال محادثات بايدن في السعودية وإسرائيل.
وقالت المجلة إن بايدن سيطلب من إسرائيل ضبط النفس بينما تحاول الولايات المتحدة إنهاء المحادثات التي من شأنها أن تعيق تقدم إيران النووي.
ومن المرتقب أيضاً أن يلتقي بايدن خلال الزيارة بنيامين نتنياهو بوصفه زعيماً للمعارضة، على الرغم من أن "بايدن لا يريد عودة نتنياهو إلى السلطة"، وفق "فورين بوليسي"، كما أن الأخير يتطلع إلى عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
الشأن الفلسطيني
وسيلتقي بايدن، خلال الزيارة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس إذ سيظهر بايدن، بحسب المجلة، اهتمام إدارته بفعل شيء ما بخصوص القضية الفلسطينية، وسيتحدث أيضاً عن أهمية إجراءات بناء الثقة، والدعم الأميركي لحل الدولتين.
في المقابل، سيضغط عباس على الرئيس الأميركي بشأن المستوطنات، وتباطؤ الإدارة الأميركية في إعادة فتح قنصليتها في القدس.
كما سيطالب الرئيس الفلسطيني خلال اللقاء بدعم واشنطن لاستئناف العملية السياسية بخصوص التطلعات الوطنية الفلسطينية لدولة مستقلة تكون عاصمتها القدس الشرقية.
اقرأ أيضاً: