دعا نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز، الاثنين، جماعة الحوثي في اليمن، إلى إظهار التزامها بعملية السلام التي تقودها المنظمة، من خلال تحسين سبل الوصول إلى مدينة تعز اليمنية، فيما أعرب المبعوث الخاص إلى اليمن هانس جروندبرج، عن أسفه لأن طرق تعز "لا تزال مغلقة" لأكثر من 7 سنوات.
وطالب ميلز، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن التطورات في اليمن، أعضاء المجلس على "حض أطراف النزاع على الاستمرار في اختيار السلام على العنف، والتنفيذ الكامل لبنود الهدنة اليمنية" التي بدأت في أبريل الماضي، وجدّدت يونيو الماضي لمدة شهرين.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن "الحكومة اليمنية أظهرت مرونة في تسهيل الرحلات الجوية من صنعاء وشحن الوقود إلى شمال اليمن"، ولكنه أشار في المقابل إلى أنه "لسوء الحظ.. لم نشهد من الحوثيين إجراءات بشأن تعز التي تعيش تحت ظروف شبيهة بالحصار منذ 7 سنوات".
وشدد ميلز على "ضرورة أن تظهر جماعة الحوثي التزامها بعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، من خلال تحسين الوصول إلى تعز بشكل هادف"، لافتاً إلى أن ذلك "سيؤدي إلى تخفيف المعاناة الإنسانية، والسماح لعشرات الآلاف من المدنيين بالوصول إلى السلع الأساسية".
واعتبر أن "العمل الفوري على فتح الطرق المؤدية إلى تعز ضروري للحفاظ على الهدنة الحالية، إذ سيساعد ذلك على تمهيد الطريق لاتفاق أكثر شمولاً واستدامة لجلب الموارد والاستقرار والفرص للناس في جميع أنحاء اليمن".
وحض نائب المندوبة الأميركية جميع الأطراف على "الاستعداد للمشاركة بشكل كامل وهادف في المحادثات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة"، مشدداً على أن "التسوية السياسية اليمنية - اليمنية يمكن أن توفر السلام الدائم في البلاد".
كما طالب ميلز جماعة الحوثي بـ"الإفراج الفوري عن الموظفين اليمنيين الحاليين والسابقين من الولايات المتحدة والأمم المتحدة الذين تم سجنهم في صنعاء"، واصفاً ذلك بـ"السلوك الشائن".
وأغلقت السفارة الأميركية في صنعاء عام 2015، بعدما استولى الحوثيون على العاصمة اليمنية، لكن بعض الموظفين اليمنيين استمروا في العمل من المنزل أو كحراس أمن للمباني، قبل أن تعتقلهم جماعة الحوثي، فيما تطالب واشنطن منذ سنوات بالإفراج عنهم.
رفض حوثي
بدوره، أكد المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس جروندبرج أن الهدنة "ما زالت صامدة لأكثر من 3 أشهر حتى اليوم، نتج عنها انخفاض كبير في أعداد الضحايا بين المدنيين تُقدر بنسبة الثلثين مقارنة بما كان عليه الحال في الأشهر الثلاثة التي سبقت بدء الهدنة".
وأبلغ جروندبرج مجلس الأمن بأنه "منذ الثاني من يونيو حصلت 7 سفن للوقود على تصاريح دخول إلى ميناء الحديدة تحمل أكثر من 200 ألف طن متري من المشتقات النفطية المختلفة"، مشيراً إلى أنه "لولا دخول الواردات التي سهلتها الهدنة، لكان الوضع أسوأ بكثير مع ارتفاع أسعار الوقود".
وأضاف أنه "منذ بدء الهدنة سافر ما يقرب 7 آلاف راكب بين صنعاء والأردن"، مؤكداً أن "العمل مستمر مع السلطات المصرية سعياً لتيسير الرحلات الجوية من وإلى القاهرة لضمان الجدول المنتظم للرحلات الذي يمكن أن يفي بشكل كامل بوعود الهدنة".
وأوضح المبعوث الأممي أنه "بعد مناقشات مع الأطراف" شارك مقترحاً محدثاً "بشأن فتح الطرق (في تعز) على مراحل"، لافتاً إلى أن الحوثيين أبلغوه بـ"عدم قبولهم" الاقتراح المذكور، ومشدداً على أنه "سيستمر في جهوده للتوصل إلى حل تفاوضي".
وأكد مبعوث الأمم المتحدة أن "الاتفاق من كلا الجانبين مهم لأن فتح الطرق يتطلب التنسيق والتواصل المستمر لضمان فتح الطرق بأمان واستدامة لعبور المدنيين"، مشجعاً "الأطراف على المشاركة بصفة عاجلة وبشكل بناء مع جهود الأمم المتحدة، للتوصل إلى اتفاق بشأن فتح طرق في تعز ومحافظات أخرى لكي يتسنى لجميع اليمنيين استشعار فوائد ملموسة للهدنة في حياتهم اليومية".
وختم بالإشارة إلى أنه سيستمر في "بحث إمكانية تمديد اتفاق الهدنة لمدة أطول وتوسيع نطاقه"، لافتاً إلى أن "من شأن ذلك توفير الوقت والفرصة للبدء في نقاشات جادة حول المسارات الاقتصادية والأمنية".