أفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن مؤيدين للرئيس الأميركي دونالد ترمب طُردوا من وظائفهم بعد مشاركتهم في اقتحام مبنى الكونغرس الأربعاء الماضي، فيما يتعرّض مالكو مؤسسات لانتقادات على مواقع للتواصل الاجتماعي، وتواجه مؤسساتهم حملة لمقاطعتها.
وأقدمت شركة الطباعة "نافيستار دايركت ماركتينغ" في ولاية ميريلاند على فصل عامل، بعدما شاهدت صورة له على موقع تويتر، وهو يتجوّل في قاعات مبنى الكابيتول، حاملاً شارة الشركة حول رقبته. وبرّرت الشركة قرارها بأنها لا تستطيع توظيف أشخاص "يُظهرون سلوكاً خطراً، يهدد صحة الآخرين وسلامتهم".
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى اعتقال أكثر من 90 شخصاً، منذ الأربعاء الماضي، مضيفة أن أفراداً على مواقع التواصل يحاولون التعرّف على المشاركين في اقتحام مقرّ الكونغرس، الذين التُقطت لهم صور أو تسجيلات مصورة، ومعتبرة أن ذلك يكثف ضغوطاً على الشركات التي توظفهم، كي تطردهم.
طرد رئيس تنفيذي
والموظف المعني في شركة Cogensia لتحليل البيانات، وتتخذ ضواحي شيكاغو مقراً، هو رئيسها التنفيذي برادلي روكستاليس الذي طردته الشركة الجمعة، لمشاركته في الشغب بالكونغرس.
ووَرَدَ في بيان أصدره جويل شيلتز، الرئيس التنفيذي بالوكالة للشركة: "اتُّخذ هذا القرار لأن تصرّفات روكستاليس كانت غير متوافقة مع القيم الأساسية لشركة Cogensia، التي تدين ما حدث في مبنى الكابيتول الأميركي الأربعاء.
وأضاف: "نعتزم الاستمرار في تبنّي قيم النزاهة، والتنوّع والشفافية، في عملياتنا التجارية، ونتوقع من جميع الموظفين تبنّي هذه القيم أيضاً".
وأقرّ روكستاليس، في تصريحات لقناة إخبارية محلية تابعة لشبكة "سي بي إس"، بدخوله مبنى الكابيتول، معتذراً عن الأمر، علماً بأنه معتقل الآن.
في السياق ذاته، استقالت كريستين بريولا (49 عاماً)، وهي معالجة مهنية في مدرسة بمدينة كليفلاند، بعد تورطها المفترض بالشغب. وأعلنت ناطقة باسم إدارة الإطفاء قرب أورلاندو، بولاية فلوريدا، فتح تحقيق مع الإطفائي أندي ويليامز، ومنحه إجازة إدارية مدفوعة الأجر، في انتظار نتيجة التحقيق بشأن مشاركته في اقتحام الكونغرس.
الاحتجاجات وحقوق العمال
وأشارت سوزان كلاين، وهي محامية في قطاع العمل والتوظيف، في مكتب المحاماة Faegre Drinker بإنديانابوليس، إلى أن معظم أرباب العمل في القطاع الخاص قادرون على فصل العمال، نتيجة مشاركتهم في الاحتجاجات؛ لأن الحقوق المنصوص عليها في التعديل الأول للدستور، تمنع الحكومة، لا الشركات الخاصة، من معاقبة الأفراد، بسبب تصريحاتهم.
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى استثناءات، إذ إن العاملين في المؤسسات الحكومية قد يحظون بحماية قانونية أكبر، إضافة إلى عمال نقابيين كثيرين، تتضمّن عقودهم أسباباً تتيح طردهم. وقد تكون لدى بعض الولايات، قوانين تحمي حرية التعبير للعمال.
لكن آرون هولت، وهو محام في قطاع العمل والتوظيف، بمكتب المحاماة Cozen O’Connor، لفت إلى أن "ما شهده مبنى الكابيتول الأربعاء، كان شغباً وليس احتجاجاً". وتابع: "عندما ينتهك شخص القانون، لن تتم حماية ذلك إطلاقاً، وسيكون من حق ربّ العمل الخاص، اتخاذ تدبير تأديبي، أو نوع من الإجراءات، رداً على ما قد يتعارض مع قيمه الأساسية".
"تهديدات بالقتل"
وتواجه شركات صغيرة ردّ فعل عنيفاً، على مواقع للمراجعة عبر الإنترنت، مثل Yelp، التي أبلغت عن 20 مؤسسة على الأقل، نتيجة نشاط مراجعة غير معتاد، مرتبط باقتحام الكونغرس.
وتمتلك جيني كود، وهي مرشحة سابقة لمنصب رئيس البلدية، شركة Becky’s Flowers في ولاية تكساس، وبثّت تسجيلاً مصوراً على موقع فيسبوك، تتباهى فيه باقتحام مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي. وبحلول الجمعة، سُجّلت عشرات التقييمات المتدنية لمحلّ الزهور، ونُعتت كود بأنها خائنة وإرهابية، مع نشر صور لها داخل مبنى الكابيتول.
وقالت كود لاحقاً لـ"أسوشيتد برس" إنها لم تذهب شخصياً إلى مكتب بيلوسي، كما لم ترَ أشخاصاً يكسرون بابه. وأضافت أنها قصدت بكلمة "نحن" جميع الأشخاص الذين كانوا في مبنى الكابيتول. وتابعت أنها لم تفعل أي شيء عنيف أو تدمّر أي ممتلكات، وزادت: "مشيت عبر باب مفتوح إلى مبنى الكابيتول، مع مئات آخرين. تلقيت تهديدات بالقتل، وآلافاً من التقييمات المتدنية من كل أنحاء البلاد، من أفراد لم يأتوا إلى محلي إطلاقاً".
أحداث تشارلوتسفيل
وذكرت الوكالة أن مواقع للتواصل الاجتماعي كشفت عن أشخاص، لمشاركتهم في نشاطات غير مرتبطة بعملهم، ما سبّب لهم مشكلات مع أرباب العمل. وبعد مسيرة نظمها مؤيّدون لنظرية تفوّق العرق الأبيض، في مدينة تشارلوتسفيل بولاية فيرجينيا، في عام 2017، نشر كثيرون صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي، لمشاركين في المسيرة، ما أدى إلى طرد بعضهم.
وفي لويزيانا، قال زبائن إنهم سيقاطعون متاجر Rouses Market، بعد ظهور مالكها المتقاعد دونالد روس في صورة خلال أحداث الأربعاء الماضي. وقال روس إنه حضر التجمّع بوصفه مؤيّداً لترمب، مستدركاً أنه غادر قبل اندلاع العنف. وأضاف: "روّعني العنف والدمار اللذان شهدناهما بالأمس، والألم الذي سبّباه لكثيرين. بلدنا في حاجة ماسّة إلى العمل معاً لتضميد جروحه، وسأبذل كل ما في وسعي لأكون جزءاً من هذه العملية".
لكن ذلك لم يمنع مجموعة Krewe of Red Beans، التي تنظم مسيرات، من إعلان أنها ستعيد تبرعات قيمتها 20 ألف دولار، تلقتها من تلك المتاجر.