مصادر لـ"الشرق": خلافات تحول دون إصدار بيان مشترك بين بايدن وعباس

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن حين كان نائباً للرئيس في رام الله. 9 مارس 2016. - REUTERS
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن حين كان نائباً للرئيس في رام الله. 9 مارس 2016. - REUTERS
رام الله-محمد دراغمة

قال مسؤولون فلسطينيون لـ"الشرق"، إن خلافات بين الجانبين الفلسطيني والأميركي تحول دون الاتفاق على إصدار بيان مشترك في ختام اللقاء المرتقب بين الرئيسين محمود عباس وجو بايدن، الجمعة، في بيت لحم بالضفة الغربية.

وأضافت المصادر أن الرئيسين سيُصدران بيانين منفصلين أمام وسائل الإعلام في ختام اللقاء، لافتين إلى أن الخلاف بين الجانبين يتركز حول "اللغة السياسية".

وبحسب أحد المسؤولين، "عرضت واشنطن صيغة بيان يُطالب بتدابير متساوية للأمن والحرية والفرص والكرامة للإسرائيليين والفلسطينيين"، معلقاً: "هذا شيء مرحب به، لكنّه استخدم لغة معومة بشأن الحقوق الفلسطينية مثل الدولة المستقلة، والقدس، والاستيطان، والتعاون الإقليمي".

وتابع: "الجانب الأميركي يذكر الدولة المستقلة دون الإشارة إلى حدودها على خط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967، ويطالب بحل متفاوض عليه للقدس دون ذكر كلمة القدس المحتلة عام 1967".

لا بيان مشترك أو لقاء منفصل

وقال مسؤول آخر، إن "الولايات المتحدة ترحب بالتعاون الإقليمي المشترك، ونحن في فلسطين نطالب بأن يكون هذا التعاون الإقليمي ثمرة لحل القضية الفلسطينية".

ووفقاً للمصادر التي تحدثت لـ"الشرق"، اتفق الجانبان الأميركي والفلسطيني في النهاية على أن يُقدم كل من الرئيسين بيانه للصحافة عقب اللقاء الذي سيُعقد في قصر المؤتمرات ببيت لحم، كما طلب الجانب الأميركي أن يكتفى بالبيان الصحافي وأن لا يتم استقبال أسئلة من الصحافيين.

وكشفت مصادر فلسطينية لـ"الشرق"، أن الرئيس بايدن طلب أن يجري اللقاء بين الرئيسين ووفديهما، وأن لا يكون هناك لقاء منفصل بينه وبين عباس، كما يجري في العادة، حيث يعقد الزعماء لقاءً منفصلاً يتبعه بحضور الوفدين.

ويعتبر المسؤولون الفلسطينيون أن "شكل اللقاء هو تعبير عن عدم رغبة الرئيس الأميركي الخوض في القضايا التي يُريد الفلسطينيون طرحها، مثل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، ووقف الاستيطان وغيره".

لكن الفلسطينين يعتبرون، في ذات الوقت، لقاء بايدن-عباس مهماً من الناحية الرمزية، مشيرين إلى أن توقف الرئيس الأميركي في فلسطين كواحدة من محطاته الثلاث في المنطقة التي تضم إسرائيل والسعودية يعتبر مهماً جداً، واعترافا أميركياً بأن الفلسطينين طرف مهم، ولا يمكن تجاهل قضيتهم.

ولا يخفي الفلسطينيون عدم رضاهم عن الدعم الأميركي اللامحدود لإسرائيل، دون ربط ذلك باحترام إسرائيل لأي موقف أميركي من الممارسات الإسرائيلية، خاصة الاستيطان والقتل والحصار والتهجير وغيرها.

وأبلغ الرئيس محمود عباس الوفد الأميركي الذي قدم للتحضير لزيارة بايدن أن يطالب بأن ينفذ الرئيس الأميركي واحداً على الأقل من وعوده المعلنة للفلسطينيين مثل إعادة فتح قنصلية الولايات المتحدة في القدس، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وإزالة اسم المنظمة عن قائمة الإرهاب وغيرها.

ويسعى الفلسطينيون إلى تحقيق تقدم في عدة ملفات أهمها إقامة دولة مستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.

وكانت الإدارة الأميركية السابقة برئاسة دونالد ترمب، أغلقت القنصلية الأميركية في القدس، ومكتب "منظمة التحرير الفلسطينية" في واشنطن، فيما تحدثت الإدارة الحالية عن إعادة فتح القنصلية في القدس دون تحديد أي موعد لذلك، لكن إسرائيل رفضت الأمر، مقترحةً فتح قنصلية في رام الله بدلاً من ذلك.

إقرأ أيضاً:

تصنيفات